الإجابة عن السؤال : لماذا نتزوج ؟ قبل الإقدام على الزواج ، لابد من
فمن خلال إستقراء حياة الأشخاص الذين يحيطون بنا ، نجد ان لكل منهم دافعه الخاص إلى الزواااج أو هكذا نستنتج . فقد يتبادر إلى الذهن إن النساء تتزوج كي يرحن أنفسهن من أوامر أبائهن ، أو قد يتصور إن الرجال تزوجوا لأن مرتباتهم ونقودهم كانت كثيرة ، ولم يستطيعوا صرفها لوحدهم ، ولذا جمعوا حولهم من يعينهم على ذلك ، أو أشياء قريب من هكذا تفكير ... !!! وبقليل من التأمل يمكننا أن ندرك بأن أي من الدوافع والأهداف المذكورة وما شابهها لا يمكن أن يكون هدفاً للزواج ، وبأن الأهداف الحقيقية هي ما يلي
السكن والهدوء .
إن كل عضو من أعضاء الجسم خلق لتحقيق حاجة من حاجات الإنسان ، ولا يوجد أي عضو زائد أو مخلوق بلا حاجة أو هدف .. من هنا فإن مرحلة البلوغ التي تنموا فيها بعض الأعضاء للمرأة والرجل تدل على بروز قوى جديدة في الشخص بحاجة إلى الإستجابة والإشباع .
وهنا يشعر الشخص إنه يستجيب لحاجاته الجديدة بالزواج ، ويحقق لنفسه الهدوء والسكينة عن هذا الطريق ، ويوفر حياة هادئة مطمئنة في كنف الزواااج والإستقرار .
وعلى هذا الأساس يجب أن يؤدي الزواج إلى الهدوء والإستقرار النفسي ، وما لم يحقق الزواج السكن والهدوء وراحة البال للطرفين ، لا يمكن إعتباره مشروعاً ناجحاً ومفيداً ، بحسب أهدافه الإنسانية .
التكميل والتكامل .
إن إيقاع نمو المرأة والرجل يدل على أن أي منهما لا يستطيع التكامل منفصلاً عن الآخر ، بل انهما يكملان بعضهما ، ويتكاملان فقط عندما يكونان معاً ، ويعيشان بقرب بعض في ظل الزواج ، وفي كنف الحياة الزوجية التي تتيح لهما إمكانية التعاون على إزالة نواقصهما ، وإبدال الأخلاق والطباع السيئة بالحسنة الحميدة .
وعلى هذا يجب عند الزواج الأخذ بنظر الإعتبار والإهتمام المواصفات الأخلاقية للطرف المقابل ، ، والإستعداد لتقبّل الإنتقادات من قبل الزوجين تجاه بعض ، وذلك من أجل أن تتحقق هذه الشراكة وهذا الزواج تكاملهما وإنسجامهما .
الحب والإخلاص
إذا أراد الزوجان أن تستمر حياتهما بهدوء وسعادة ، يجب أن تسود علاقاتهما مع بعض معاني الحب والإخلاص والمودة التي أشار لها القرآن الكريم في هذا المجال ، وفي الواقع ينبغي على كل من الزوجة والزوج أن يخلص مع الطرف المقابل ، بل ويشعره بحبه العميق من خلال ما يفيضه عليه من عطف وحنان ومودة صادقة .
بمعنى أنه يجب أن يكون الزوج هو أفضل وأقرب الأصدقاء إلى الشريك ، وفي حال عدم سيادة مثل هذه العلاقة في الاسرة ، لابد من الادغان بان هذه الزوجة ستكون متخلفة عن تحقيق أهم أهدافها .
حفظ الدّين
إن أحد أهداف الزواج هو الوقاية من الانحرافات الخلقية ، والتغلب على وساوس الشيطان النفس الأمارة بالسوء ، ذلك لأن من شأن البقاء بلا زواج وضغوط إحتياجات الإنسان الجسدية في حال تأخير الزواج أو العزوف عنه ، أن تدفع الشخص إلى الضلال والإنحراف والتخبط .
ومن هنا جاءت بعض النصوص الدينية تقول أن من تزوج فقد أحرز نصف دينه وعليه أن يتقي في النصف الآخر منه .
ولا يخفى أن مسئلة السكن ( الزواج ) في التصور الاسلامي يعني إلى تركيز العواطف والمشاعر في مسارها الطبيعي ، والتي بالتالي تخلق حالة من السكينة والاستقرار مما يؤدي إلى نمو الإسرة ورقيها .
دوام النسل
إن التزاوج بين الكائنات بلحاظ إحتياجات الانسان الجسدية ، هو بالإساس من أجل استمرار الحياة ودوام النسل .
وفضلاً عما ذكرناه بشأن أهداف الزواج ، فإن أحد الأبعاد المعنوية التي يجب أن يدركها الزوجان ، هو أنهما بزواجهما يقومان بأداء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك بأداء واجب إلهي .
والخلاصة :
أنه فضلاً عن ضرورة نزاهة دوافع الزوجين من الزواج يجب عليهما كذلك أن يؤسسا حياتهما المشتركة على مبادئ الحب والاخلاص والتعاوون في جميع شؤون الحياة ، وأن يسود علاقاتهما الثنائية الأدب والإيثار والتفاهم واحترام الحقوق المتقابلة لبعضهما على الآخر .
أتمنى لكم السعااااادة