رسالة من أفغانستان
 

ســـلام الله عليــكم اخوتــي

أكتـب لكم من أفغـانسـتان.. من أرض الأحــرار.. من أرض الشرفـاء

هـذه الأرض الـتي أعزها الله بالإسـلام، فـلم تُــدنـسها بعـدُ قدم الغاصب المحتـل

لقـد سمعت أبي يقول قبل عامٍ من الأن، أن أقدام اليهـود قد وطأت مقدساتنـا في فلسـطين، فعجبت لهـذا الأمر

إننــا يا اخوتي، في أفغانستـان، لا نحـرس مقدسات الأمه، والحمدلله الـذي لم يُـحملنـا هذه المهمة العظـيمة
والتـي، رغم ذلك، سنُـسأل عنها جميعـاً

بــلادنا أرض خاوية، فقد زهدنا بما لديكم.. بــلادنا تُـشرق عليها الشمس كما تُشرق علـيكم، وأسمع بها المؤذن ينـادي للصـلاة كما تسمعونه أنتم.. قد تــكون أرض بـلادي خاويه، وبلادكم معمـورةٌ بالبُــنيان، إلا أن قلوبنـا مِـلـؤهـا الإيمـان، وقلـوبكم عطِـشة لمـا لدينـا

إنه ليـست لدينـا مقدساتكم، ولكـننا نذود عن إسـلامنا، وهـو والله كـل ما نملك، بمـا نملك

قالـت أمـي " لا تـخافي، فجـيـوش العُــرب لابـد وأن تغيـثـنـا" .. مـاتت أمـي وجـيوش العُـرب لـم تأتـي

أمـاه لقد بكـى أبـي.. أمـاه لقـد رأيت الدموع قـد بللت لحيتـه.. أمـاه لقـد بكـيت معه

أمــاه بالأمـس قلتـي أن الرجـال لا تبكـي.. بــلا والله تبـكي الرجـال قبل النسـاء.. ونبكــي خشيـة من الله، ولا تبكـي علينـا أعيُـن المنـافـقـين

يــا أمـي، أمـشي فوق الحُـطام الذي كان بالأمـس منزلنـا.. وتؤلـمنـي قدمـاي الحافيتـين.. فالصخر قاسٍ عليهمـا.. وأتـسأل هل هو بقـسوة قلـوب أخوتنـا؟

أعـذرينـي يا أماه.. اننــي أمشـي حافية لأنك وعدتنـي أن تشتـري لـي حذاء للـعيد.. فـهل سيأتـي العـيد؟

لـقد أخبرتنـي يومـاً أن من يمـد يده لله، يُمـدُ الله له يـده ليعـطيه.. لقـد مددت يدي الى السـماء أطلب طعاماً، فإنـتظـرت حـتى غلـبني النوم

إن أخـي قد أمضـى ليلـتين تحـت منزلـنا.. أنـاديه ولا يجيـب.. فقـال أبي فيما بعـد.. لابأس اتركيـه، لقد كان يُـحب أمه

أمـي لا أعرف كيف أُسـِـكـتُ أخـي الصغـير حين يبكـي.. أضع اصبـعي في فمه فيرص أسنانه عليه.. أتألـم ولكنـي لا أخرجه حـتى يغـفل.. رأيـتك تفعـلين هذا قبلاً

قـال أبـي أن شهـر رمـضان على الأبـواب، فعلينـا أن نبدأ صيامـاً مبكـراً لأنـه أفضل، لكنـني كلمـا ذهبـت الى بيت مـريم، تجـبرني أمـها على الإفـطار

بالأمـس قـال أبـي أن أخوانـنا يدعـون لنـا، وأن الله سيـســتجـيب لدعائـهم ويحـفظـنا من كـل شــر

أماه، خــرج بعـدهـا أبـي ولم يعـد

أنـا وأخـي نعيش الأن في بيت مـريم

امــاه، هـل يدعـي الأموات أيضاً؟

إدعــي لنا يا أمـي لعـل الله يتقبل دعـواتكـم الصادقــة

اللهــم أرِق قلـوب اخـواننـا كـي يدعـوا لنـا

اللهــم زدنــا ايمـاناً، فنحـن لا نرجوا إلا لـقاءك بصُـحُـفٍ بيض


أخــتكم فـي محبة الله وخشيـته

==================