بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يدفعني لكتابة هذا الموضوع إلا بعدما رأينا ظهور سوء أدب الخلاف فاصبح الحنبلي يخطيء بل قد يكفر الحنفي والمالكي يجرح الشافعي والذين يثيرون هذه الخلافات هم شباب وفتيات هداهم الله يسمعون معلومة من هنا ومعلومة من هناك فاعتقدوا أنهم اصبحوا البخاري يحققون ويجرحون ويعدلون في العلماء وأصبحوا يطلقون أحكام هي والله سيوف مسمومة تطعن بها الأمة في قلبها بيد شبابها وذالك لحماقتهم وسفاهة عقولهم وضئالة علمهم فيقولون هذا عالم سلفي وهذا عالم فاسق وهذا عالم سلطان وخذ لك من الألقاب مايبكي كل غيور على دينه هؤلاء ،أو لأن بعض مافي المذاهب لا يوفق عادتنا وتقاليدنا فنحاربها وهؤلاء والله هم اليد اليمنى للغرب وهم لايشعرون ،الغرب يضرب الأمة من الخارج وهؤلاء يفككون الأمة من الداخل فالقضاء عليها يصبح أسهل من ذي قبل ، ومن المبكي والمضحك في نفس الوقت حينما تأتي وتتحاور مع شاب عمره مابين 15 و30 ثم يقول أنا مذهبي حنبلي أو مالكي يعني هل نحن أصبحنا أذكى من الصحابة يلا ذكاء هؤلاء هل درسوا المذاهب الأربعة ثم قرروا أن يكونوا حنابله أو مالكين أو أو بهذه السرعة هههه. فأحببت أن أوضح قاعدة إسلامية يتفق عليها علماء المسلمين من عهد محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ولم يختلف عليها أحد إلا جاهل القاعدة تقول وأتمنى من إخواني يامن تقرؤن هذا الكلام أن تحفظوه وأن توعوه وأن تنشروه على من تعرفون وتعلمون عقوبة كتمان العلم.
أن الخلاف بين المذاهب الأربعة في الأمة الإسلامية إنما هوا خلاف فروع وليس خلاف عقيدة وهذا الخلاف رحمة وسعة من الله عز وجل وليس نقمة وهذا الخلاف بإرادة الله ليكون الإسلام صالح لكل زمان ومكان كما سنوضح هذا بعد قليل بإذن الله. والقاعدة تقول:
هناك أدلة قطعية الثبوت واضحة العبارة وهناك أدلة ظنية تحتمل فيها العبارة كذا تفسير كما قال علي رضي الله عنه القرأن حمّال وجوه أي يحتمل أكثر من تأويل سواءً من القرأن أو السنة المطهرة فالأدلة القطعية الثبوت الواضحة العبارة لم تختلف عليها المذاهب الأربعة كالأوامر الصريحة في الصلاة والصيام ..إلخ ،كما في قوله تعالى(كتب عليكم الصيام) فلم ولن يختلف على هذه الأية أحد ولن يأتي أحد يقول إن أمر "كتب" تفيد الإستحباب وليس الوجوب وهكذا في بقية الأيات الواضحة فالمذاهب الأربعة لم تختلف في أصول العقيدة فلايجوز لأي أحد أن يكفر أو يخطيْ أحد هذه المذاهب .
أما الأدلة الظنية فقد إختلف فيها الأئمة حسب فهم كل واحد لدّليل وليس حسب هوى أحد من الأئمة ومن يدرس المذاهب يعرف الأدلة التي إستند إليها كل إمام من اللأئمة الأربعة ونتحدى أن هناك مذهب من المذاهب الأربعة الأن يأتي بفتوى على هواها دون إستناد إلى أدلة وقياس حقيقي وإجتهاد. كما نعلم أن الإمام مالك كان في المدينة وكان لديه ثروة من أثر الرسول والصحابة وتقريباً جميع المسائل يوجد لها دليل وذلك لوضع المدينة البسيط بينما أبي حنيفة كان يعيش في الكوفة فيوجد لديه حضارة الفرس وأسلوب التجارة يختلف عن التجارة في المدينة وليهم صناعات لا توجد في المدينة فمذهبه كان يتطلب الإجتهاد والقياس . كما أن الشافعي كان يحرص على قضية الزمان والمكان وطبيعة الناس فيفتي في العراق في مسئلة ثم يذهب إلى مصر فيوسئل عن نفس المسئلة فيفتي بفتوى تختلف عن الفتوى التي في العراق حسب المكان والزمان وطبيعة الناس وكذالك فعل الدكتور عائض القرني حينما سئل عن قيادة المرءة للسيارة في أمريكا فأجاب بأنه حلال وسئل في المملكة فأجاب بأنه ربما تكون هناك فتنه فالجاهل من الناس اتهمه وقال فيه كلام لينبغي أن يقال في عالم ثقة والله المستعان.
الخلاف رحمة وسعة وليس فرقة وفتنة وهذه بعض الأمثلة التي تدل على ذالك
إخواننا في ماليزيا كانوا يعتمدون المذهب الشافعي وفي أحد بنود هذا المذهب أن الزكاة تجب فيما يخرج من الأرض كقوت دائم للناس مثل الأرز والشعير أما النباتات الموسمية مثل النباتات العطرية أو الطبية فلا تجب فيها الزكاة ماذا حصل لإخواننا المالزيين أصبحوا يشكون ويقولون إن الشيوعيون يضحكون ويسخرون منهم إذ أن الفقراء هم الذين يخرجون الزكاة وهم الفلاحين أصحاب حقول الأرز والقمح أما الأغنياء أصحاب النباتات الطبية والعطرية وهي أغلى من الأرزلا يخرجون زكاة محاصيلهم فرد عليهم علماء كبار وقالوا لهم مالذي يجبركم بأخذ رأي الشافعي في هذه المسئلة فأخذوا برأي إمام أخر ورد الله كيد الشيويعون في نحرهم ،نقف هنا ماذا لو كان في الإسلام رأي واحد وهوا رأي الشافعي ماذا كان يحل بإخواننا الفقراء في ماليزيا وأمثالهم في أرض الله. إفهموا فقه رسول الله .
خلاف أخر في قول الله تعالى((فامسحوا برؤسكم)) هناك إمام يقول الباء هنا تفيد التبعيض أي يكفي أن تمسح بعض من رأسك ،وهناك رأي أخر يقول الباء تفيد المسح الكلي للرأس،لو إفترضنا أن هناك فقط الرأي الأخر الذي يقول يجب أن يمسح على الرأس كله ماذا حل بإخواتنا المحجبات اللتي يعملن في أماكن مختلطة هل يخلعن الحجاب كله لكي يمسحوا على رؤسهم كاملة أم يكفي أن تمسح ببعض رئسها ، بل كيف المصاب في رأسه مثلاً لو أخذنا بالرأي الثاني هل يمسح على رأسه كله أم يجزئه أن يمسح ببعض رأسه. ؟! الحمد لله إن هناك رأي أخر .
قصة الصحابة في غزوة الخندق حينما قال الرسول لايصلّين أحدكم العصر إلا في بني قريضة إختلف الصحابة هنا فالبعض فهمها أن الرسول يقصد التعجيل فصلت هذه الفئة العصر في وقته، والفئة الأخرى قالت الرسول يقصد أن نصلي العصر في بني قريضة حتى وإن خرج الوقت ،الخلاف هنا خلاف القصد منه مخالفة رسول الله أم حسب فهم كل فئة ؟ الإجابة حسب فهم كل فئة ،ماذا فعل الرسول هل علق؟ لا .وهذا دل على أن الفئتين لم تخطيء ، ولو علق قد يحدث فتنة بين الصحابة ،كما أن الرسول هنا أعطانا درس عظيم في أدب الخلاف وهوا أن لا نـُغلب فئة على أخرى فيحدث البغض والعصبية والفرقة بين المسلمين.
والأمثلة في هذا كثيرة ولا يسعني ذكرها لكثرتها . والهدف ليس توحيد المذاهب بل الهدف الذي يسعى له العقلاء من المسلمين هوا غرس أدب الخلاف بين المسلمين مادام كل مذهب يقصد الله ويقصد طريقة حسب فهمه ولا يقصد مخالفة شرع الله
أداب الخلاف:
أن يحترم كل فرد المذاهب المخالفة لمذهبه فلو كنت حنفي فلا تجرح في الشافعي وهكذا فمثلاً للنساء أنتِ ترين أن تغطية الوجه واجبة غطي وجهك ولا تعيبين وتتهمين من أباح كشف الوجه بالعلماني والمترخص والمتساهل وتتهمينه باتهامات قد تدخلك جهنم ، وإن كنت ترين جواز كشف الوجه فلا تتهمين من أوجب تغطية الوجه بالمتعصب والمتشدد وإتهامات قد تدخلك جهنم، ومثال للرجال إن كنت ترى وجوب إعفاء اللحية فلا تتهم من يجيز حلق اللحية وتتهمه إتهامات لاتليق وقد تدخلك جهنم، وإن كنت ترى جواز إعفاء اللحية فلا تتهم من يوجب إعفاء اللحية باتهامات لاتليق وقد تدخلك جهنم،وهكذا.
إذا رأيت ماتنكره في أي مكان في التلفاز في البيئة فلا تذكر هذا المنكر إلا إذا تيقنت أن هذا المنكر سيتغير لو أخبرت به، أما الإشهار بالمنكرات وفضح المسلمين هذا ليس في الإسلام في شيء ومن يفعل ذالك فهوا أثم.
أن تحسن الظن فيمن يختلف معك وأن لاتكون سيء الظن دائماً وتفسر كل ما لايعجبك بتفسيرات خاطئة وتنشر وجهة نظرك بين الناس دون أن تتثبت وتسأل .
بعض المساويء التي نتجت من سوء الأدب مع الخلاف بين المسلمين
نشر روح الكراهية والبغضاء والفرقة بين المسلمين ومن ينشر هذه الروح له وزر كل سيئة نتجت من نشر هذه الروح.
تشكيك المسلمين في مرجعياتهم الدينية الصحيحة الموثوقة فتختفي روح الإنتماء لهذا الدين ويصبح لكل واحد نسخة من الإسلام حسب رغباته وفهمه فيفتي لنفسه ويقضي لنفسه بنفسه ويحرم ويحلل كما يشاء وذالك لعدم ثقته بالعلماء والله المستعان.
إستباحة الدماء وذالك ضناً من أن هؤلاء يفتون حسب رغبات الغرب أو الشرق وأنهم دسائس على المسلمين .
إبتعاد الناس وتنفيرهم من دين الله بحيث يشعر غير المسلم أو المسلم غير الملتزم أن هذا دين صراع وفرقة ودين متشنج فيبتعدون ليريحوا أنفسهم من هذه المعمعة والله المستعان.
تمكين أعداء الله من المسلمين .
تعطيل الدعوة إلى الله ونشر العلم والمعرفة .إرتد كثير من المسلمين الجدد بسبب عدم فهمهم لما يحدث .هذا شيء بسيط من نتائج أدب الخلاف ذكرتها بإختصار.
هل يرضيك أخي المسلم هذه النتائج هل بعد هذا الكلام تتجراء وتنتقد وتنقص عالماً من الأعلام أو مسلماً بسيطاً أخطاء بدلاً من أن تتواصل معه بأي طريقة وتنصحة وتوصل له وجهة نظرك وإن لم تستطع فلا تثرثر أخي بكلام لن يفيد بل يضر الآن قامت الحجة على من يقراء هذا الكلام ياأيها المسلمون هل الناس يعبدونكم أم يعبدون رب العباد هل نحن نحاسب الناس هل نحن نقيم إيمان الناس . والله لن ننتصر مالم نتغير ونتأدب مع الله يقول الله تعالى(لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
أتمنى أن يلقى هذا الكلام صداه في قلوبكم وأن تنشروه على من تعرفون ومن كان في قلبه شك في هذا الكلام فليأخذه ويذهب به إلى عالم ثقة ويتأكد.
أللهم إنا نسألك أن تعلمنا ماجهلنا وأن ترزقنا أدب الخلاف ولا حول لنا ولا قوة إلا بك