شركات الاتصالات الخليجية تسبح عكس التيار وتتوسع رغم الأزمة

شركات الاتصالات الخليجية تسبح عكس التيار وتتوسع رغم الأزمة
بدأ قطاع الاتصالات في منطقة الخليج عامه الجديد باتجاه مخالف للتوقعات؛ حيث شهد انتعاشة تشير إلى أنه لم يتأثر مطلقًا بالأزمة المالية العالمية، ولا حتى يتخوف من وصول آثارها إليه؛ حيث قفزت أرباح غالبية شركات الاتصالات الخليجية، فيما بدأت أربعة منها توسعات خارجية برؤوس أموال ضخمة.
وسجلت غالبية شركات الاتصالات في المنطقة نموًّا في أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي 2008 ، وهو الربع الذي تكبدت فيه شركات عديدة في غير قطاع الاتصالات، إضافة إلى بنوك ومصارف خسائر قاسية، كما واصلت الشركات الرئيسة في الخليج توسعاتها الخارجية دون اكتراث بمصاعب التمويل أو بالأزمة العالمية، مما يؤكد أنها غير مكترثة بما يجري في العالم.
وحصلت شركة ''اتصالات'' الإماراتية على ثالث رخصة للهاتف المحمول في إيران بتكلفة 400 مليون دولار، وقال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد حسن عمران ''إن شركته ستستثمر ما يصل إلى 5 مليارات دولار، على مدى السنوات الخمس المقبلة في إيران''. كما أعلنت شركة ''بتلكو'' البحرينية أيضًا قبل أيام أنها توصلت اإلى اتفاق ستستحوذ بموجبه على 49% من شركة ''أس تل'' الهندية للاتصالات، مقابل 225 مليون دولار، وقالت إن الصفقة ستكون قد اكتملت في غضون الشهرين المقبلين. كما حصلت شركة ''الاتصالات السعودية'' على الرخصة الثالثة لتشغيل شبكة لاتصالات الهاتف المحمول في مملكة البحرين مقابل 68,86 مليون دينار، أي ما يعادل 230 مليون دولار. أما شركة ''كيوتل'' القطرية فتقدمت بعرضٍ مطلع الشهر الجاري تطلب فيه زيادة حصتها في ثاني أكبر شركة اتصالات اندونيسية، لتصل إلى تملك الحد الأعلى المسموح به من الشركة وهو 65%. وقالت هيئة سوق المال الاندونيسية إن العرض الذي تقدمت به كيوتل لشراء أسهم في ''اندوسات'' قد يضخ نحو 8 تريليون روبية، بما يعادل 732 مليون دولار من السيولة في السوق. وتأتي هذه التوسعات المتلاحقة في شركات الاتصالات الخليجية في الوقت الذي يعاني فيه العالم بأكمله من أزمة سيولة نقدية وتمويل، إضافة إلى مخاوف من حدوث انكماش اقتصادي كبير لم يشهده الكون منذ عشرات السنين.
وقال المتحدث باسم ''بتلكو'' البحرينية أحمد جناحي'' إن استحواذنا على 49% من ''أس تل'' الهندية أكبر دليل على أننا في موقف مالي قوي رغم الأزمة العالمية، وأضاف ''بتلكو أصبحت اسمًا كبيرًا، وكافة استثماراتها الكبرى في الخارج ناجحة؛ لأننا عندما نريد الاستحواذ والتوسع في الخارج نعمل بشكل مدروس''. وأكد جناحي في حديث خاص ل''الأسواق.نت'' أن ''بتلكو'' واثقة من موقفها المالي، ولذلك حققت أرباحًا قياسية وتاريخية في الربع الأخير من العام الماضي رغم الأزمة العالمية، ورغم المصاعب التي واجهت العديد من الشركات الأخرى في المنطقة. ورأى جناحي أن قطاع الاتصالات هو الأفضل استثماريًّا، مبديًا اعتقاده بأن حالات الركود والانكماش الاقتصادي تزيد من انتعاش هذا القطاع بدلاً من تكبيده الخسائر، لسببين: الأول أن خدمات الاتصالات تشكل بديلاً لرجال الأعمال والشركات عن السفر عند الرغبة بخفض النفقات، والسبب الثاني أن الكثير من المستثمرين يلجؤون إلى الاستثمار في هذا القطاع عندما تسود المخاوف والتقلبات قطاعات الأعمال الأخرى. كما يرى جناحي أن أجواء المنافسة التي تسود الأسواق حاليًا تشجع على تطوير الأعمال، وتشكل بيئة اقتصادية ممتازة للعمل.
ويتفق مع جناحي رئيس مجلس إدارة ''اتصالات'' الإماراتية محمد حسن عمران الذي قال إن ''المنطقة العربية لا تزال بها فرص نمو، ولا تزال بحاجة لكثير من خدمات الاتصالات، لكن الشركات بحاجة لتخطيط جيد وإدارة جيدة من أجل النجاح''. لكن عمران اعترف في حديث لقناة العربية على هامش مؤتمر التنافسية الاقتصادي الذي عُقد في الرياض الأثنين 26-1-2009 أن ''المرحلة المقبلة ستكون صعبة على كافة الشركات''، وقال إن المطلوب من هذه الشركات أن تتجاوز الأزمة عبر أمرين؛ الأول أن توفر الحوكمة الجيدة، والثاني أن تتريث في استخدام الأموال، خاصة الأموال المقترضة. وأثنى عمران على السوق الإيرانية، معتبرًا أنها تحمل الكثير من الفرص، ولا تزال تفتقد لقائمة طويلة من الخدمات التي يمكن أن تستقطب مزيدًا من الزبائن، مشيرًا إلى أنه ''حسب المخطط فإننا نتوقع أن نبدأ بجني العوائد من استثمارنا في إيران بعد ثلاث سنوات''. وكان عمران قال في حديث خاص ل''الأسواق.نت'' إن الفوائض النقدية لشركته تتجاوز العشرة مليارات درهم، وجميعها مودعة في بنوك الإمارات، مؤكدًا أن ''اتصالات'' لم تتأثر بالمطلق، لا من قريب ولا من بعيد بالأزمة المالية العالمية.
كما رأى عضو مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية عبد الرحمن المازي أن سوق البحرين -الذي حصلت شركته على ثالث رخصة محمول فيه- تشكل مكانة استراتيجية للتوسع، مشيرًا إلى أن الحسابات بشأنه تختلف عن أي مكان آخر. وأوضح المازي -في حديث لقناة العربية على هامش مؤتمر اقتصادي في الرياض- ''أن ملايين السعوديين يسافرون سنويًّا إلى البحرين ويحتاجون إلى استخدام هواتفهم النقالة، وهذا يعني أنه سيكون بمقدورهم التجول بنفس الشبكة''.
يشار إلى أن المحللين الاقتصاديين عادة ما ينظرون إلى قطاع الاتصالات على أنه الأكثر أمنًا من غيره؛ إذ يدور الحديث عن خدمات لا يستطيع الناس الاستغناء عنها على اختلاف احتياجاتهم وشرائحهم. كما أن أسهم شركات الاتصالات في منطقة الخليج هي الأفضل حالاً؛ حيث سجلت الانخفاض الأقل منذ بدء الأزمة المالية العالمية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

الله يعين الجميع

ويحفظ بلادنا وشركاتنا الوطنية من الازمات المالية

بالتوفيق

تحياتي لك

مشكور على الخب ر


والله يكون في عون الجميع

تحياتي لك