منتديات الوئام

منتديات الوئام (http://www.alweam.net/vb/index.php)
-    || اوْرآق مُلَوَنة .. (http://www.alweam.net/vb/forumdisplay.php?f=1)
-   -   مذكرات : مغتربة في الأفلاج ... (http://www.alweam.net/vb/showthread.php?t=72341)

فيض 02 / 08 / 2009 20 : 04 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
مراحب عالكل

جيتوا قبلي ؟؟ وانا بزعم اني متابعة جيدة احسن من وافي هههههههههه

أنا كنت انتقد بعض الملسلات اللي تنتهي نهاية تحرق الدم
بس عشان يخلونا غصب نتابع وكنت فرحانه ان المذكرات مافيها هالصفة لأننا حبيناها بعيدا عن
هالتشويق البايخ
بس اليوم بصراحة النهاية حرقت دمي ابي اعرف وش صار

وبقعد انتظر بكره وهذا اللي ماحبه


وبصراحة ياوافي أنا اتمنى اعرف الكاتبة عشان شي واحد
ابي اقولها تعلمني النهاية :earmuffs:

على العموم انا أرسلت لها على بريدها اللي في الوطن
اقول لها انتي كاتبة زينه وانا اتابعش كل يوم
بس صفطتني شكلها شايفة في روحها



بس مايمنع كتابتها حلوة
انا قريت لها رواية من قبل بس المذكرات احسن
الرواية فيها فضايح :embarasseشوي

wafei 03 / 08 / 2009 39 : 12 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
اقتباس:

على العموم انا أرسلت لها على بريدها اللي في الوطن
اقول لها انتي كاتبة زينه وانا اتابعش كل يوم
بس صفطتني شكلها شايفة في روحها


وانا ارسلت لها اخطبها وصفطتني .. قلت يمكن تبغى تختم بي مذكراتها
:grin:

التمسي لأختك العذر ياخية
:book:




/



مذكرات مغتربة في الأفلاج (22)
موت وخراب ديار


أخرجت هاتفي المحمول أنوي تخويف هذا الرجل بمحادثة أحد من أهلي لكنه كان خارج التغطيه فلا توجد أبراج للجوال في هذا المكان.
نظر إلي بخبث وهو يحاول كتم ابتسامة غامضة.. لم يعد إلى مكانه في مقدمة الباص بل جلس في الكرسي المقابل لي لأنني أجلس على طرف المقعد بينما ليلى بجانب النافذة. شبك بين أصابعه وصوب نظراته نحوي. التفتّ إليه افتعل القوة (خير)؟؟ أجاب ولا شي خلينا نسولف ونقصر الطريق. وقفت.. قلت (أقول تعوذ من إبليس وارجع مكانك)..
رد ساخرا.. (تعجبني يا قوي) لكنه لم يقم من مكانه، رفعت صوتي (ارجع مكانك ولا والله ما يحصل لك طيب). مازال يسخر مني.. أوف والله قوية. ليش ما تصيرين هادئة ولطيفة مثل خويتك، بس تعرفين؟ أنا أحب هالنوع الصعب المشاكس من البنات.
سمعت صاحبه يناديه من الأمام (يا بو محمد تعال عندي ما نبي مشاكل). وكأنه لم يسمعه.
كنت مستعدة لأي حركة مفاجئة منه، كان قريبا مني.
قفزت إلى آخر الباص ومعي ليلى وأسندت ظهري إلى الباب الخلفي وأخرجت المسدس من جيبي وهذا هو الشيء الذي أعطانيه أبي قبل مدة ولم أخبركم به، صوبته تجاهه وهو مازال يسخر (بكم شاريته؟ بخمسة ريال؟)
كانت ليلى تقول شيئا ما في أذني لكني لم أكن أسمع، قلت له ستعرف إن شاء الله إذا استقرت رصاصة في رأسك. مدت ليلى يدها إلى ترمس الشاي وقذفت به بكل قوتها إلى المقدمة. اضطرب السائق وأوقف الباص وجاء إلى الخلف كانا في منتصف الباص بالضبط ونحن في آخره. نظر جيدا إلى المسدس الذي أحمله، تفحصه بنظراته. قلت له تحب أجربه في رأس واحد فيكم، ما عندي مانع؟
سمعت صوتا صادرا من جانب ليلى التفت بحذر كانت تفتح سكينا (مطوى) من النوع الكبير.
وقتها سحب زميله من قميصه (تعال هنا أنت مجنون؟ البنات شايلين سلاح، تبي تورطنا يا غبي؟؟) قلت (موب بعيد عنه الغباء.. بدليل هالتصرف اللي بيدفع ثمنه غالي) عاجلتني ليلى بضربة في خاصرتي تقصد (انطمي لاتسوين فيها قوية) خاطبني ارجعي مكانك أختي. الله يستر عليكم وعاد به إلى المقدمة.
لم أتزحزح من مكاني ولازلت قابضة على المسدس بكل قوة وثقة وتحفز كما علمني أبي عندما أعطاني إياه وكذلك ليلى كانت تشهر السكين، وبالرغم من أنني أحمل مسدسا حقيقيا محشوا بالرصاص إلا أنني خفت من سكين ليلى. لكن دعوني أسر لكم بشيء.. لو تجرأ هذا الرجل بالفعل واقترب منا أكثر سوف يغمى علينا ذعرا قبل أن نتمكن من استخدام أسلحتنا.
مازلت أراقب هاتفي المحمول بحذر.. نعم الآن استطيع الاتصال، هاتفت أخي الذي قاطعني وقاطع أهله منذ يوم تعييني. رن الهاتف طويلا لكنه لم يجب، هاتفني بعد ثوان. أجبت وأنا أبكي سأل بلهفة ما بك أخبرته بكل شيء.. وأعطيته أسماء السائقين. قال انتو وين الحين؟ قلت له تعدينا حرض لكن الغريب أننا حتى الآن لم نواجه نقطة تفتيش ولم نتوقف. لكن الأمور الآن على ما يرام غادر هذا الكلب مع صاحبه للمقدمة. قال لي (مادام تعديتو حرض ماباق إلا خير) لاتقفلي الخط حتى تصلين أنا معك، على كل حال أنا لم أقفل الخط ولكن تغطية أبراج الجوال ضعيفة جدا فانقطع الاتصال. ليلى كذلك هاتفت زوج أختها وأعلمته بالأمر.
خاطبنا السائق الآخر من مكانه واعتذر عن طيش صاحبه، قال (اعذروه تراه مجنون عليه قلّ صح واستروا عليه الله يستر عليكم عنده أطفال لا تقطعون رزقه).
وصلنا إلى محطتنا، جلت ببصري من النافذة فلم أجد أخي، حملنا حقائبنا استعدادا للنزول، إلا أننا سمعنا صوت صياح وشجار ولم نتبين الأمر إلا بعد نزولنا. رأيت أخي مع جماعة لا أعرفهم، حمل أمتعتنا أحد أبناء خالتي (لا أعرف مالذي أتى به) على عجل، وضعها في السيارة مع سائقنا الوافد وقال لي إلى البيت مباشرة ولا تخبري والديك بشيء. خاطب ليلى رجل لا أعرفه (كان زوج أختها) قال (اذهبي مع زميلتك وبنمر عليك بيتهم).
أما أخي فقد رأيته ممسكا بذلك الرجل الحقير برقبته. عرفت لاحقا بحدوث مشاجرة كبيرة كسر فيها أخي يد السائق وأعتذر ذووه عن فعلته لكن الأمر لم يصل إلى الشرطة.

/

فيض 03 / 08 / 2009 51 : 02 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
قريت وحسيت بانفعالات غريبة
ألم بكاء خوف قهر غضب حقد



شكرا لك ياوافي قد اعود مجددا

wafei 04 / 08 / 2009 33 : 06 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (23)
إصبعان صغيران وخصومة


يا إلهي أشعر بالقلم يتجمد بن أصابعي.. هل حدث لنا هذا بالفعل؟ هل كنت أحلم؟ أجيب نفسي، وليلى؟ هل كانت تحلم معك هي الأخرى؟ والرجل والسلاح والناس هل كانوا رفقاء كابوس مرعب؟ كنا على وشك خاتمة مأساوية تضع نقطة النهاية السوداء.كنا سنتحول إلى عنوان صحف بالخط العريض سيتصدر كل الصحف المحلية ويتقاذف فيه القراء كرة المسؤولية (مسؤولية ما حدث) فمنهم من يلقيها على وزارة التربية والتعليم ومنهم من يلقيها على المعلمات المجني عليهن (لا سمح الله) والكثيرون سوف يلومون أهلنا. لكن الحمد لله سترنا الله بلطفه.

هاتفني أخي لاحقا، كان غاضبا مني حاقدا علي، قال (بغيت أسأل.. الكلام اللي قلتي لي صار في الباص، هو كل الحقيقة؟ وإلا نصها؟ ) قلت ماذا تقصد؟ رد بسرعة ( أقول إنتي مو صغيرة ياشيخة؟ جاسكم هالـ.. وإلا لمسكم؟ لا تخبين شيء) قلت أقسم بالله هذا كل اللي صار ولا قرب منا، أنا قلت لك عندنا سلاحنا ولو محتاجين استخدمناه) ورغم أنه صدقني إلا أنه ختم المكالمة بقوله غاضبا (يا من يطوّلني رقبتك، كنت ذبحتك ودفنتك وريّحت راسي، اسمعي.. للأفلاج مالك روحة خلاص انسي، وإلاّ والله أعلم أبوك اللي مقوّي شوكتك باللي صار).
كنت وقتها قررت أنا كذلك ألاّ أعود مجددا للأفلاج فلم أكترث.


من ناحية أخرى.. فإن ما حدث لنا أثناء هذه الرحلة قتل الفرحة التي تحاول التسرب إلى نفوسنا قبل أن نغادر متوجهين إلى الشرقية، فرحة نحاول إنعاشها لتستوعب كل فياضانات القهر التي تمردت علينا فصبغت ملامحنا بالشحوب والبؤس. فهذه إجازة طويلة سننسى فيها طريق الموت ومشوار الألم، سوف نختبئ عن نظرات الرجال التي تكاد تلتهمنا في كل محطة نتوقف فيها، أنا.. سأجد المزيد من الوقت لأجلس عند قدمي أمي أمسدّها لها كما عودتها منذ زمن وهي التي تلمّح لي بخجل وهي تهم بالنهوض أو الجلوس (تيبست رجيلاتي يابنيتي) يااااااااه كم أحبك يا أمي، الغربة أيقظت فيّ كل عواطفي الدفينة تجاهك، جعلتني أدعو الله صباح مساء أن لا يطيل غربتي بفقدك فهذه هي الغربة الحقيقية.


سأجد مزيدا من الوقت لأجلس بترمس القهوة قبالة أبي الذي يتلذذ بالفنجان من يدي ويتمنى لو شرب ألف فنجان وهو يقلب بين يدي دفتر شبابه وصفحات ذكرياته، وأنا أتفرس في وجه أبي وأتصفح ملامحه، بحثا عن بقية من شباب نسيها الزمن هنا أو هناك فلا أجد إلا العزم وقوة الإرادة والحكمة. يا إلهي لقد نسيت.. ستتزوج ليلى في هذه الإجازة أيضا فقد ملّت الانتظار. أخيرا سوف نفرح فرحة حقيقية.سأفرح من أعماقي لصديقتي التي أحببتها كما لم أحب أحدا قط. وسوف أرقص في زواجها والأهم من كل هذا هو أنني سأقرصها في ركبتها، لعلي (أحصّلها) في جمعتها كما يزعم المصريون. هل ستفارقني حقا؟؟ بالطبع ستكون لها اهتماماتها الخاصة وزوج تعتني به لكنها لن تنساني بالتأكيد.


لا يهم.. المهم أن تكون سعيدة، إنها صديقتي منذ أيام الطفولة. لازلت أتذكر جيدا عندما اكتشفنا أنا وهي أننا مختلفتان عن بعضنا كان هذا في الصف الخامس الابتدائي، قالت لي بعد صداقة حميمة أنت شيعية يا شيخة قلت لها وأنت؟ قالت أنا سنية، لم نفهم ماذا تعني هذه المصطلحات، قلت لها وأنا أغترف من مخزون ذاكرتي الصغيرة: إذا يجب ألا نكون صديقات ومددت لها أصبعي الصغير كإشارة دارجة تنم عن رغبتي في مخاصمتها، كنت أتمنى وقتها أن أبحث عن إصبعي الصغير فلا أجده كي أحتفظ بليلى فقد كنت أعتقد أنه سبب كل الخصومات في الدنيا، مدت لي إصبعها الصغير كذلك وشبكنا أصبعينا الصغيرين تبادلا للخصومة. وكم كنت أتمنى لو شهد الكبار هذا الموقف الناضح بالمرارة. أعادت لي الكاميرا التي أهديتها إياها فلم يكن أحد في المدرسة يعرف كيف يصنع كاميرا من الورق غيري, ورحلنا. في اليوم الثاني ذهبت إلى المدرسة ركضا لأزف خبرا سعيدا إلى ليلى، لكنني وجدتها تركض مثلي لتزف لي ذات الخبر، قالت وهي تشير بيدها يمينا ويسارا شيخة (أنا قلت لأمي إنك شيعية قالت لي عيب لا تقولين هالكلام كلنا مسلمون ولا تتركين صديقتك) شهقت من أعماقي قلت لها (وأنا بعد قلت لأمي إنك سنية قالت وش يعني؟ هذي صديقتك لازم تحبون بعض، كلنا مسلمون) فتحت حقيبتي وأعدت لها الكاميرا الورقية، فأخذتها وهي تضحك. وذهبنا إلى الفصل..


/

فيض 04 / 08 / 2009 22 : 10 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
صباح الخير
ألف شكر ياوافي على النقل المبكر

مافتح عندي موقع الوطن قبل شوي
قلت خليني أشوف وافي ولو انه بدري


بس والله هاب ريح شكلك من الفجر تحتري

اليوم بكيت وانا اقراااااا .. ياربي وش هالحالة
دايم تبكيني هالحرمة


شكرا لك ياوافي مره ثانية
تسلم ايدينك

wafei 04 / 08 / 2009 39 : 10 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
................

...

وربي تحزن فعلاً هالبنية
ومذكراتها فعلاً مؤثرة



شكراً للمتابعة فيض


صباحك ورد


...

:: me :: 04 / 08 / 2009 30 : 09 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
وربي حكاية هالشيخه وليلى

أحداث مرعبه ياوافي
بانتظار المزيد

wafei 05 / 08 / 2009 56 : 09 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/


مذكرات مغتربة في الأفلاج (24)
وحدي أواجه الطوفان

في ليلة زواج صديقتي ليلى حاولنا نسيان الغربة والألم إلا أن طعم المرارة كان قابعا في قلوبنا نتذوقه بين كل ضحكة وأخرى، احتفت بي أخوات ليلى كثيرا وفي كل مرة يعرفنني على واحدة يأتين على سيرة الأفلاج لذلك كانت الأفلاج حاضرة بقوة في تلك الليلة.. هذه شيخة صديقة ليلى وزميلتها بالأفلاج.
تختلف ردود الفعل بين كل سيدة وأخرى إحداهن تجاملنا ماشاء الله وأخرى: الأفلاج؟ (وينها عن الدوادمي؟) مسقط رأسها على ما يبدو.
وأخرى: ويعطونكم بدل سكن مثل المصريات ولا يلعبون عليكم ويقولون وين مارحتو وطنكم؟ فأمشي دون أن أعقب.
في تلك الليلة.. ذقنا طعم السعادة الحقيقية التي لم نعرفها منذ زمن بعيد، رقصنا، تبادلنا الضحكات، قلت لها وأنا أرش لها بخات العطر الأخيرة قبل دخولها إلى مسرح صالة الحفلات (طول عمرنا صديقات يا ليلى ونقسم كل شي بينا صح؟ ردت طبعا صح قلت طيب ليش ما أصير ضرتك يعني نقسم الرجّال بينا) لم أتم كلمتي إلا وقد هوت بحقيبتها فوق رأسي (ياقليلة الخاتمة ما أعرفك خلصنا بلا صداقة بلا هم).. لم نضحك من قبل كما ضحكنا في تلك الليلة. في داخلي كنت خائفة من شيء ما لكنه حدث.
التفتت ليلى إلي ونحن على وشك الولوج من الباب الداخلي للصالة احتضنتي فجأة قالت باكية خلاص تعبت وأنا أكابر، افتقد أبوي ياشيخة، كان دايم يدعي (الله يبلّغني عرسك)... أنا سريعة البكاء عادة إلا أن هذا ليس وقته، لم أحتضنها،، بل أبعدتها عني مازحة وأنا أخاطبها (آسفة ياختي بتبكين ابكي الحالك أنا دافعة الشي الفلاني في مكياجي ومابي يخرب وبعدين بتبدينها نكد كذا؟؟) كأنها خرجت من حالة الشجن نظرت إلي بغضب (هين أوريك) همست لاحقا في أذنها لو كان عمي أبو إبراهيم يرحمه الله حيا لأغضبه بكاؤك في ليلة زواجك، كوني سعيدة من أجله.
رن هاتفي.. صرخت وااااااو إنها زهرة، اختطفت ليلى الهاتف من يدي وكلمتها (وين وعدك؟ ماقلتي بتزفيني؟ لحظه قبل كل شي الولد شلونه طمنينا عليه) سكتت ليلى قليلا وبدت كمن تبحث عن شيء (وين؟ ماشوفك؟ من جدك ولا تمزحين) تبعثرت نظراتنا في أرجاء القاعة نعم إنها زهرة.. لم نصدق أعيننا، احتضنتنا أنا وليلى سألت عنا قالت قدمت من الأردن اليوم عصرا كنت أبحث عن استشارة طبية لابني، الماكياج لم يستطع إخفاء شحوب زهرة طمأنتنا على ابنها ولم تسهب قالت سأخبركم لاحقا بكل شيء دعونا نعيش الفرحة.. زُفّت ليلى ونحن نخلط دموع الفرح بالابتسامة.
عدت إلى البيت وبحجم فرحتي لليلى كنت حزينة، اليوم فقط أصبحت وحيدة لن تكون ليلى معي كما كانت.. نمت متوترة.
صحوت صباحا وما زال ذاك الشعور يلازمني، شعور الفقد، خسرت ليلى وشيئا فشيئا سوف تنساني وتبتعد بها حياتها الجديدة، رن هاتفي.. تناولته بتململ، كانت رسالة قصيرة من ليلى، لكنها كانت كافية لتبعث بي الحياة من جديد وتمنحني طاقة خارقة لن تنفد، كانت تقول مباشرة وبدون مقدمات (من يوم عرفتك وانتي هبلا، ترى كل اللي فكرتي فيه مارح يصير ومارح يفرق بينا شي أبد.تطمني، وحتى شهر العسل هو يبي يروح ماليزيا وأنا مصرة على الأفلاج) نعم هذه هي ليلى، صديقتي البارعة في اجتثاث الحزن.
أمر آخر بدأ يشغل تفكيري كلما قاربت الإجازة على النهاية، خاصة أن أخي بدأ يزورنا على فترات متباعدة وفي كل مرة يأتي يذكرني بأن سيرة الأفلاج انتهت للأبد.هل أنا موافقة فعلا؟؟ أن أنهي مشواري الطويل باستقالة؟
كنت وبتأثير ما حدث قررت ألا أعود إلى هناك مجددا أما الآن. فأنا لا أرغب في ترك وظيفتي، لعل الفرج قريب فماذا بعد الأربع سنوات؟
أتعبني التفكير في هذا الأمر. وذات يوم وبعد أن صببت لأبي فنجانين من القهوة.. أبي لدي ما يشغلني ولا أرغب في إخفائه عنك أكثر من ذلك؟ رفع رأسه ما هو يا بنتي؟ هل تعدني ألا تغضب مني؟؟ صمت أبي لثوان ثم مرر يده على لحيته لا أعدك بعدم الغضب إن كان هناك ما يستدعي أم أنك تشكين في أن أباك يشعر ويتفاعل، ما أعدك به هو أن أتفهم موقفك ولا أظلمك ولا أجور عليك مهما حدث. وقصصت عليه ما كان من أمر سائق الباص وتصرف أخي وموقفه وأنني لا أرغب في الاستقالة وأريد أن أعود لوظيفتي.
وضع أبي عينيه في الأرض وأطرق طويلا حتى ظننت أنه قرر تجاهلي ولن يرد علي. لكنني كنت أنتظر.
سألني وماذا تتوقعين مني؟؟


/

حووور 05 / 08 / 2009 55 : 11 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
متابعه ..

>>>> ترجع تقراه من اول ..

وبعدين برجع بعلق ..

يعطيك العافيه خيووي وافي .. ^_^ ..

ملكة الاحساس 05 / 08 / 2009 20 : 12 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
لي عودة
يسعد صباحك وافي

فيض 05 / 08 / 2009 36 : 03 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
شكرا ياوافي

برضو نهاية تحرق الدم
وبنقعد ننتظر الين يوم السبت

wafei 09 / 08 / 2009 29 : 07 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (25)
عندما حاول أبي قتلـــي

قلت لم أتوقع شيئا ستجدني طوع أمرك ..
قال الخنوع ليس رداؤك ياشيخة أنا أعرفك أكثر من نفسك ، هذه طاعة يا أبي وليست خنوعا ، قال لي : إذا لن تعودي للأفلاج .. يكفي كل ما حصل. قلت لكن يا أبي أنا تعبت ...... رفع يده فسكتّ ولم أكمل ، قال ألم أقل لك أنه ليس رداؤك ... اسمعي .. أن كنت مقتنعة بأمر العودة فلن أقف في طريقك ولا أمر لأخيك عليك في وجودي.
أعطاني أبي رخصة العودة بعد أن عرف كل ما حدث إلا أنني لم أكن سعيدة برد أبي لأنني وجدت في ملامحه تجهما وغضبا دفينا وأمورا أخرى كثيرة عجزت عن ترجمتها ، نعم أبي ليس راضياً عما قال لكنه يرى مالا أراه . قلت لأبي : أنا أصلا عندي فكرة تراودني منذ مدة ، وقد تروق لكما أنت وأمي . نظر لي ولم يسأل .... تابعت لماذا لاتأتيان معي إلى الأفلاج .. سنقيم معا هناك حتى يفرجها الله ، لم يعقب أبي فتداركت هربا من هذا الصمت المطبق الذي يحاصرني أبي به كيف لم نفكر في هذا الأمر من قبل ؟؟
قال أبي بعد أن وضع عينيه في عيني .. إن كنت يا ابنتي قد احتملت غيابي أنا وأمك وأخوك طيلة سنوات فأنا لا أحتمل غياب جاري المُقعد الذي أجالسه سويعات مابعد العصر أمام باب المنزل، وإن كنت تركت البيت الذي نشأت فيه وتربيتِ فانا لا أترك الأسطوانة الإسمنتية التي أسند ظهري إليها في المسجد. إلى هنا ولم أعد أسمع أي شيء مما يدور حولي .. ضجت كل حواسي، صرخت بداخلي ألف لا حطمتني، قتلتني .. هل هذا هو ظنك بي يا أبي؟؟
لست عاقة جاحدة يا أبي ولست قاسية .. أنا قوية فقط أو هذا ما حاولت أن أكون عليه.
إذا فهنيئا لك هذا النجاح يا ابنتي أنت لست قوية فقط بل قوية جدا .. بل أقوى وأقسى من الحجارة. صرخت يكفي همزا يا أبي أعرف ماذا تقصد . لكني لست كما تظن.
كنت أتحدث كمن يهذي كنت أشعر بدموعي تتساقط على قميصي ، هذه أول مرة يتحدث فيها أبي معي بصراحة ووضوح . تكلمت أمي ( لم أشعر بدخولها علينا ) قالت ( لاتزعلين من أبوك ياشيخة لكن حتى أنا راهـنت عليك وخسرت ) التفتّ إلى أمي، خيّمت الدهشة فوق رأسي كسحابة بركانية كبيرة شعرت وكأنني لوحدي أغرق في ظلام سرمدي.. حتى أنت يا أمي ؟؟؟ نعم يا ابنتي، في البداية كان والدك قلقا متوترا لا يرغب في ذهابك إلى هناك قلت له دعها تجرب، لن تستمر ستعود إلينا سريعا أراهن على ذلك، شيخة لا تستطيع الابتعاد عني أبدا، أعرفها جيدا، هل تذكرين ؟ عندما أخرج لزيارة خالتك تتصلين بي بعد نصف ساعة كالأطفال .. عودي يا أمي جوعانة، لأنك لا تأكلين بدوني.
يومي الخميس والجمعة تجبريني على مزاولة الرياضة التي أكرهها معك وإذا تظاهرت بالنوم هددتيني مازحة ( بتقوم ياقمر ولا ودك تتروش بموية باردة ) كنا صديقات، لم أشعر بالوحدة أبدا بوجودك ياشيخة حتى بعد زواج أختك وسفرها مع زوجها ، كنت كل شيء في حياتنا أنا وأبوك ، ورحلت فجأة فكنا بعدك ولا شيء . انهرت أمام كلمات أمي الحنونة ونبرتها المشبعة بالحزن . سقطت على يديها أقبلهما لم أتركُّما يا أمي ولم أتخل عنكما كما قال أبي. لكني أردت أن تفخرا بي أن أكون شيئا مهما ، أن أكون ناجحة . أن أرد لكما بعض العناء الذي تكبدتماه في تربيتي ، أن أحقق لنا مستقبلا أفضل . تدخل أبي ؟؟ وهل حققت كل ذلك ؟ رفعت رأسي ، واجهته بشجاعة فلم يعد هناك ما أخفيه ، بكل صراحة ليس بعد ، حتى الآن لم أحقق شيئا وأعرف أنك تريد أن تقول أنني خسرت . لكن ليست مشكلة.
ألست أنت من علمني أن الحياة تحتاج إلى الصبر؟ وأنه لا مكان للضعفاء.
لاتلمني على قوتي يا أبي، أنت من أورثني إياها ، لازلت أتذكر حواركما أنت وعمي قبل سنوات عندما كان يقول لك محتقرا البنات ( البنت مثل الطير تحب الطيران وما ترضى بالحبس بس أنت قصص جنحانها واتركها ، فقلت له أنت إن تركتها وجنحانها مقصصة صارت صيدة سهلة لكن علمها الطيران ودربها وأطلقها). أنا ذلك الطير يا أبي الذي أتقن التحليق على يديك وأعجبه المنظر من الأعلى فلا تطلب منه بعد ذلك أن يحلق قريبا من الأرض. لا تقتله كما تحاول الآن قتلي. ثم غادرت إلى غرفتي وتركتهما صامتين.






مذكرات مغتربة في الأفلاج (26)
الفصل حسب النظام

انتهت الإجازة.. ورغم المشاكل التي افتعلها أخي مع والدي بسببي إلا أنني بدأت الاستعداد للمغادرة إلى الأفلاج من جديد، وليلى كذلك تستعد لترك زوجها والمغادرة معي إلى هناك.. رحلتنا الأولى بعد عام دراسي مكلل بالفشل مميزة جدا حيث حصدنا خيبتنا في هذه الإجازة بعدم نقلنا، خاصة أن بعض الزميلات بدأت تظهر أسماؤهن مع المنقولات على استحياء واحدة من هنا وأخرى من هناك ومنهن من ودّت لو أعادوها إلى الأفلاج خير لها من الهجر النائية التي تم نقلهن إليها بحجة أنها في الشرقية. فيصبحن كمن صام أربع سنوات ليفطر على بصلة في آخر المطاف، وقد يرددن بيت الشعر القائل:
رب يوم بكيت منه فلما *** صرت في غيره بكيت عليه

لم نحفل كثيرا بالترسيم والتخلص من البند الظالم فلم يكن البند في ذاك الوقت أكبر همومنا وخاصة أنه لا تغيير إيجابياً يذكر على أرض الواقع بعد هذا الترسيم فكله بالنسبة لمعاناتنا حبر على ورق، كما ظهرت بعض المحاولات التجريبية الفاشلة والمجحفة بحق بعض المعلمات من قبل وزارة التربية والتعليم كنظام لمّ الشمل والذي فيه تمييز واضح وغير مقبول بين منسوبي ومنسوبات التعليم وغيرهم، بدأت المعلمات المتزوجات يتمازحن بفكرة طلب الطلاق من أزواجهن كون الطلاق أحد مسوغات النقل ومنهن من تفكر من باب السخرية في التخلص من زوجها فالأرملة كذلك ممن يحق لهن النقل استثناء ولعل في هذا ما يبين الحال التي وصلت إليها المعلمات من العجز وقلة الحيلة، فلا امتيازات عدم الغياب والانتظام وانخفاض رصيد الإجازات شفعت لنا في استعجال النقل إنما هو (خبط عشواء) هذا لو أحسنا الظن بالتربية والتعليم.
بعد مباشرتنا للعمل ببضعة أيام كنت أتنقل بين الفصول لإخبار الطالبات حسب توجيهات المديرة بانعقاد مجلس للأمهات بعد غد حين استوقفتني إحدى المعلمات المغتربات معنا في نفس المدرسة وانزوت بي عند باب الفصل بعيدا عن أسماع ونظرات الطالبات، قالت هامسة (شفتي التعميم؟ سألتها أي تعميم؟ قالت يوه ما دريتي الدنيا مقلوبة، قلت وش صاير قولي، قالت فاصلين معلمة مغتربة بسبب غيابها بشكل متواصل، والله ونفذوا تهديداتهم. قلت: حرام، الكل يغيب هنا ولم يفصل لماذا هذه المعلمة؟ يبدو أنها من المغضوب عليهن).
سألتها لماذا لم تفصل فلانة وفلانة وفلانة؟ قالت اسأليهن! كل منهن غائبة ما يوازي الشهر. قالت المشكلة يا شيخة، أنه من الواضح جدا أن سبب الفصل هو الحقد والثأر والانتقام، قلت كيف؟ قالت عمموا اسم المسكينة ومدرستها على كل مدارس المحافظة بشكل غير مسبوق بشهادة معلمات المنطقة أنفسهم.
أحسست بالتعاطف مع المعلمة المفصولة، سألتها ما اسمها؟ قالت زهرة بس نسيت باقي الاسم، قلت لها سأقرأ التعميم لاحقا وانصرفت لإكمال عملي، ولم يخطر ببالي أن تكون زهرة صديقتنا هي المعنية بالأمر. لم أصدق ما قرأت قلت هي في إجازة أنا أعرفها إنها صديقتي غيابها من أجل ابنها المريض، إنه يجري عملية حرجة في حلقه للمرة الثالثة بعد فشل عمليتين سابقتين.دهشن جميعهن، لكننا لم نعرف تفاصيل ما حدث.
أخذت هاتفي المحمول واتصلت بزهرة.. ردت مباشرة سلمت لكن لم أعرف كيف أخفف من وطأة خبر كهذا.. قلت لها صدر قرار بفصلك يا زهرة وعمم على كل مدارس محافظة الأفلاج.. هكذا وبدون مقدمات، لم تصدق زهرة بالطبع ما قلته لها وقد تكون اعتقدت أنني أمازحها، سألتني من قال هذا الكلام؟ قلت لها لم يقله أحد بل قرأته أنا بنفسي قرار نقلك صدر في تعميم وقد وجهت صورة منه لكل مدارس المحافظة، جن جنونها.. قالت كيف أفصل ولم أبلّغ برفض إجازتي الاستثنائية؟ كيف أفصل ولم أُنذر بالفصل.. ولا مرة واحدة. ثم لو كنت راغبة بترك وظيفتي؟ هل أتحمل الغربة ثلاث سنوات ونصف؟ قلت لا أعلم.. لكن هذا الكلام لا يجدي نفعا الآن، أحببت إبلاغك بالأمر لتتحركي فورا.
كل المغتربات بالأفلاج شعرن بالأسى والحزن من أجل زهرة وتعاطفن معها، حادثت المديرة وسألتها لما لم تبلغيني برفض الإجازة؟ قالت هاتفك لا يرد، قالت حتى لو كان كلامك هذا صحيحا فزميلاتي المغتربات في المدرسة يعرفن بيتي جيدا، وسألتهن جميعا، قالوا إنك لم تطلبي منهن إبلاغي بشيء، كانت أعذار مديرتها واهية ولا فائدة منها، تقدمت زهرة بشكوى لإدارة التربية والتعليم بمحافظة الأفلاج ولوزارة التربية والتعليم بالرياض وأرفقت فيها ما يثبت حالة ابنها الصحية من عدة مستشفيات خارج وداخل المملكة وصورة طلب الإجازة وغيرها من الأوراق التي تخدم موقفها. وبعد عدة أشهر من تنقل المعاملة من موظف إلى آخر جاءها الرد:
اتضح لدينا سلامة الإجراءات التي اتخذت بقرار طي قيدك، وبناء على ذلك ففصلك جاء حسب النظام.. (ولتذهب أمومتكِ إلى الجحيم).

/

حووور 09 / 08 / 2009 34 : 12 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
متااااااااااابعه ..

يعطيك ربي الف عافيه يا واافي على هالنقل ..

عجبتنييييييييي حيييييييييييييييييييل .. :rolleyes4

عساك على القوه ..

حووور 09 / 08 / 2009 19 : 07 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
يووووووووووووه .. من جد حراااااااام ..

ابكتني وربي ..
تعوووووووووور القلب ..

ننتظر التكمله ..

لمياء 09 / 08 / 2009 35 : 09 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
اهلين

وافي

مشكور على هالموضوع

انا من المتابعين لهااااا
مع ان بعض كتاباتها مااعجبتني
وبعض كلامهااا عن اهل الافلاج غير صحيح

والله يعطيك العافية..

wafei 10 / 08 / 2009 14 : 07 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 

/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (27)

رائحة الزنجبيل

جميع المغتربات هنا غاضبات من قرار فصل زهرة بل وغير المغتربات ممن يعرفن عشوائية عمل إدارة التعليم هناك بل ويعرفن معلمات يتغيبن ويتلاعبن دون أن يصدر بحق إحداهن حكم رادع، مستغربات من صحوة الأنظمة الميتة وموت الإنسانية والضمير عند حالة زهرة تحديدا ،كنا جميعا متفاعلات ايجابيا مع قضية زهرة وكأنها قضيتنا، فكنا نسأل ونستفسر ونتصل على المحامين ونقرأ لوائح الخدمة المدنية ونستشهد بفلانة وعلانة ممن كن على وشك الفصل وقد تم إنذارهن مرتين وثلاث مرات ولم يفصلن، كما كنا نحث زهرة على عدم إعطاء الظالم الشرعية لظلمنا بالسكوت عنه والرضوخ والاستسلام، كانت زهرة تقول بابتسامة ساخرة دمي مهدور يا شيخة لأن المجرمين كثر ولا أعرف على وجه الدقة من ظلمني هل هي المديرة أم الإدارة أم الظروف؟

لكن بالرغم من كل هذا.. قررنا عدم الرضوخ والاستسلام وأصبحت قضية مصير، راجعت زهرة وزارة التربية والتعليم كثيرا فأفادوها في النهاية أن الأمر بيد وزارة الخدمة المدنية فتقدمت بشكوى لوزارة الخدمة المدنية وبعد أشهر من المماطلة كذلك جاءها الرد مطابقا لرد وزارة التربية والتعليم وكأنه نسخة كربونية منه.
مرت الآن قرابة سنة ونصف أو تزيد قليلا على فصل زهرة.. ابنها يتماثل للشفاء ولله الحمد إلا أن جروح القهر لا تزال غائرة.
أعيتها الحيلة، خاصة أنها ترسل كل شكاواها بالهاتف أو الفاكس فقد تخلى عنها حتى زوجها كردة فعل محبَطة بعد أن رأى بأم عينيه مكافأة تعب وغربة السنوات الماضية في ظل مرض ابنها ومعاناتهما معه كما أنه أصيب باليأس نتيجة عدم جدوى الشكاوى التي تقدمت بها زهرة لأكثر من جهة.

لكن مالا يعرفه زوج زهرة ولا الكثيرون غيره أن لنا ولزهرة بل لكل من خاضت تجربة الاغتراب بنجاح وبعزيمة وإصرار على صنع المستحيل، لنا جميعا إرادة تكسّر الصخر وهمة لا ينال منها اليأس والفتور والإحباط. لذلك تعاهدنا أنا وزهرة وليلى على الاستمرار قدما في ابتكار الطرق التي تعيد لزهرة حقها المسلوب إيمانا منا بعدالة مطالبتها، قمت أنا بالاتصال على إحدى الصحف المحلية وشرحت لهم قصة زهرة وكأنني صاحبة الشأن وأبديت رغبتي في النشر. فاستجابوا لي وكان أن نشرت القصة كاملة من أول طلب الإجازة الذي قدمته زهرة للمديرة وحتى صدور قرار طي القيد وزودتهم بصورة من الملف الذي وزعته علينا زهرة والذي يحمل كل أوراق قضيتها. وبقينا ننتظر أسبوعا كاملا دون جدوى وأنا أتصل كل يوم على زهرة أملا في أن يكون الموضوع قد لقي استجابة من أحد المسؤولين فترد زهرة بالنفي. في إحدى المرات أشارت عليها ليلى باللجوء إلى ولاة الأمر حفظهم الله فهم لا يرضون بالظلم، استحسنت زهرة الفكرة وأخبرتنا أنها أبرقت إلى الديوان الملكي تطلب الإنصاف من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وكان وقتها وليا للعهد. فجاءها الرد عاجلا فقد حولت البرقية إلى وزارة التربية والتعليم مع طلب فتح ملف التحقيق من جديد وإعادة النظر في موضوع الفصل ومدى مطابقته للأنظمة. وبدأت القضية تأخذ دورة جديدة من التنقل بين الجهات صاحبة الاختصاص. ونحن ندعم زهرة ببث الأمل فيها وتقوية معنوياتها وهي القوية التي تعلمنا منها معنى الثبات، من ناحية أخرى لم نكن نقضي أيامنا كلها حزنا على مصير زهرة بل كان لنا موعد مع الفرحة بعد أن نقلت سلمى إلى المنطقة الشرقية، فاحتفلنا بها وزففناها عروسا في اليوم الذي غادرتنا فيه ونحن ندعو أن نلحق بها سريعا فقد آلمتنا الغربة وأخذت منا أجمل أيام شبابنا. قالت لها ليلى ما هو شعور زوجك بعد أن قرأ اسمك في الجريدة؟ ابتسمت سلمى ثم أجابت ببرود ولا زالت الابتسامة مرفرفة على وجهها كفراشات الصباح.. لم أعد متزوجة يا ليلى منذ قرابة ستة أشهر.. سألنا معا، ماذا؟ ما زالت سلمى مبتسمة قالت لم يحتمل غيابي فبحث عمن تنادمه وتصنع له الزنجبيل الذي يحبه في ليالي الشتاء الباردة.. تعرفون؟ كلما تذكرته أشعر برائحة شراب الزنجبيل تعلق بي وتخترق حواجز الزمن لتعود بي إليه، عجبنا منها ومن ابتسامتها أحسسنا بأنها ما زالت تحبه لذلك لم تحقد عليه.. قالت عذرته لزواجه بغيري لكنني لم أستطع أن أعذر خيانته لي وكذبه علي،أخفى عني الأمر طويلا.
ثم تحركت بسرعة وهي تقول (روح قلبكم النكد والسوالف اللي تجيب الغم، يالله عدنني أول نزله لكن للشرقية تزرنني هناك) لم تدع لنا مجالا لنسألها لماذا ومتى وكيف استطاعت أن تخفي عنا هذا الأمر؟ سلمى متصالحة مع نفسها غالبا....
الآن لم يتبق في شقتنا إلا أنا وليلى والهم ثالثنا ،الوحشة والغربة تكاد تفترسنا بدأت الجدران تقترب منا وتود لو أطبقت علينا حتى نهلك ألما.

/


حووور 10 / 08 / 2009 52 : 06 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
>>>>> تبي تعرف أخرة سالفة زهره شو ممكن يصير ؟؟؟

وليلى وشيخه شو مصيرهم هل بيتمون فالأفلاج .. او بيروحون مثل سلمى ؟؟؟


ننتظر التكمله وافي ..

يعطيك ربي الف عافيه على النقل المميز ..


دمت لنــــا بخيـــــر ..

غزالة الجنوب 10 / 08 / 2009 13 : 10 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
يااخي الين متى هالوزارة الوضيعه بتستمر في حقارتها..
والله ياقصة زهرة لاشئ عند قصص معلمات اعرفهن ممن لهم قرابة او صداقة معي...

نشوف وش بيصير..
متابعين بارتفاع ضغط دم...
:bomb:

wafei 11 / 08 / 2009 51 : 06 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
...............

...

صباحكم بشائر خير بلا غربة
:(


/


مذكرات مغتربة في الأفلاج (28)
الاختبار المؤلم




كل واحدة منا أنا وليلى أصبحت ظلا للأخرى دون أن تشعر ، فلم يعد هنا أحد سوانا ، لذلك صرنا نقوم وننام ونأكل معاً.

ذات يوم ونحن نستعد للمغادرة إلى المدرسة بدت لي ليلى على غير ما يرام سألتها ما بك؟ ابتسمت قالت لا شيء .. كأنني محمومة قليلا، وضعت يدي على جبهتها كانت حرارتها مرتفعة جدا قلت بهدوء نعم إنها حمى العشق أيتها العروس الجميلة وضحكنا . قلت لها اسمعي لن نذهب للمدرسة، سآخذك للمستشفى ثم نعود وأطبخ لك شوربة العدس التي تحبين ثم ننام باقي اليوم ما رأيك؟ قالت لا.. سنذهب للدوام فلدي ما أنجزه، سأكون بخير إن شاء الله.
قلت لها حرارتك مرتفعة يا ليلى لابد من الذهاب للمستشفى، قالت سأذهب عصرا، أتيت لها بكأس من الحليب وحبة دواء خافض للحرارة ثم غادرنا.
في المدرسة.. وبعد الحصة الثالثة كنت أجلس على مكتبي في الوقت الذي دخلت ليلى إلى غرفة المعلمات، رفعت بصرها إلي بصعوبة واضعة يدها على جبهتها وبدت غير قادرة على التحكم في حركة عينيها ثم سقطت على الأرض قبل أن أسألها ما بها، قامت جميع المعلمات إليها لكنها كانت فاقدة للوعي، قالت إحداهن هذه عوارض إرهاق وبرد وقالت الأخرى شكلها متشنجة يعني فيها جن أو مسحورة وأخرى قالت (ما فيها إلا عين، واضح إنها محسودة) وأخذت تقرأ وتنفث عليها، وواحدة منهن قالت إنها غيبوبة سكر، بالتأكيد معها انخفاض في مستوى السكر وأتت بقنينة عسل وأخذت تضع بإصبعها في فم ليلى ولكنها لم تكن لتتحرك أبدا..
سكبت أنا عليها ثلاث قوارير من الماء البارد وأنا أبكي وأتذكرها وهي تسألني مازحة أحيانا:(تحبيني يا شيخة؟ أبي دليل لأني شاكة فيك).. كنت أقول لها (شكي بكيفك الله لا يبيّن لك غلاك) سكبت كل الماء ولم تُصدر أية استجابة.. قلت للمديرة سأتصل بالإسعاف، قالت لا.. لماذا الإسعاف؟ انتظري قليلا سوف تفيق . قلت لا لن أنتظر، قالت من سيذهب معها لا أحد من محارمها هنا، لم أكترث لأسئلتها واتصلت بالإسعاف استغرق الإسعاف ساعة كاملة حتى وصلنا وليلى ما زالت في غيبوبتها، وأنا لا أملك إلا دموعي وهاتفي فهل تكفي هذه الأشياء لإنقاذ صديقتي؟ وبعد أن وصل الإسعاف قالت المديرة ..لن يدخل الرجال مدرسة بنات أخرجوها لهم وليذهب معها حارس المدرسة وزوجته ، قلت للمديرة نحن في الدور الثاني وليلى لا تشعر ولا تتحرك ، إنها في غيبوبة كاملة ولا نستطيع حملها قالت تصرفن .
اقترحت إحدى المعلمات أن نعلن بالمايكرفونات أن فرقة إسعاف ستدخل المدرسة وتقوم المراقبات بإغلاق الفصول على البنات مع معلماتهن حتى يخرجون . رفضت المديرة هذا الحل كذلك. رن هاتف ليلى كثيرا كان المتصل زوجها، أتراه شعر بشيء؟
قلت لهن أعتقد أن الحل عندي.. أتيت بسجادة متوسطة الحجم وطلبت من المعلمات مساعدتي في تحريك ليلى ونقلها على السجادة ومن ثم نسحبها للأسفل، وهذا ما حدث بالفعل لكننا عانينا كثيرا على السلالم فقد أوشكت ليلى على السقوط من أيدينا مرتين وجرحت في ساقها جرحا بسيطا. أوصلناها للباب قلت للمسعفين ادخلوا إنها بجانب الباب وكانت تقف إلى جوارها زوجة الحارس فرفضوا قالوا اخرجنها لنا. صعدنا مرة أخرى إلى الدور الثاني لارتداء عباءاتنا وأنا أتمتم لا حول ولا قوة إلا بالله، صبر جميل والله المستعان، لكنني أخذت حقيبتي وحقيبة ليلى وعدنا لنخرجها لهم وركبت مع ليلى سيارة الإسعاف، قالت لي المديرة عودي فلم أسمح لك بالخروج، قلت لها اعتبريني غائبة قالت بل هاربة قلت ليكن، لن أترك صديقتي. رأيت نظرات الاستهجان في عيون كل المحيطين بي من المسعفين وحتى الحارس وزوجته كانوا مستغربين مني لأنني حادثت الرجال وركبت بلا محرم، ليس مهما، لكن ماذا أقول عن موقف الرجل المسعف؟ قلت له بلهفة من عمق خوفي على ليلى وأنا أراها ممدداً أمامي كالميتة وهو الذي لم يقم بأي شيء طوال الطريق سوى أنه يضع يده على معصم ليلى بين الحين والآخر ليتحسس النبض أو يسحب الغطاء على وجهها (بزعم أنه يستر عليها) غير مراع ما هي فيه من صعوبة التنفس، قلت له ما فائدة سيارة الإسعاف إذا؟ ألن تقيس لها الضغط أو تضع لها أكسجين؟ تنفسها غير طبيعي. قال لي بغلظة (لا يكثر هرجك معي وأنا رجالٍ غريب عليك، وإذا لها عمر بتعيش). شعرت بالقهر وثارت كرامتي، فانهالت الكلمات تتدافع بكل غضب على لساني وبكل الجرأة والوقاحة التي علمتني إياها الغربة ( أنت سمعتني وش قلت؟ تراني ما غازلتك أنا قلت شف لها الضغط والتنفس. ولا أنت مبرمج على هالكلمتين؟ لا حول ولا قوة إلا بالله كيف تفهم هالعالم؟) رمقني بطرف غاضب وسكت. كانت هذه أول مرة في حياتي أستفز بهذه الطريقة.



/

فيض 11 / 08 / 2009 45 : 11 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
صباحكم قنينة عسل
شاخباركم؟
وشلون اعصابك ياوافي مع هالمذكرات ؟

أنا غبت شوي بس اليوم قريت ثلاث حلقات


وابي اعترف أن مذكرات بشائر بنت محمد تلفت اعصابي خلاااااص
وجابت لي زهايمر مزمن مع حكة في الأظافر وشد عضلي بشعري


بس ابشركم ارسلت لي ايميل
قصدي ردت علي

يعطيك العافية ياوافي

wafei 12 / 08 / 2009 26 : 06 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (29)
أشياء لا أفهمها

وصلنا إلى المستشفى أخيرا.. أسقطت ليلى جنينها في شهره الخامس.. وتبددت أحلام الأمومة التي سبحت فيها في ليالي الوحدة.. تمزقت كل ملامح ذلك الطفل الجميل وعيناه الدائريتان ووجنتاه الورديتان ضاعت مناغاته في زحمة الأصوات الناضحة بالألم والمرارة والغربة، لقد وصفته لي مرارا..كانت تقول ضاحكة.. إنه وسيم مثل أبيه و(دبدوب ) مثلي، كانت في حالة حرجة جدا كما أخبرتنا الطبيبة وتحتاج إلى نقل دم بشكل عاجل. هاتفت زوجها وجاء مع متبرع من أهلها. بقيت في المستشفى أسبوعا ثم غادرت مع زوجها وهي تسألني وابتسامتها التي أحب تزين وجهها برغم الألم الذي يعتصر قلبها.. قالت ( كيف بتصبرين على فراقي ؟ضحكنا ثم قالت أقصد وش بتسوين الحالك ؟ قلت ربك بيدبرها، قالت جد أنا شايله همك قلت لها وانا شايلة همك ). وافترقنا وأنا أدعو الله أن يعوضها هي وزوجها خيرا.
كل الليالي التي قضتها ليلى في المستشفى كنت أتنقل بين شقق زميلاتي المغتربات. لكن هذا حل مؤقت ومتعب جدا.. لابد من حل دائم فإجازة ليلى ستمتد قرابة الشهر. فكرت كثيرا لكنني تعبت دون أن أتوصل إلى حل منطقي، لايوجد سوى أبي، أعلم أنه متعب وركبته تؤلمه لكن لابد من هذا فلا خيار أمامي.
هاتفت أبي وأخبرته بالأمر قلت له ليلى في إجازه وأنا هنا وحدي، وزميلاتي استقبلنني لبعض الوقت لكن لايوجد عندهم مكان دائم لي، ثم قلت: هل تأتي يا أبي إلى هنا ؟ أسبوع واحد على الأقل.
صمت قليلا ثم قال لابد من ذلك، لن أتركك بالطبع. اهتمي بنفسك وغدا سأكون عندك بإذن الله. أحسست براحة نفسية رغم خوفي على أبي.
في العاشرة ليلا: رن هاتفي المحمول.. يا إلهي إنه أخي فهد، استغربت اتصاله، ماذا يريد ؟ رددت عليه وسألت عن حاله وحال زوجته وأولاده. كان هاشا على غير عادته معي، قال: عرفت بأنك وحدك بعد مغادرة ليلى ؟وطلبت من أبي مرافقتك. قلت نعم.. ليس لدي خيار آخر، رد بهدوء لكن ياشيخة أبي لم تعد صحته تستحمل السفر بالباص لمسافات طويلة. سألته:ما العمل إذا ؟ قال: أنا من سيأتيك غدا. دهشت.. ماذا ؟ أنت ؟؟ قال نعم..عرفت أن المدة أسبوعان فقط أليس كذلك ؟ قلت نعم لكن يا أخي.
قاطعني( انتهينا.. سآتيك غدا، أكمل وسط ذهولي هل تحتاجين شيء من هنا ؟
ضحكت وأنا مازلت في حالة استغراب شديد، إيه أبي تمر ودي أهدي عيال سواقنا أبو رعد من تمر الحسا يحبونه )
ضحك بدوره ( أبشري بسعدك بحمّل لك السيارة نخل مو تمر كم شيخة عندي ؟ )
أغلقت الهاتف..لالالا أنا أحلم بالتأكيد،هل هذا هو فهد أخي ؟
أجبت أنا كذلك.. ولم لايكون هو ؟ كان لطيفا وحنونا حتى عصيته وجئت إلى هنا.. يبدو أنه سلم بالأمر وهو يرى نقلي وشيكا.أم تراه يدبر لي مكيدة ؟ هل سيقتلني ويرتاح مني كما قال ذات مرة؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله إن كان قتلي على يد أحب الناس إلي فلا ضير، أسأل الله أن يعفو عنه ويرحمني.
وصل أخي إلى الأفلاج يوم غد بعد العصر فعلا، كنت في شقتنا أعددت له الغداء وانتظرته. سلمت عليه وحمدت الله على سلامته ثم عاتبته لم لم تأت بالباص يا أخي ؟ الطريق طويلة وخطرة.
رد علي باسما لا أستغني عن سيارتي، قد نحتاج إليها ( وبعدين ماحد يموت قبل يومه وأنا أخوك). سعدت بأخي كثيرا واستمتعت بأحاديثه أكثر.
أحسست في ذاك اليوم أنني رزقت بأخ جديد، نمنا متأخرين وكلما سألته ألا ترغب في النوم ؟ جئت من طريق طويل ومتعب قال أبدا.. نامي أنت فلديك عمل في الغد. قال لي أيقظيني صباحا أنا من سيوصلك إلى المدرسة قلت له كن مستريحا تعودت على سائقنا لكنه رفض.. قال لن يوصلك غيري مادمت موجودا..فإذا غادرت اذهبي مع السائق.
أيقظته صباحا كما طلب مني.. خرج للسائق وسلم عليه وعرفه بنفسه وقال له، سأكون هنا إن شاء الله لمدة أسبوعين لذلك سأوصلهم بنفسي، وسوف أتصل بك قبل أن أغادر.
تنزهت مع أخي بسيارته كثيرا في الأفلاج ورأيت الكثير مع معالمها التي لم أرها من قبل. في عطلة نهاية الأسبوع لبينا دعوة أحد أصدقائه القدامى على الغداء في وادي الدواسر بعد أن علم بوجود أخي في الأفلاج. وتعرفت على بناتهم.. كانوا لطيفين جدا.
مازحت أخي في طريق العودة ( لديهم الكثير من البنات يافهد ولا حظت أنهم يحبونك ومحتفون بك لاتكون ناوي تاخذ وحده منهم على زوجتك، ضحك أخي طويلا قال والله بيني وبينك ياشيخة ودي ومن زمان بعد موب تو.. بس المشكله انهم مايعطون بناتهم إلا لعيال عمهن).

/

حووور 12 / 08 / 2009 19 : 11 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
حزنت على ليلى كثيييييرا ..

خلاص دامها تزوجت ليش بعد تشتغل .. وربي غربلت نفسها والمسكين زوجها ..
>>>>> معصبه

............

ننتظر الجااي وافينا .. يعطيك ربي الف عافيه ..

دمت بخــــير ..

فيض 12 / 08 / 2009 31 : 01 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
صباح الخير على الجميع
وألف شكر لك ياوافي

بصراحة ورغم اني كنت اقرا المذكرات في الوطن
بس يوم تابعتها هنا صار لك طعم ثاني

انا مثلك ياحور حزنتني ليلى بس حرام تترك شغلها عقب هالسنين

بس هذا أخو شيخة شكله ناوي لها على نية شينة

شرير .......... أعرفه :bomb:

حووور 12 / 08 / 2009 42 : 01 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
:square:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيض (المشاركة 807022)
صباح الخير على الجميع
وألف شكر لك ياوافي

بصراحة ورغم اني كنت اقرا المذكرات في الوطن
بس يوم تابعتها هنا صار لك طعم ثاني

انا مثلك ياحور حزنتني ليلى بس حرام تترك شغلها عقب هالسنين

بس هذا أخو شيخة شكله ناوي لها على نية شينة

شرير .......... أعرفه :bomb:

صباحج ورد خيتوو ..

اممممم لا ما اعتقد.. الظاهر انه صار شي غيره .. او..

سبحان الله .. بس مو باين ان في شي ويبي يسويه ..

ههههههه اذكري ربج يمكن حن قلبه عليها .. :square:

wafei 15 / 08 / 2009 15 : 05 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (30)

الآن فهمت


في أحد الأيام وبعد مرور تسعة أيام تقريبا على مغادرة ليلى كنت في المدرسة كالعادة وقد انتهيت للتو من حصتي الرابعة .دخلت غرفة المعلمات فشد انتباهي ارتباكهن وكأنهن كن يغتبنني ودخلت عليهن فجأة فقطعت حديثهن، كان وضعهن مريبا، إلا أنني سلمت وجلست وهن بين من تنظر إلي بطرف عينها وبين من تهرب بنظراتها مني، سألتهن مابكن قلن لاشيء؟
دخلت علينا المساعدة قالت لي ببرود وهي تتأمل كل ملامحي بتركيز شديد .. ( شيخة تبيك المديرة وجيبي معك أغراضك. استغربت لماذا ؟ قالت مدري بس شكلكم بتروحون الإشراف) قلت حسنا سوف ألحق بك. دخلت الإدارة كانت المديرة مشغولة بالبحث عن شيء ما في الأدراج قالت لي دون أن تنظر إلي (الإشراف طالبينك، فيه صالون عند الباب فيه كم معلمة من المدارس اللي حوالينا بعد بيروحون معك ) استغربت لكن سألت مازحة وليش طالبينا، بنأخذ إفراج إن شاء الله ) قالت إن شاء الله من يدري . يالله وقعي والله يسهل عليك.

ركبت الصالون فيه ثلاث معلمات غيري لكنني استغربت من حركة صدرت من إحداهن حيث كانت في السيارة وعندما رأتني نزلت لأركب أنا وتكون هي بجانب النافذة .. ركبت وقلت في نفسي (بلاه من صغر عقلك، لازم يعني عند النافذة)

تحادثنا قليلا فتعرفت على واحدة منهن والذي أعرفه عنها أنها معلمة دين في إحدى مدارس ليلى وهذا يعني أن هذه السيارة جاءت بها من ليلى ولم تنطلق من قريتنا . سألتها أنت معلمة في ليلى ماذا جاء بك إلى هنا ؟ تلعثمت ثم قالت أنا منتدبة إلى المدرسة المتوسطة. قلت يا سلام ؟ لي صديقة هناك .. كيف تنتدبين إلى مدرسة نصاب معلماتها أربع عشرة حصة ؟ يعني بعد انتدابك أصبح نصابهن ثمان حصص؟

قالت لاحقا سأفهمك كل شيء لكن سأريك الآن شيئا، لاحظت أنهن يحاولن مشاغلتي عن الطريق لكنني كنت منتبهة لكل شيء، نظرت إلى جانب الطريق ياساتر ما هذا ؟ حادث! فزعت المعلمتان حاولن عدم الاكتراث تمتمت إحداهن يالله سترك. أزحت بيدي المعلمة الأخرى، التي كانت على جانبي الأيمن ونظرت مليا.
تصادم شنيع بين سيارتين وشظايا متناثرة إلى مسافات بعيدة وبقعة كبيرة من التراب ملونة بالأحمر، يا إلهي كأنها سيارة أخي .
وما أن نطقت بهذه الكلمة حتى شعرت بأيديهن تحكم قبضتها علي، تثبتني على المقعد بقوة، صرخت من أقاصى التعب أخي ... ابتعدن عني، أنزلوني هنا أعيدوني .. إنه أخي، صاحت إحداهن أقفل الباب يابو عبدالله اذكري الله إن شاء الله أنه طيب.
طيب.. ما ظنيت، مات أخوي، علموني، لم يجبن سمعت إحداهن تنتحب وتقول ( الله يصبرك على مابلاك ) كن ممسكات بكلتا يدي وقد ثبتنني على الكرسي جيدا لم أقدر على الحركة .

كنت أبكي وأدعو اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
بالقرب من شقتنا رأيت كل زميلاتي وما أن نزلت حتى احتضنتني صاحبة البيت الذي نسكنه وأدخلوني إلى المجلس . وأنا أدور بعيني وأتفحص قسمات وجوههن علي أرى فيها ما يطمأنني على أخي، كنت كطفلة تائهة في يوم العيد بثياب رثة وهيئة كالحة أشعر بأنني لا أعرف أحدا كنت ساكتة لم أسأل عن أخي حتى لا أصدم بما لا أحب، لكن رباب ضمتني أحسن الله لك العزاء وجعل مثواه الجنة ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) دفعتها عني بقوة وسقطت أحادث فهد الذي رأيت وجهه أمامي، ألهذا أتيت يا فهد؟ ألهذا بقيت معي عشرة أيام ؟ حتى توقظ حبك الذي لم يخبو ثم ترحل ؟
ماذا أقول لأمك ؟ ماذا أقول لأبيك ؟ كانا يحلمان في هذه الحياة بشيء واحد ..أن تدفنهما وتقف على قبريهما داعياً لهما بالجنة .هل خطر ببالهما شيء غير هذا؟
تراءى أمام عيني طريق الموت الذي يتمدد كل يوم أمام ناظري كثعبان ضخم أسود ..صرخت .. لماذا لم تبتلعني أيها الجبان ؟ أنا من أتيت لك برجليّ وطرقتك ذهابا وإيابا كل يوم لسنوات أربع ؟ لماذا قررت أن تعذبني عمرا بأكمله ؟ لماذا تركتني لتبتلع أخي ؟

أخذني دوار كبير، رحلت بي سنوات عمري حيث كان فهد يدرأ عنا المخاطر دائما.. يحمل عنا الثقيل ويسير أمامنا في الأيام الممطرة ليمهد لنا الطريق وينفخ في طبقي حتى يبرّد طعامي كي لا يحرقني، لكن أن تقدم نفسك للموت بدلا مني يا فهد ؟ هذا كثير يا أخي كثير جدا، أنا لا أستحق كل هذا أنا من يجب أن تموت .. نعم أنا من يجب أن تموت.
لا أعرف أين أنا، لكني رأيت من حولي ممرضات، وطبيب يأمرهم بتكرار الحقنة المهدأة.
أفقت .. رأيت ابنة خالتي وأختها تبكيان وتقدمان لي العزاء .. قالت إحداهن هيا معنا يا شيخة لابد أن نعود الآن إلى الشرقية .. أتينا لنأخذك.

/

حووور 15 / 08 / 2009 47 : 05 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
ياااااااااااااااااه ..

الله يرحمه برحمته ..

دائما تبكيني هالإنسانه ..

ننتظر التتمه ..بفارغ الصبر .. والله يستر من اللي جاي ..

:sad:

:: me :: 15 / 08 / 2009 05 : 06 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
بجد وربي شئ يحزن

نتابع ....

wafei 16 / 08 / 2009 46 : 06 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (31)
لنا مع الفرح موعد آخر
لم أرغب في السفر معهم ..
قلت لا .. لن أترك أخي هنا وأعود ، سأعود مع فهد .. نظرت إلي وهي تقول بسم الله عليك الرحمن الرحيم . قلت : لاتنظري إلي هكذا ..سأعود معه يجب أن أموت معه ، لا أستطيع مواجهة أمي ، لا أحتمل النظر في عيني أبي لقد كسرت ظهره ، أنا نحس ، شؤم أعرف هذا ، فلأمت .. لماذا أمثالي لايموتون ؟ كانوا يبكون فقط لكن لم يجبني أحد.
هدأت قليلا .. وركبنا السيارة .. مشينا مدة طويلة دون أن أشعر بالوقت .. كنت أحادث أخي طوال الطريق .. كان يقول لي إنه متعب جدا ومتألم من أجل أمي ، نظرت من زجاج النافذة فرأيته ممددا على الأسفلت المشتعل ، فتحت الباب بسرعة وألقيت بنفسي عليه .
لكنني لم أجده عندما أفقت ، بل وجدت نفسي مرملة وغارقة في دمي والكثير من الأطباء حولي .
لا أعرف كم بقيت في المستشفى لكن أحسست بيد أمي تمسح على رأسي وتقول يكفي اللي راح ياشيخة لاتفجعيني فيك .
مرت أشهر ثلاثة ولم أسمع من أبي المؤمن القوي إلا إنا لله وإنا إليه راجعون قدّر الله وماشاء فعل ..
وأمي تختم القرآن مرة بعد مرة وتهدي ثوابها لفقيدها الغالي . وأنا أتصفح وجه أخي في أبنائه الثلاثة وابنتيه الاثنتين ونعيش بذكره أجمل لحظاتنا وأقساها أنا وزوجته الوفية .
اتصلت بي إحداهن ذات يوم قالت : أرسلي شهادة الوفاة لو سمحت لإتمام إجراءات نقلك بسبب موت المحرم . أقفلت الهاتف وأطلقت الآه الحبيسة منذ موته ..اليوم أعلنت تمردها على السجان ،نسفت كل الدروب من خلفها قبل أن تغادر لساني فتركتني أشلاء متبعثرة .. هرعت أمي لي شيخة مابك ؟ افتحي الباب ياابنتي؟ طمأنتها فقط . لاشيء يا أمي لاشيء ..اتركوني الآن وحدي ... اعذرني يا أخي سوف أستثمر موتك بشكل جيد ، كما استثمرت حياتك .
سمعتها تقول لأبي ( متى موعدها القادم مع طبيب الأمراض النفسية، مازالت تتحدث مع المرحوم ) قال بعد غد .
لا أرغب في النقل ولا في الوظيفة فهل تعود؟ هل تعود يوما واحدا من أجلي ؟
ونقلت .. بحثت عمن أزف إليه هذا الخبر فلم أجد، هذا الخبر سوف ينكأ كل الجراح الغائرة التي استعصت على البرء. انكفأت على جرحي أنظر للصحيفة..
لم تجرؤ حتى ليلى على الاتصال بي ، رن هاتفي ، رقم غريب .. ضحكت بألم .. قد يكون فهد يحادثني من هاتف آخر ليبارك لي ، ألو .. جاءني صوت رجل مشبع بالحزن .. السلام عليكم ورحمة الله وعليكم السلام من أنت .. عظم الله لك الأجر في أخيك ياشيخة وأحسن لك العزاء و جعل مثواه جنة الخلد . اللهم آمين جزاك الله خيرا وأعدت السؤال من أنت ؟ أنا دكتور طارق هل تذكريني ؟ صمت قليلا نعم للأسف أتذكر .. للأسف ؟ قالها مستغربا قلت كنت أتمنى أن أفقد الذاكرة .. لم يعقب قال ..على فكرة ، كان رقمك بحوزتي من تلك الزيارة ولم أعرف بما حدث إلا متأخرا كنت في رحلة عمل لولا ذلك لـ ... لم أدعه يتم كلامه . قلت : لا أراك الله مكروها
هل تعطيني عنوان بيتكم؟ أو رقم هاتف الوالد حفظه الله ؟ أرغب في تقديم العزاء له . أعطيته رقم هاتف أبي وأقفلت الخط .حفظت رقم هاتفه عندي حتى لا أرد عليه مرة أخرى .
خلال إجازتي الاستثنائية والتي امتدت سنة كاملة كانت ليلى تزورني كل أسبوع عندما تأتي من الأفلاج ، وزهرة كذلك تأتي بأطفالها كل نهاية أسبوع وعندما أقول لها إن أطفالك مزعجون تقول ضاحكة أنا من أوصيتهم بهذا .. سيخربون كل الجدران التي تبنينها حول نفسك هيا اخرجي معنا نحن نحبك بقي في الحياة الكثير، لكن ما إن يغادروا حتى أبني أسواري حولي من جديد . مازالت زهرة طوال هذه المدة تتابع قضيتها حتى زارتني ذات يوم وفي وقت متأخر من الليل ومعها ليلى وبيدها ورقة مطوية نظرت إليهما باستغراب قالت لي شيخة أحببت أن نقرأ هذه الورقة معا وأعطتني إياها قالت اقرئيها بصوت مرتفع.
فتحتها كانت ورقة رسمية عليها شعار وزارة التربية والتعليم بدأت بالقراءة وبصوت عال كما أمرتني زهرة ..
( بناء على الصلاحيات الممنوحة لنا وإلحاقا لقرار مدير التربية والتعليم بمحافظة الأفلاج القاضي بطي قيد المعلمة المذكور اسمها أعلاه لانقطاعها عن العمل استنادا للمادة ( 30/12) من النظام وبناء على المخابرات المبنية على طلب المذكورة إعادتها للعمل والتحقيقات التي تمت بهذا الشأن والمنتهية بخطاب وزارة الخدمة المدنية . تقرر مايلي :
أولا : إلغاء القرار الصادر من إدارة التربية والتعليم بمحافظة الأفلاج برقم وتاريخ القاضي بطي قيد المعلمة المذكورة واعتباره كأنه لم يكن .....
ثانيا : تعيين المذكورة على الوظيفة والمستوى المبين بجانب اسمها أعلاه .)
كانت ضربات قلبي تزداد قوة وتلاحقا ولم أرغب بمتابعة القراءة ، صرخت بأعلى صوتي وااااو انتصرنا ، الحمد لله عانقت زهرة طويلا باركت لها وفرحت وضحكت واحتفلنا جميعا ألف ألف ألف مبروك يازهرة .. الآن تعودين عودة المنتصرين، قالت بعد سنتين ونصف سنة ياشيخة لم أفقد ثقتي بالله . سجدنا لله شكرا وأيقنا أن الحق لايضيع .

/

wafei 17 / 08 / 2009 36 : 09 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (الحلقة قبل الأخيرة)

الرحلة 627 تغادر من جديد



بعد سنة كاملة..
حملت لنا حركة النقل الأخيرة اسم ليلى مع المنقولات إلى الشرقية ، ولكنها فرحة لم تكتمل.. فقد نُقلت إلى الخفجي وهي من سكان الأحساء. كانت وقتها تفكر في الاستقالة إن لم يمنحوها إجازة استثنائية خاصة بعد أن فقدت جنينا آخر.
أما زهرة فقد عادت إلى الأفلاج من جديد بانتظار حركة نقل أخرى علها تنتشلها مما هي فيه بعد أن زرعوا بداخلها بذرة الأمل بكون الأحقية في النقل ستكون لمن هم في مثل وضعها.. لكنها كانت سعيدة جدا بانتصار الحق وغلبته وتقول لنا إن عاقبة الصبر خير دائما.
أما أنا فقد حفرت الغربة نفسها بإزميل الفقد في مخيلتي واحتلت كل مساحاتي السعيدة وزرعتها شوكا وألما.. فأطبق جفنيّ إن نمت على جمر وتكتحل عيناي إن فتحتهما بنار الوحشة..وتعبر الأفلاج ذاكرتي المتصحرة بناسها ومغترباتها وأماكنها ومدارسها فلا يتبقى منها إلا ملامح أخي التي صبغتها بالألم.
لكنني مازلت أفتقد أخي فهد وما زلت رغم إيماني بقضاء الله وقدره أشعر بأنني السبب في موته لأنني أنا من ذهب به إلى هناك.
إنني أموت ألف مرة وأنا أرى أبي يفضّل أن يتجرع ألمه صابرا على أن يهاتف عمي ليرسل له أحد أبنائه ليذهب به إلى المستشفى.
على كل حال.. إجازتي تشارف على الانتهاء إلا أنني لا أريد العودة للتدريس ، لقد كرهت الوظيفة.
صارحت أمي برغبتي في تمديد الإجازة فلم تشجعني قالت بل أنت بحاجة في هذا الوقت تحديدا للعودة إلى زميلاتك ووظيفتك.
هاتفتني شما صديقتي الأفلاجية المخلصة كعادتها بين الحين والآخر لتطمئن علي لكنها هذه المرة كانت مختلفة..
قالت لي ضاحكة هذه المرة لم أتصل من نفسي بل هناك من أمرني بالاتصال لأحمل إليك رسالته.. ابتسمت وسألتها من هي ؟
قالت عجبا لماذا لم تقولي من هو ؟ دهشت وسألتها هو ؟ قالت نعم..إنه أخي بندر الذي حدثتك عنه كثيرا ، إنه يبلغك السلام ويسعده أن يتقدم طالبا يدك للزواج فإن كنت موافقة أتيناكم يوم الخميس..
صدمتني شما ، قلت أنعم وأكرم.. لكن أريد بعض الوقت قالت لك كل الوقت الذي تريدين، قالت ممازحة سأهاتفك لاحقا فالآن الجو غائم من حولي، قلت لها حسنا وأغلقت الهاتف.. أخذتني الأفكار بعيدا ، قبل سنوات كان بالنسبة لي أن أحصل على زوج بمواصفات بندر هو أقصى طموحي أما الآن فالوضع مختلف جدا..
أخفيت الموضوع عن أهلي يومين.. وفي اليوم الثالث كنا جالسين عصرا نشرب الشاي..لاحظت أن أمي مضطربة بعض الشيء لكني تجاهلت الأمر، استجمعت شجاعتها ثم قالت لدي ما أقوله لك ياشيخة قلت ولدي كذلك ما أقوله لك.. فرحت لأنها لم تكن مستعدة للكلام قالت هاتي ماعندك أولا : قلت مباشرة شما زميلتي كلمتني وقالت إنها تريد أن تأتي لتخطبني لأخيها منكم وتعمدت عدم ذكر اسم الأفلاج ، التفتت أمي بعد أن سمعت ما قلته لأبي ونظرت إليه بغرابة ، سألت مالأمر؟ قال أبي : رجل آخر تقدم لخطبتك كذلك قبل يومين وهو ينتظر الرد الآن ، إنه الدكتور طارق.. أمي المسكينة تعالت على أحزانها ومازحتني بقلب الأم الكبير.. من قدك يا شيخة البنات ( اثنين معاريس كل واحد يقول الزود عندي يالله اختاري ، أي واحد تبين ؟ )
أجبتها وسط ذهولها هي وأبي ( ولا واحد منهما، لن أبتعد عن أبناء أخي فهد.. لن يأخذني منهم أحد ) وقمت متوجهة إلى غرفتي.. سمعت أمي تناديني وأبي مطرق برأسه شيخة.. شيخة تعالي بس الله يهديك.
كنت أمشي وتداعب ملامحي صور أبناء أخي وابنتيه الصغيرتين.
كنت أردد أبيات الحطيئة :
ماذا أقول لأفراخ بذي مرخٍ //// زغب الحواصل لا ماء ولا شجرِ…..
سنة تلو أخرى ولم ينجح أحد في إقناعي بفكرة الزواج وما زالت شما تصر أنها مسألة وقت وأعود كما كنت.. وكذلك الدكتور طارق.. وأنا مازلت أزداد التصاقا بأبناء أخي وأمهم وما زال فهد يزورني ليطمئن على أبنائه ويعرف أخبارهم مني.. لكن كلما حدثته أو حدثني وجدت أمي تقنعني بالعودة إلى مستشفى الصحة النفسية. فهل أنا مجنونة حقا؟
ومازالت الغربة تولد من جديد بألف وجه بشع يتمدد أمام العابرات نحو المستقبل وتمتلئ صفحات الصحف.. بمعلمات يتحولن إلى كومة من لحم محترق معبأ في أكياس سوداء على طرق الطموح السريعة وغيرهن يقدمن رجالهن قرابين فداء لأحلام تتحقق شوهاء كسيحة ، حتى يتمنين لو أنها ماتت وهي في مهدها..
وأقلب صفحة الجريدة وأقرأ عنوانا كبيرا.. الرحلة 627
كان مكبر الصوت في محطة النقل الجماعي صاخبا..
والصالة تعج بالمسافرين والمنتظرين لرحلاتهم. أحدهم نام متوسدا حقيبته والآخر يحاول الاستمتاع بوجبة سريعة أبعد ما تكون عن المتعة.

/

حووور 17 / 08 / 2009 20 : 10 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
إذا ضــــــــاقت بـــــــك الدنــــــــــــيا ..ففكــــر فــــــــي ألم نشــــــــــرح ..

فعـــــــــــسر بـــــــــين يــــــسرين .. إذا تــــــــــــــــذكر همـــا تفـــــرح ..


يعطيك ربي ألف عافيه اخوي على النقل والمتابعه ..

قصه جميله .. ومحزنه ..

الله يهديها .. ويصبر قلب هالأطــفااال ..

سلمت يداك اخي ..

حوور ..

:: me :: 17 / 08 / 2009 50 : 01 PM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
يالله
:cry:

نتابع وافينا

wafei 18 / 08 / 2009 20 : 06 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (الحلقة الأخيرة)

ليست النهاية

كانت الحلقة الفائتة هي الحلقة ما قبل الأخيرة في مسلسل الاغتراب المؤلم، أما موعد الحلقة الأخيرة فلا أعرف متى؟ وليست النهاية بيدي.. فهو مسلسل يتكرر يوميا ولا أحد يعرف متى ستكون النهاية.. لازلنا نتطلع إلى المسؤول الذي سيضع بيده نقطة النهاية، وقتها سنشاهد جميعا الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل في عرض سينمائي رائع..نشهد فيه جميعا نهاية الشقاء وموت الألم وولادة حياة مستقرة جميلة لكل المغتربات.
وفي ختام هذه المذكرات أهدي ألف شكر وامتنان للأستاذ جمال خاشقجي الذي تبنى هذه المذكرات وشجعني على هندمة الألم في هذه الزاوية الصغيرة علّنا نبلسمه جميعا بيد المساواة فتخف المعاناة.. ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لقرائي الأعزاء الذين كان لي شرف متابعة وتعليقاتهم على الحلقات إما في موقع الصحيفة أو عن طريق الإيميل أو موقعي الشخصي، كما أنني أجدها فرصة مواتية لأزجي الشكر خالصا لأستاذي الفاضل الدكتور عثمان الصيني الذي أبدى إعجابا وتأييدا ومتابعة لهذه المذكرات. وكذلك الأستاذ حمد القاضي الذي أيّد كثيرا من القراء في فكرة طباعة هذا العمل في كتاب يحمل نفس العنوان.. والشكر موصول للأستاذ عابد خزندار من صحيفة الرياض الذي ألبسني ثناءه حلة قشيبة أتمنى أن أكون لها أهلا وأتمنى بالفعل أن يكون قد وجد في مذكراتي بعض ما وجده في يوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم وشكرا للأستاذ سعد عطية الغامدي من صحيفة عكاظ وشكرا لصحيفة الجزيرة ولكثير من المواقع الإلكترونية التي نقلت المذكرات وتفاعلت معها والتي يصعب الإشارة لها جميعا شكرا لكل جنود "الوطن" المجهولين الذين أتعبوا المذكرات وأتعبتهم متابعة ومراجعة وتفاعلا وعلى رأسهم الأستاذ عيسى سوادي.. وألف شكر للأفلاج هوائها وربوعها ومعالمها وقبائلها وأهلها.. التي احتضنتني أنا وبطلات مذكراتي لسنوات وسنوات، لذلك صعب علينا أن ترتبط في ذاكرتنا بالغربة فقط ما جعلنا نتوجه إليها بعد نقلنا في زيارة سياحية ممتعة، ولا أعرف هل تغيرت الأفلاج بالفعل أم إنها بدت أجمل لأننا رفعنا عنها وشاح الغربة الأسود.....هناك أسئلة كثيرة تزامنت مع المذكرات منذ بدايتها وحتى النهاية أرسلها لي القراء الكرام أو كتبوها هنا في موقع الصحيفة والذين أحرص على قراءة انطباعاتهم أولا بأول.. وسوف أحاول هنا الإشارة إلى أهمها.. وكان أكثر الأسئلة إلحاحا هل هذه المذكرات من نسج الخيال أم هي وليدة الواقع المعاش؟ وقد أشرت بشكل عابر في ثنايا المذكرات أنها ليست خيالية، بل واقعية جدا وجميع أحداثها وقعت لي ولبطلات المذكرات مع اختلاف الأسماء بالطبع. لكنها كتبت بأسلوب أدبي لتخفيف جرعات الألم على القارئ المتابع أحيانا واستبدالها ببعض الجماليات اللغوية أحيانا أخرى.
السؤال الثاني: هل بشائر هي شيخة؟
أنا لست شيخة فقط بل جزء منها ومن ليلى ومن زهرة ومن دلال ومن سلمى كذلك بصفتي مغتربة في الأفلاج لمدة ست سنوات أو تزيد قليلا كبطلات مذكراتي تماما.
السؤال الثالث: هل وجدت تفاعلا من المسؤولين في وزارة وإدارات التربية والتعليم؟
في الحقيقة وصلني عن طريق بعض القراء أن هذا المسؤول أو ذاك هاجم المذكرات في بعض الاجتماعات واتهمهما بعدم الدقة.. إلا أنني شخصيا لم يردني أي استفسار عن أي معلومة وردت في هذه المذكرات.
ختاما أعزائي القراء أعتذر لكل ألم سببته لكم وكل دمعة سالت على حال شيخة أو صديقاتها وكل ذكرى مؤلمة استدعتها لمخيلتكم أحداث هذه المذكرات فلا ذنب لي فيما كتب إنما هو الواقع الذي تجسد في حياة شيخة وزميلاتها في صورة معاناة مغلفة بالألم ضاجة بالبؤس الذي لم تكفي كلمة منـقولة في اجتثاثه من الجذور...
ولمن يريد أن يعرف ماذا حل بشيخة؟
فهي لم تتزوج ومازالت حتى الآن تراجع المصحات النفسية للعلاج ومازالت تزاول مهنتها وسبب شقائها إن شئتم ( التدريس ) وتعيل أبناء أخيها فهد ووالدتهم وتفكر جديا في التحويل إلى وظيفة مكتبية علها تجد بعض الراحة التي تنشدها منذ وفاة فهد - رحمه الله -.

/

:: me :: 18 / 08 / 2009 38 : 08 AM

رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...
 
يالله
والله ماحبيت تكوون النهايه كذا

حتى لو خبر عنها حلو ماااافيه :disappoin

بس يالله
هذا حال الدنيا يوم لك ويوم عليك
صمدت شيخه كثيرا وكثيرا
ولكن هدتها فاجعه مووت فهد
والموووت كفيل بأن يهد كل قوي

رحم الله أخاها
ورحم الله والد ليلى

واشفى شيخه صاحبة ( أعظم همه )
وعوضها خير بأذن الله



وافينا
أخبارك :grin2:
كيف النهايه وياك

تسلم يادب وماقصرت
ع انها نهايه صدمتني وكنت أطمح بالمزيد <<< يجي ياوافي تألف من عندك وتكملها لي << عشان اسعد بنهايه تسر :crowngrin:crowngrin

وصباحك سكر خيي


الساعة الآن 08 : 01 AM بتوقيت السعودية

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]