يعتبر الوسواس القهري من الامراض النفسية الشائعة والتي بدأت معدلاتها بالازدياد في بلادنا العربية، وخصوصا في السنوات الاخيرة.
ووفقا لما يقوله الدكتور طاهر شلتوت استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية بقطر ان الوسواس القهري مرض يصيب بعض الاشخاص الذين يتميزون عن غيرهم بأنهم من الناجحين في اعمالهم والذين يتعاملون بشكل جدي امع امور الحياة المختلفة، وهم على الاغلب من الاشخاص الانطوائيين، الذين يفضلون قضاء الكثير من الوقت امام التلفزيون او جهاز الكمبيوتر او في القراءة والمطالعة.
كبت المشاعر
يتصف مريض الوسواس القهري بأنه من الصعب معرفة مشاعره الحقيقية لانه دائما يتحكم في اظهار هذه المشاعر عند مواجهة الازمات فلا يظهر عليه شعور الحب او الغضب الشديد، بل يصفه المحيطون به بأنه كمن يلبس قناعا بينما يستطيع الاشخاص المقربون منه جدا ان يلحظوا فيه انه انسان حساس للغاية، اذ تتكون احاسيسه من اقل شيء ولكن لديه القدرة على كتم هذه المشاعر والاحاسيس حتى لاتبدو جلية امام الناس يصيب هذا المرض الانسان في سلوكياته المختلفة في حياته، كالامور المتعلقة بالنظافة مثلا حيث نجد ان المريض يقوم بغسل اليدين مرات عديدة وكذلك الحال بالنسبة للاستحمام ومن جراء ذلك يمكن ان يعاني من اضطرابات جلدية.
ومن المشكلات التي يواجهها المريض بالوسواس القهري انه يصعب عليه القيام بعلاقات اجتماعية وتوطيد اواصرها لان صوت الضمير لديه مرتفع، ولهذا فان حسابه لنفسه يكون شديدا من جهة اولايقبل بالحلول الوسط او المساومة ويود ان يبقى بعيدا حتى لايؤذي الآخرين او يصطدم معهم.
ومن السمات المميزة للمريض انه باله منشغل دائما، ومتردد وقلق، وعنيد ايضا خصوصا عندما يتخذ قرارا معينا.
عوامل مساعدة
تلعب عوامل عدة دورا في الاصابة بهذا المرض كالوراثة وليعتقد ان هذا المرض ينتقل عن طريق السلوك المكتسب ووفقا لما تشير اليه الدراسات فان حياة الطفل في مراحلها المبكرة تؤثر على تطور الاصابة، خصوصا اذا كان تعامل الوالدين مع الطفل فيها نوعا من الشدة في تعليم الابناء النظام والانضباط ووسائل النظافة الشخصية بشكل عام، ولذلك ينصح خبراء الصحة النفسية برعاية الاطفال لشكل جيد من الناحية الصحية والسلوكية، اذ ان بناء السلوك الصحي السليم لدى الابناء يساعد علي تحقيق التوزان النفسي الذي يعد الدرع الواقية ضد الاصابة بالاضطرابات السلوكية والنفسية المختلفة. واخيرا تجدر الاشارة الى ان استشارة الطبيب النفسي تعد من اهم الخطوات التي ينبغي القيام بها لدى التعرض لهذه المشكلة اذ ان الطبيب يمكنه مساعدة المريض على العلاج والشفاء من هذا المرض والوقاية ايضا من الاضطرابات الجسدية والنفسية والاجتماعية الناجمة عنه.
نقلا عن البيان.