الطيبة فى قاموس البعض

الشدة والتدليل سببان لنشوء الشخصية الضعيفة

يختلف مفهوم الطيبة في هذا العصر00 ففي الماضي كان للطيبة معنى واحد مرادف لحسن الخلق ولين الجانب , أما اليوم فأصبحت في السياق الاجتماعي عند البعض مرادفة للسذاجة, والطيب في نظرهم عرضة للأستغلال,

تقول أحد الآنسات:
"أنا طيبة جداً لدرجة أن زميلاتي في العمل يستغللن طيبتي وعطفي , ويفرضن علي بعضاً من أعمالهن لأقوم بتنفيذها بدلاً عنهن, وكذلك المديرة تفرض علي أعمالاً ليست من ضمن مهام وظيفتي, وهن يستغللن طيبتي لأنني لا أستطيع أن أقول لهن 00 لا "

تقول أحد المتزوجات:
الطيبة الزائدة ليست في صالح الفرد , فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده, وزوجي يستغل طيبتي , ويجلس أمامي وكأنه مسكين لا يملك شيئاً, ويتحدث عن الديون , وأنه لا يملك المبلغ الكافي, ومن طيبتي الزائدة أعطيه كل مايريد, لدرجة أنني في بعض الأحيان أعطيه الراتب كله , وأعتقد أنني بذلك أكبر في نظرة"

يـقول أحد الشباب:
أحد زملائي طيب جداً , لدرجة أن زملائي يعتبرونه مغفلاً وساذجاً , وهم يخترعون الحكايات والقصص العجيبة, وهو يصدقها ويتأثر بها ويتفاعل معها, لأنه كما يقولون (على نياته ) 0ورغم مايعدون له من مقالب ومواقف محرجة, إلا أنه ما يزال يصدقهم,وهذه المقالب الهدف منها الضحك عليه واستغلال طيبته في الضحك والنكات والتندر بقلبه الأبيض وتصرفاته التلقائية البريئة"

ويقــــــــول أستاذ الطب بأبها الدكتور حسن العمري :
الطيبة قد تكون علامة من علامات الشخصية السوية المتزنة, حينما يكون مصدرها الخلق الرفيع, والرغبة في الإيثار والتضحية من أجل الآخرين0 وقد تكون طريقاً لكسب ود الناس والتأثير فيهم , والذين يتصفون بهذه الطيبة ومايتبعها من إظهار اللين والموافقة والتواضع في مواقف كثيرة, إلا أنهم يتمتعون بالقدرة على إظهار الحزم والشدة والرفض 0 حينما يشعرون أن الموقف يستدعى ذلك, وهؤلاء يتمتعون بكامل الاحترام والتقدير من الآخرين,

وخــــــــــير مثال على ذلك رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي وصفه الله في القرآن بقوله"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"


وقـــــــــــد ورد في صفاته أنه لم يكن يعنف أحداً قط حتى خدمه, وكان يلاعب الأطفال, بل كان الطفل يأخذ بيده حيث شاء, وكان لا يرمن طلبه حتى ولو طلب العباءة التي كان يرتديها , ولكنه في المواقف التي تستدعى الحزم كان لا يجامل أحداً قط, حتى ولو كان من السادة أومن أقرب الناس إليه

أمـــــــــا النوع الثـــاني من الطيبة:
وهي الطيبة المرضية في الناشئة عن ضعف الشخصية وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على تكوين الذات, ومن مظاهرها عدم قدرة الشخص على المطالبة بحقوقه, وعدم قدرته على التعبير الملائم عن مشاعره وأفكاره وآرائه, بل على العكس من ذلك فهو حريص على مشاعر الآخرين ويتجنب إزعاجهم, ولو كان ذلك على حساب حقوقه أو مشاعره, ومن مظاهرها أيضاً ضعف الحزم في أتخاذ القرارات والميل إلى موافقة الآخرين في آرائهم ومجاملتهم والنزول عند رغباتهم حتى ولو كان ذلك غير مقنع له, ومن مظاهرها التواضع في غير محله,مما يجعله في الواقع نوعاً من الذلة, وصاحب هذه الطيبة الزائدة لا يجرؤ على قول لا للآخرين ولو كان مقتنعاً بالعكس, وفي نفس الوقت يكثر من قول نعم وأبشر, والمشكلة أن الناس إذا عرفوا عن الشخص هذه الصفة فقد يستغلونه, سواء عن قصد أوغير قصد ,

فمثــــــــــلاً:
قد يطلب منه صديق مبلغاً من المال كدين, وهو لا يستطيع الرفض ولو كان في أمس الحاجة لهذه المبلغ, وفي العمل قد يرمى عليه زملاؤه جزءاً من أعمالهم, وهو لا يستطيع الرفض حتى لا يزعجهم , مع أنه يشعر بالظلم في داخل نفسه, بل حتى أثناء تسوقه قد يعرض عليه البائع في المحل شراء بعض الأغراض التي لا يحتاجها ولكنه لعدم قدرته على إبداء رأيه وقول لا يضطر لقبول عرض البائع, والناس المحيطون بهذا الشخص رغم أنهم يستفيدون من طيبته المبالغ فيها , إلا أنهم في تقييمهم له ينظرون له على أنه ساذج وضعيف"
والسبــــــــب:

1-عدم قدرة الإنسان على تقدير ذاته وعدم رضاه عن نفسه, وبالتالي فهو يستشعر ضعف مكانته عند الآخرين , وأنه لا احترام له, وبالتالي فهو يحاول التعويض عن هذا النقصالذي يفترضه عن طريق التنازل عن حقوقه وإذلال نفسه للآخرين0

2-ومن الأسباب هذه الشخصية الشدة المبالغ فيها من الوالدين في تربية الطفل وكثرة انتقادهما له , أو على العكس من ذلك المبالغة في الدلال , بحيث ينشأ الطفل وهو ضعيف الشخصية, غير قادر على الاعتماد على نفسه, ومن الأسباب الأخرى الصرامة المبالغ فيها في التعامل مع الطلاب وعدم إعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية والمضاعفات التي تعاني منها هذه الفئة من الناس تتمثل في ضياع حقوقهم المادية والمعنوية بالإضافة إلى المعاناة النفسية والكآبة والقلق والإحباط وقد تتطور هذه المشكلة إلى نوع من الرهبة في التعامل مع الناس وتجنبهم بحيث يصبح الشخص معزولاً عن بقية المجتمع
3-وإذا كان الشخص ذا عائلة فقد تعاني أسرته من طيبته الزائدة وضعف شخصيته فهو لا يستطيع الدفاع عن حقوق أسرته وربما قدم مصالح الناس على مصالح الأسرة وهو إضافة ذلك لا يستطيع التعامل مع أطفاله بطريقة صحيحة ولا يستطيع فرض هيبته وتصبح الفوضى هي المهيمنة في المنزل

عــلاج هذه المشكلـــــة:
يحتاج الشخص إلى تعلم مهارات السلوك التوكيدي والذي يتضمن مهارات التواصل مع الآخرين والطرق المناسبة للتعبير عن المشاعر والآراء ومهارات الرفض والاعتذار بالإضافة إلى تصحيح بعض الأفكار الخاطئة والقناعات السلبية المولدة لضعف الشخصية وأحياناً قد يحتاج الشخص ولفترة مؤقتة إلى استخدام بعض الأدوية النفسية التي ترفع من معنوياته وتزيد من جرأته في التعامل مع الآخرين وتخفف من مستوى الإحباط والقلق عنده ..

نصة ملطوش والنص الثانى مكتوب..

...
الطيبه هي السمه المميزه في سلوك النبلاء ... والطيب دائما بأذن الله
مرده على فاعله ايجابي وخير.. حتى لو تعرض لمثل هذه المواقف .. والتشبيهات..
و هذا ليس معناه ان الواحـــد يكون مغفلا تمشي عليه حيل الانذال .. وحركات
قليلين الحياء والمروءه ... اذ انه لابد ان يضع هذه الطيبه في موضوعها الصحيح..
..
شكراً لك طائرة الجو...
واعذريني على الاختصار لانه دائما اعتمد عليه بعد الله في ردودي.. :monkey2:

الف شكر يا طيبة

هلا اختي طائرة في الجو
الف شكر على طيب النقل

فالطيبة تبقى دوما عنوان لطيب الاصل وحسن الخلق من دون ضعف في الشخصية او تخاذل
ولاننسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف )
الله يعطيك العافية

لولوة

مشكور السيف على الرد الرائع

مشكورة على الرد يا محبة ..

مشكورة لولوة على الرد المميز

ملخص القضيه أن الشخص الطيب سيظل يشــــــــــــــار له بالبنان في كل مكان يحل فيه ، والعكس صحيح .


شكراً .