ثمرة الإيمان

[c]

طموحات الإنسان لا تقف عند حد ولا تنتهي عند غاية، هو دائماً طامح إلي المال يجد في كسبه ويجتهد في تحصيله ليدخر ما استطاع ادخاره وكنزه حتي يأمن غده ويطمئن إلي مستقبله.

هو دائماً طامح في استشهار الاسم وبعد الصيت ليكون من أهل الخطوة والمقربين من دائرة السلطان ليزداد نفوذه وتعظم كلمته وتقبل شفاعته ويستجاب رجاؤه وينشد وده ويخشي غضبه.

هو دائماً طامح في زينة الحياة الدنيا وملاذ العيش ونعيم الحياة. مع علمه أن الآخرة خير من الأولي. وما عند الله خير وأبقي.

والله لا ينهانا عن الاستمتاع بالحياة وعن التمتع بملاذ الدنيا وعن اغتنام الفرص الطيبة للسعادة والرفاهية ولا تنس نصيبك من الدنيا ولكنه يأمرنا أن تكون متعنا محللة بارة طيبة وفي حدود ما أباح الله حتي لا تكون الحياة منزلقاً سهلاً إلي البؤس والشقاء والعذاب المقيم.

وللإيمان والتقوي ثمار عاجلة يعطيها الله سبحانه للأتقياء المؤمنين من عباده وهي ثمار في غاية النفع والفائدة وتتمثل هذه الثمار في بعض المظاهر التي قد تغيب عن خيال الناس مثل الصحة والعافية، فإذا أصبح الإنسان صحيحاً في بدنه معافي في جسمه كانت هذه نعمة لا تعدلها نعمة أخري من متع الحياة ونعمها.

ومثل البركة في الولد، فإذا عصم الله النسل من الزلل وصانه عن الخطأ وأمدَّ في عمره وجعله نسلاً باراً بوالديه عطوفاً علي أهله وأسرته كانت تلك ثمرة طيبة وجزاء مرضياً. يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سميا ويجازي إبراهيم بحسن العاقبة فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا.

فقد عوضه الله عن أبيه الذي لفظه وقلاه بابنيه اللذين حملا رسالته وأعاناه علي شؤون الدعوة كما عوض بعد بإسماعيل الذي ساعده في بناء البيت ورفع قواعده ليكون مثابة للناس وأمناً.. ويمن الله علي داود بسليمان الصالح الأواب.

ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب ذلك النبي الملك الذي سخر الله له الطبيعة والجن والإنس. ولا أعتقد أن هناك سعادة تفوق تلك السعادة وهي سعادة بالغة وثمرة من ثمار الصلاح والتقوي.

إن المتتبع لمجري الأيام ووقائع الحياة يجد من ثمار التقوي ما يبهر القلب ويشرح الصدر فضلاً عما أعد للمتقين من نعيم مقيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.





..[/c]