خالد الفيصل كارثة جدة لن تعالج بالصراخ والعويل

جدة: محمد الزايد، براء العتيق

أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أن حجم السيول التي ضربت جدة الأربعاء الماضي تعتبر كارثة عالمية لا قبل لأي دولة متقدمة أو نامية على التصدي لها، كاشفا في نفس الوقت عن توجيه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بسرعة التخفيف عن المتضررين الذين يعتبرونهم أبناءهم وبناتهم.
وأشار الأمير عقب جولته التي قام بها أمس على الأماكن التي تضررت ورافقه فيها محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وأمين جدة المهندس عادل فقيه ومدير الدفاع المدني الفريق سعد التويجري ومدير شرطة المنطقة اللواء يوسف حسين مطر وبعض المسؤولين الحكوميين إلى قيام لجان عدة لدراسة وضع المتضررين والمفقودين وصرف التعويضات لهم، حيث قدم التعازي لأهالي الضحايا والمفقودين قائلا إنه لأمر محزن ومؤلم للغاية.
وقال إن عدد الوفيات وصل 106 والمفقودين حتى الآن 24 و أن الممتلكات لم تحصر كلها وهي كثيرة جدا .

الاطلاع على المناطق المتضررة
وكان يوما حافلا لأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عندما بدأ نشاطه صباح أمس بجولة أرضية على 6 مواقع في عدد من الأحياء والمناطق المتضررة في شرق وجنوب جدة شملت كلا من حي قويزة وأبرق الرغامة والطرق الرئيسية التي تخترق الأحياء المطلة على طريق مكة القديم عند الكيلو 10 وانتهاء بالكيلو 14 ثم اتجه إلى الطريق الخلفي لحي العدل والمناطق المتاخمة له قبل أن يتجه إلى قاعدة الطيران العمودي للدفاع المدني بأرض المطار القديم ليستقل طائرة هليكوبتر تابعة للدفاع المدني يرافقه كل من أمين محافظة جدة ومدير شرطة مكة المكرمة الفريق التويجري برفقة مصور التلفزيون السعودي.
وواكبت مروحية الأمير خالد الفيصل مروحيتان خصصتا لمسؤولي محافظة جدة ومصوري الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.
وقد بدأت الجولة بالاطلاع على المناطق المتضررة في كل من حي الجامعة انتهاء بمتابعة الموقف عن كثب من فوق بحيرة الصرف الصحي"المسك".

وضع النقاط على الحروف
وبعد انتهاء الجولة توجه الأمير خالد الفيصل مع الوفد المرافق لقصره بحي البساتين ليشرع في إجراء مؤتمر صحفي وضع فيه النقاط على الحروف، وبدأ أمير مكة المكرمة المؤتمر بكلمة مرتجلة لخص فيها رؤيته للجولة بقوله إن ما حدث يعد كارثة عالمية تسبب فيها 3 أسباب رئيسية هي كارثة السيول الطبيعية, إقامة الأحياء المتضررة في بطون الأودية ومجاري السيول,وتأخر تنفيذ مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.
واستطرد الأمير خالد الفيصل قائلا: هناك أسباب لنتائج هذه الكارثة. الكثير يقولون ويتساءلون عن من هو المسؤول عن ما حدث. وفي مثل هذه الأحوال لا يمكن تجاهل الكوارث الطبيعية التي تحدث في جميع أنحاء العالم وهي كوارث تحدث وتدمر في بلاد متقدمة وبلاد نامية على حد سواء،ولا يجب أن نتناسى هذا العنصر الأساسي في الكارثة. هناك عناصر أخرى لا بد أن نكون منصفين ،ونتحدث بكل صراحة وبكل شفافية أن بعض هذه الأحياء التي تضررت كانت مخططاتها
غير سليمة ، وقامت منازلها على مجاري الأودية، وهذا خطأ وخلل في التخطيط والتنفيذ والتطبيق، الأمر الثالث والذي أعتقد أنه كذلك من أسباب هذه الكارثة هو تأخر مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي في مدينة جدة .
الكوارث تحدث في أي مكان بالعالم
وقال إنه بالنسبة للعنصر الأول لا نستطيع عمل شيء حياله، فالكوارث تحدث في أي مكان ،وبالنسبة للعنصرين الآخرين فلا بد من تصحيح الوضع ،أنا لا أريد أن أشارك من ابتدؤوا يلطمون وينوحون ويصرخون كما هي عادتنا دائما ،كعادة العرب في الكوارث ، حيث أول رد فعل لهم هو الصياح والنيوح البكاء ،والصياح والنواح لا يصلحان شيئا، ما أمامنا الآن ومشاكل معاصرة لنا،الآن يجب وضع الحلول لها سيدي خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة مهتمين بإيجاد الحلول التي تضمن إن شاء الله عدم تكرار مثل هذه الكوارث، وخصوصا من ناحية الاستعدادات وتصحيح الأوضاع في مجاري السيول وتصريفها وسرعة إنهاء المشاريع،وهناك لجان وجه خادم
الحرمين بتشكيلها، هناك لجان أخرى تخص إمارة المنطقة الآن بدأنا بالتحقيقات فيها ،وسوف نرفع التقارير اللازمة للمسؤولين في أقرب وقت ممكن وسوف تحدد جميع الأطراف وعناصر الخلل في المخططات ،وكيف يمكن إصلاح هذا الخلل وإعادة المياه إلى مجاريها بطريقة حرفية وصحيحة بأن نفتح الطريق لهذه السيول لتصل من الجبال للبحر مباشرة كل هذا سوف يرفع بعد أن تتم كتابة التقارير عنها لدي، ومعي زملائي وإخواني محافظ جدة وأمينها ومدير عام الدفاع المدني ومدير الشرطة ومدير إدارة الطرق بمكة وكلنا هنا في هذه الجولة سوف نتدارس هذه الأمور ونقدم التقارير اللازمة ،ما رأيته أمس مؤلم جدا لكن رب ضارة نافعة و،لعلنا في هذا الوقت بالذات نصحح الأمور ونعيد المياه لمجاريها فعليا .

التعويضات
وفي سؤال عن التعويضات الخاصة بالمنازل أوضح أمير مكة أنه سوف يعلن عن ذلك قريبا من الجهات المختصة كل هذه سوف يصدر فيها تعليمات وتوجيهات لاحقا، وأن هناك لجاناً تعد تقارير عما حدث، وأن أي تقصير ستتم معالجته بالطريقة التي تراها الجهات المختصة ،مؤكدا أنهم سيكونون صريحين في تحري الدقة والوضوح الحيادي، وعدم أخذ الموضوع بانفعال غير عقلاني مهيبا بالصحافة والصحافيين والكتاب والإعلام أجمع ،بألا يأخذ من هذه الكارثة فرصة لتصفية حسابات خاصة من قبل من كان يعمل في أي من القطاعات الحكومية راجيا أن يتحرى الجميع الدقة .
وعن إزالة المنازل بالمناطق المتضررة قال الأمير خالد الفيصل إن جوابه حول هذا الموضوع سيكون ارتجاليا دون دراسة معبرا عن أنه يكره الارتجال في مثل هذه المواضع طالما هنالك لجان تدرس التقارير حول هذا الوضع .
وحول سؤال عن فشل بعض الشركات السعودية في تنفيذ المشاريع وتأخرها وأن هناك تعاملاً بيروقراطياً مع العديد منها رد أمير مكة المكرمة بقوله لا يجب تعميم أن كل الشركات السعودية فاشلة ،هناك شركات فاشلة وأخرى ناجحة الأمانة لديها مشاريع رست على شركات أجنبية ليست سعودية ،وأن أوامر الملك تنفذ بكل جدية وصرامة وليس هناك بيروقراطية في تنفيذها،وحول الوقت المحدد للانتهاء من الأزمة أكد أن كل شيء سينتهي خلال أيام وليست أسابيع