حتى لا يصعب جبر الكسر

وعد الأب زوجته وابنائه بأنه سيأخذهم في نهاية الأسبوع إلى العشاء خارج المنزل احتفالاً بنجاح ابنائه في الفصل الدراسي الأول.
وقبل الوقت المحدد للخروج اتصل الزوج من خارج المنزل بزوجته مخبراً إياها بأن أحد زملائه قد دعاه لحضور مناسبة خاصة به في منزله، ولهذا لن يتمكن من المرور عليها لأخذها مع الأبناء للعشاء خارج المنزل كما وعدهم سابقاً.
تضايقت الزوجة من مكالمة زوجها، ولكنها اخبرت الأبناء بأن أباهم لا يستطيع أن يأخذهم اليوم لارتباطه بعملٍ هام وطارئ على الرغم من أنه في نهاية الأسبوع.

قبل خروج الزوج لعمله في اليوم التالي، أخبر زوجته بأنه سيأخذهم مساء اليوم للعشاء تعويضاً لانشغاله عنهم مساء الأمس.
قالت له زوجته: لا داعي لأن تشغل نفسك، فنحن لا نريد الذهاب.
وعندها أحس بأن زوجته غاضبة، وإن لم تقل ذلك، فسألها: لماذا لا تريدون الذهاب؟
قالت له: كنّا نظن بأننا رقم واحد في حياتك، ولكن تبيّن لنا العكس.
سألها الزوج: لماذا تقولين ذلك؟.
قالت له: لقد انتظر ابنائك طوال الأسبوع الخروج معك بناء على وعدك لهم، وحينما حل الموعد فضّلت علينا دعوة صديقك، على الرغم من أنه كان يمكنك أن تعتذر له بارتباطك المسبق معنّا.
قال لها: لقد ظننت بأننا نستطيع الخروج اليوم إذا لم نستطع الخروج بالأمس.
قالت له: لقد كان موعد ابنائك معك لتُظهر لهم حبك وفرحك بنجاحهم . . . لقد كان يوم أمس هو موعد الفرح معهم . . . ولكنك قتلت فرحتهم بتفضيلك صديقك عليهم.

الحوار السابق هو حوار حقيقي حدث فعلاً، ويمثل حال بعضنا عندما نغفل عمن نقول انهم اهم الناس بالنسبة لنا، فنفضّل غيرهم عليهم، أو أننا نتأخر في التعبير عن مشاعر حبنا لهم في الأوقات المناسبة.

إن ردة فعل الزوجة تؤكد بأن التعبير عن المحبة عندما لا يأتي في وقته يفقد معناه ويكون باهتاً سواء كان ذلك التعبير بالأفعال أو الكلمات، ويكون مثله مثل من يهني صديقه بعيد الفطر بعد عيد الأضحى.
ولذا فنحن مطالبون بأن نختار الوقت المناسب لإظهار محبتنا وتقديرنا قولاً وفعلاً لمن نحبهم وخاصة الآباء والأمهات وبقية أفراد الأسرة، وعلى أن يكون ذلك دائماً وبدون تأجيل.

إن التعبير عن المشاعر الجميلة في وقته يشبه باقة ورد رائعة فواحة، بينما تأجيل التعبير عنها بدون مبرر يشبه من يقدم لك باقة ورد ذابلة لا رائحة لها ولا لون، وهكذا معظم الأشياء تفقد معانيها عندما لا تكون في وقتها المناسب.

من الاولى على هذا الشخص وغيره اذا وعد ان يوفي بوعده
لزوجته وابنائه ويعتذر لزميله وكثير من الناس ان يلمع صورته
امام زملائه والبعيدين وعند زوجته وابنائه ومن هم اقرب له
تكون صورته قاتمه وما يضره لو اعتذر من زميله ووفاء بوعده والتزامه لابنائه
ولأهله وقد ارشدنا نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم بقوله
فالحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )
وفي هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها
أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والعيال من أفضل الأعمال والقربات، وفاعله من خيرة الناس،

ومن اجل الوفاء بالعهد والوعد لنا عبره في هذه القصه اللتي حدثت في
عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب



وقالوا: يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا

قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته

قال الرجل : إني راعى ابل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات

قال عمر بن الخطاب : إذاً سأقيم عليك الحد

قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي

فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك

فنظر الرجل في وجوه الناس فقال : هذا الرجل يعني ابا ذر

فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل
فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين

فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد

فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين

ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد

فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب

فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته

فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

فتأثروا أولاد القتيل

فقالوا لقد عفونا عنه

فقال عمر بن الخطاب : لماذا

فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس

اخي الحبيب عبدالله 12 اسعد الله جميع ايامك ولياليك
واشكرك جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع القيم والجميل
والذي يتكلم عن الوفاء بالوعد وحيث ان اخلاف الوعد
من علامات النفاق ومن المعروف ان الزوجه والاولاد والاقارب
هم احق بالبر وبالوفاء في القول والفعل اخي العزيز اكرر
شكري وتقديري لشخصك الكريم حفظك الله ورعاك

اسعد الله جميع اوقاتك اخي
فعلا وقد يكون مر علينا جميع نوع من هذا التأجيل في حياتنا م اطراف قد وعدتنا جميلاً
بما ان الزوج وعد فالأولى أن يفي بوعده
:
ان غيروا موعد الفرح ،،فإن مشاعرنا لاتؤجل
بلحظتها قد نكون متحمسين ومتشوقين
ولكن تأجيلها يدع مشاعرنا بارده وباهته كما ذكرت بالورده
وربما تصل الى ان نرفض ماتأجل
:
علينا ان نحترم من نعدهم ونعتذر لكل ماسيربطنا بغيرهم
قال حكيمنا لاتؤجل عمل اليوم الى الغد
وكذلك ارى ان اسعاد المشاعر لا يؤجل
:
اخي عبدالله لله درك ودر ماتكتب
هنا اجد الفائده وهنا ارى الفكر
فمايكتب مراة لصاحب القلم
فسلم الفكر وسلم القلم
دمت بكل خير وسعادة..

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله 12

	التعبير عن المحبة عندما لا يأتي في وقته يفقد معناه ويكون باهتاً سواء كان ذلك التعبير بالأفعال أو الكلمات

أسعد الله صباحك بكل خير أخوي عبدالله
من حق المسلم على المسلم الايفاء بالوعد فكيف حين يكون الوعد لأقرب الناس
لا نقلل من قيمة الأصدقاء فهم أيضا يستحقون تلبية الدعوة
ولكن ومن خلال ماذُكر أرى أنه كان الأولى برب الأسرة أن لا يتصرف بمزاجه بل يستأذن أهله بتلبية دعوة صديقه باسلوب مقنع
ويعدهم بالأفضل في اليوم التالي ولعلها خيره
فان اقتنعوا بطيب نفس وأذنوا له فهو خير
والا يعتذر لصديقه و يفرح نفوسا كان تتوق لهذا الوعد

" أحيانا نتناسى أو نتجاهل امور لاتعني لنا الا القليل ولكنها تعني الكثير لغيرنا "

أخوي عبدالله
شكرا لهذا الطرح

دمت بحفظ المولى

...

أخي الحبيب فتى الجميزه

كما هي عادتك الرائعة، تتفضل عليّ بمداخلاتك القيّمة التي تثري، ويستفيد منها كل من يقرأها.

تطرقت القصة التي تفضلت بطرحها ثلاثة عناصر مهمة لقيام المجتمعات الصالحة،

تلك العناصر وردت في الجمل التالية:

1- خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس).

2- (خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس).

3- (نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس).

فعلاً، متى حرص أفراد المجتمع الواحد على (الخير، الوفاء، والعفو)، كان ذلك المجتمع متماسكاً، متراحماً.

أخي الحبيب

الشكر قد لا يفيك حقك،

ولكني أقول جزاك الله خير الجزاء.

دمت بحفظ الله.

مديرتنا أختي الكريمة شموع

أعجبني تلخيصك للموضوع بقولك أن المشاعر الجميلة لا يمكن أن نؤجلها، أو نؤجل التعبير عنها،

فذلك التأجيل قد يجعل في القلب غصة حتى وإن لم يُظهرها الطرف المتأثر.

أتذكر عندما كنّا أطفالاً، كنا نعيش طوال الأسبوع أو الشهر أحياناً ننتظر بشوق "طلعة"، او "تمشية" كان قد وعدنا بها والدي رحمه الله، وكنّا نعد الساعات في الأيام الأخيرة انتظاراً في ترقب وفرح لذلك اليوم.

من فضل الله لم يتم تأجيل أي مناسبة، ولكني أشعر بأنه لو حدث تأجيل لأي منها، سنشعر بإحباط وغضب شديد من المتسبب، وقد يؤثر في نظرتنا له / لها..

أختي شموع

أسعدتني مداخلتك الرائعة،

فلكِ كل الشكر والتقدير والامتنان لكل ما تفضلتِ به.

دمتِ بسعادة ورضا من الرحمن.

أختي المتميزة رحيــــل

أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير

أسعدتني مداخلتك القيّمة، ووصفتك الرائعة لكيفية المحافظة على المشاعر الجميلة تجاه الجميع،

فكما تفضلتِ، كان بإمكان الزوج أن يُرضي الجميع لو فكّر بمشاعر زوجته وابنائه أولاً.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحـــــــــيل

	" أحيانا نتناسى أو نتجاهل امور لاتعني لنا الا القليل ولكنها تعني الكثير لغيرنا "

كم هي رائعة هذه العبارة،

ففيها الكثير من المعاني السامية التي لن يدركها إلا من "فاق" لنفسه بعد أن قصّر مع غيره وخاصة من يقول أنه يحبهم ويعزهم.

أختي رحيــــل

بكل صدق، استفدت كثيراً من مداخلتك القيّمة،

فتقبلي شكري وتقديري وامتناني.

دمتِ بصحة وسعادة.