كثيرا ما يرجع الأطباء التأتأة أو التمتمة أو العجز عن إخراج الكلمات بوضوح إلى عوامل عاطفية ونفسية كالتوتر مثلا, ولكن دراسة جديدة أجراها الباحثون في جامعة تولين بنيو أورليانز أظهرت وجود اعتلالات تشريحية في مناطق الدماغ التي تتحكم باللغة والكلام عند الأشخاص المصابين بتأتأة دائمة.
واستنادا إلى الفحوص المسحية التي أجريت على أدمغة 16 شخصا مصابين بالحالة المرضية التي تعرف بـ"التأتأة التطورية الدائمة", باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي, ومقارنتها مع المسوح الدماغية لـ16 آخرين لا يعانون من هذه الحالة, تبين أن أدمغة المصابين تتألف من فصوص جبهوية أكبر من جهة اليمين واليسار, إضافة إلى أن الاعتلالات في شكل الدماغ كانت أكثر انتشارا بينهم.
وأشار الباحثون إلى وجود اختلافات تشريحية ملحوظة بين النساء والرجال الذين يستخدمون أيديهم اليسرى أو اليمنى عندما يتأتئون. ويرى الباحثون أن هذه الدراسة تقدم أول إثبات قوي على أن الاختلافات التشريحية في مناطق الدماغ المسؤولة عن وظائف اللغة والكلام قد تترافق مع زيادة خطر الإصابة بالتأتأة والفأفأة والتمتمة.
وأكد هؤلاء أن هذا الاكتشاف يؤكد أن التأتأة ترجع إلى أسباب عضوية وبيولوجية, سيساعد في تطوير مركبات علاجية تستهدف الأنواع المختلفة من هذه الحالة, مشيرين إلى أنها قد ترجع في الأصل إلى عوامل عدة عصبية ونفسية وشخصية واجتماعية ولا سيما عند الأطفال.
ورغم ذلك أعرب الأطباء عن اعتقادهم بأن للعلاج النطقي تأثيرا فعالا في معالجة هؤلاء الأفراد الذين يمثلون 0.9% من البريطانيين ومعظمهم من الذكور, مشيرين إلى أن الأطفال يصابون بهذه الحالة عادة بين سن السنتين وخمس سنوات, ويشفى 70% منهم غالبا دون علاج.
وقال الخبراء في الدراسة التي نشرتها مجلة العلوم العصبية الصادرة عن الأكاديمية الأميركية للعلوم العصبية إن التأتأة في الكلام قد تنتج عن عوامل وراثية إلى حد ما, فالشخص الذي يعاني أحد أقربائه من التأتأة يكون احتمال إصابته بالحالة نفسها أكثر ثلاث مرات مقارنة بالأفراد العاديين.