منتديات الوئام

منتديات الوئام (http://www.alweam.net/vb/index.php)
-     مجلس عائلتي (http://www.alweam.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   المروءة ..عندما تتجلى في الحياة الزوجية. (http://www.alweam.net/vb/showthread.php?t=5520)

مجدولين 13 / 07 / 2001 26 : 01 AM

المروءة ..عندما تتجلى في الحياة الزوجية.
 
المروءة ..عندما تتجلى في الحياة الزوجية.

المروءة كلمة جامعة تجمع بين حروفها مجموعة من الصفات ، فما هي الصفات التي تجمعها هذه الكلمة ، وكيف تتجلى المروءة في الحياة بين الزوجين ، وما هي آثارها على حياتهما وحياة الأبناء ، هذا هو موضوع هذا الحوار مع الدكتور / رأفت ميقاتي الأستاذ في كلية الشريعة في طرابلس في الجمهورية اللبنانية .

الفرحة – ما مفهوم المروءة في الإسلام ؟

د.ميقاتي: المروءة خلق كريم ، ومضمون هذا الخلق لا يمكن أن ينفصل عن سلسلة فيها علاقات عديدة وعناوين غنية في عالم الأخلاق، والإسلام العظيم يريد من أتباعه أن يعيشوا نبلاء فهو دين النبل ، هكذا افهم المروءة أفهمها إيثاراً وصفحاً ، أفهمها إحساناُ وعفواً وطيب عيش ، هذه بعض المعاني التي تحملها المروءة ، لأن الإسلام يريد من كل من اعتنقه أن يعيش في معالي الأمور وأن يتورع عن السفا سف ، بهذا البعد نفهم المروءة في الحياة العامة والخاصة أيضاً ، في الحياة العامة على المستوى الاجتماعي وفي العلاقات بين النسيج الواسع من الأشخاص الذين لا يحصرون ممن نتعامل معهم يومياً ، وفي الحياة الخاصة والذي أعتقد أنه مهم جداً ، تحت سقف الأسرة وظلال العائلة .

الفرحة : ماهي الصفات التي ترتبط بالمروءة ؟

د0 ميقاتي : هذه الصفات لا يمكن أن تنبع إلا من نفس تم تزكيتها .
إن المروءة تعني أن البيت يعيش معاني التزكية بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني الطهر والإباء والعفاف ، والسعي لكل باب فيه خير وإيصاد كل باب يأتي منه شر 0
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن صار القرآن نهجه في الحياة .

الفرحة : هل لك أن تحدثنا عن آثار المروءة في حياة الزوجين على وجه الخصوص؟

د0ميقاتي : في الواقع إذا أردنا أن نضرب الأمثلة وما أكثرها نجد التالي :

1- نجد أثر المروءة في العلاقة الأولية التي يبني عليها الزواج : فيرفض جمهور الفقهاء إجبار المرأة على الزواج من شخص لا ترضى به، فهنا المروءة تعني الحرية ، وتحمل معنى ممارسة هذه الحرية بكل أبعادها في أخطر قرار تتخذه المرأة.

2- بالنسبة للمهر فإن المروءة تظهر في عدم جواز أكل هذا المهر واستهلاكه إذا ما تراخى الزمن ، حيث إن الرجل قد يؤدي المهر لزوجته كاملاً ، ثم يسترجعه أضعافاً بطرق وطرق وهنا يأتي القرآن الكريم ليستنكر عليه فعلته قائلاً له : "وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلى بعض و أخذن منكم ميثاقاً غليظا "والميثاق في اللغة : العهد المؤكد بيمين : فيا من أعطيت العهد أمام الله بأنك ستصون هذه الأمانة التي هي الزوجة ، كيف تبدأ نقض هذا العهد؟!

بل معني المهر بعينه يحمل مروءة ، فالمهر يعني ويحمل معاني البذل والعطاء والتضحية وهو أمر حقيقي ورمزي في آن واحد ، ولا يمكن أن نحول المهر إلى فرصة ابتزاز ولا إلى ما يجعل المؤسسة شراكه تجارية ، وحفظ الذمة المالية للزوجة من آثار المروءة ، وحفظ حق الزوج من آثار المروءة التي تمارسها الزوجة التي تتخلق بالمروءة .


3- إذا ما أعسر الزوج قد يتأفف كثير من النساء ويشكين ويغضبن ، وتغضب خاصة في البلاد التي يستأثر الزوج فيها بالإنفاق على البيت لوحده ، من دون أن تشاركه الزوجة من قريب أو بعيد باتفاق أو من غير اتفاق " أي بعرف " وهنا المروءة تقتضي على الزوج أن يؤدي هذا الدين الذي في ذمته إليها إذا ما أيسر ، وهذه القضية في رأينا يجب أن لا تعرض على المحاكم ، بل يذكر فيها بحكم الله عز وجل وهى المعاشرة بالمعروف " وعاشروهن بالمعروف" فأمر بالمعاشرة بالمعروف هنا ليس للزوج فقط بل هو للزوج والزوجة على حد سواء .


4- وفي هذا الإطار أيضاً انتقل إلى البند الرابع الذي هو المروءة في مرحلة الإنفاق إذا لم يكتب للمؤسسة الزوجية النجاح ، فالزوج هنا لا يكتفي بأداء المهر ، بل هو يؤدي متعة الطلاق أيضاً ، وهذه المتعة عبارة عن مبلغ إضافي للمهر يبذل للمرأة المطلقة إحساناً من الزوج ، وهنا لا نعني بالإحسان أن المرأة متصدق عليها أي إنها تستجدي أن تستعطي ، وإنما هو عبارة عن محاولة لإطفاء نار التباغض والتدابر في المجتمع التي لم تتوقف على الزوجين المطلقين فقط ، وإنما قد تجتاح أسرتيهما ، وقد تجتاح أقارب وأصدقاء الأسرتين ، وهذا ما يدمر النسيج الاجتماعي.


5- على المستوى الإنساني نجد أثر المروءة يتمثل في رفع الزوج لقمه إلى فم زوجته ، ففي مجتمعنا اليوم لا نرى الزوج يرفع اللقمة إلى فم زوجته إلا أمام الناس في الأعراس وأمام الكاميرات والمصورين ، في حين إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن اللقمة التي تضعها في فم زوجتك صدقة ، ومعنى الصدقة هنا هو أن يصدق إيمانه بتعاليم الإسلام وحسن العشرة .

6- وعلى المستوى الإنساني أيضاً نجد المروءة تتجلى في عدم تجاذب الرضيع بين المطلق ومطلقته بعد الفراق ، بحيث تحصل المضارة من خلال تجاذب هذا الرضيع ، فالزوجة المطلقة تريد أن تبتز الزوج من خلال رضيعها ، وكذلك الزوج المطلق يريد استخدام الرضيع كورقة ضغط لإذعان الزوجة ، هنا يأتي القرآن الكريم ليستنكر عليهما فعلتهما ، وليذكرهما بأنه لا تضار والده بولدها ولا مولود له بولده ، فالمروءة هنا أن لا يدفع الرضيع إلى جسر تلاق وجسر محبة ، بحيث يتم التشاور بأمر رضاعته ، وربما تعود المياه إلى مجاريها وتعود الحياة الزوجية إلى أحسن مما كانت عليه .

7- ومن أثر المروءة في الحياة اليومية للزوجين :

أ- تنبيه الزوجة زوجها مثلاً إلى اجتناب كثرة الحلف لقول الله عز وجل "واحفظوا أيمانكم " فالمروءة هنا تقتضي حفظ اللسان في إطلاق الأيمان إلا لشيء عظيم ، وهنا ننبه الرجال في المجتمع العربي الذي تعيش فيه النساء في كثير من الأحيان تحت وطأة أيمان الزوج أن يحفظوا ألسنتهم وأيمانهم ن بأمر من المولى عز وجل لأن المروءة تقتضي ذلك ، إذ ليس لحالف اليمين عقوبة إن حلف.

ب-إكرام أهل الزوجة ، وهذا منبعه الإيمان الذي يعبر عنه في هذا الوضع بأنه مروءة ، فالنبي صلى الله علية وسلم علمنا أن نكرم أصدقاء أي معارف الزوجة كما كان يكرم من تحبهم السيدة/ خديجة رضي الله عنها .

ج- إعانة الزوجة في الأمور التي تقع على عاتقها في بيت الزوجية ، هذه الإعانة التي تكون من الزوج طوعاً هي من المروءة كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد أهله.

د- من المروءة أيضاً الصبر على مرض الزوجة ، وما أكثر الرجال الذين يزعمون أنهم يتحلون بمحبة الله ورسوله ثم يضيع حملهم وصبرهم ، عند أول عثرة تتعثرها الزوجة صحياً ، والمرض من العوارض السماوية سواء أكان المرض عقب الحمل أم غيره ، فيجب على الزوج الصبر على مرض الزوجة وهو مطالب بذلك من خلال المعاشرة بالمعروف ، فلا يعيش مع الزوجة وهي صحيحة ، ويكرهها ويمقتها وهي مريضة فهذا يمس هذا الزوج.

ذ- من فروع هذه المروءة عدم طرد الزوجة من بيتها إثر الطلاق ، إذ الشريعة تقر لها بالسكن ، فالمجتمع الإسلامي لا يعرف نساء من غير مأوى ومسكن يحمل كل معاني الخصوصية وصون الحركات وحفظ الأسرار ، لذلك جاء الخطاب القرآني " ولا تخرجوهن من بيوتهن "فالإخراج والخرج كلاهما ممنوع ، فبيت الزوجية من شأنه حفظ كرامتها أولاً ، ومن شأنه توليد فرص لإعادة المياه إلى مجاريها ثانية ، ذلك أن الزوج لا يلتقي بها في المطبخ أو في الممرات وخاصة إذا كان الطلاق رجعياً

و- نهى الإسلام عن طلاق الزوجة وهي حامل ، وعدم الجواز هنا أعنى به النهي فالطلاق يقع ، ولكن يأثم من يوقعه وكذلك يأثم من يوقع الطلاق بغيه المضارة بزوجة قاربها في طهر بغية إطالة مدة عدتها فهذا منهي عنه أيضاً وهو خرم في مروءة الرجل إن تعمد المضارة .

ز- تمكين الأم المطلقة من حضانة طفلها يعتبر من المروءة كما أن انتهاء مدة حضانة الطفل وانتقاله إلى والده أو إلى ولي أمره الشرعي لا يعني بحال من الأحوال هجران الأم ، وهذا الحق محفوظ للأم شرعاً وقانوناً ، ولكننا عندما نتكلم عن المروءة فإنما نتكلم عن التنفيذ الاختياري والطوعي لهذه المعاني الشرعية التي ندبنا إليها الإسلام .


الفرحة : هل تحضرك من حياة الأنبياء والأولين قصص في المروءة ؟
د0 ميقاتي : لدي قصص في المروءة عامة وليس في المستوى العائلي والأسري فقط ، يكفي أن نعلم أن سيدنا شعيباً عليه السلام ركز في رسالته على قضية حرمة تطفيف الكيل والميزان ، فساقط المروءة هو من يطفف في ميزانه التجاري ، ويطفف في ميزانه الأسري والعائلي في تصرفاته اليومية وفي حياته العادية ، فنحن أمامنا سورة من القرآن الكريم تنذر بالويل كل مطفف ، والمروءة تقتضي أن لا نطفف ولو بتمرة ، فكيف بكثير من التصرفات التي ينبغي أن نحرص عليها حياتنا اليومية .
كما أن المروءة تتجلى في موقف زوجة فرعون عندما لجأت إلى الدعاء ، فالمروءة هنا تعني تعففاً عن الدنيا وما فيها ، تعففاً عما في يد الزوج وما يملك " قالت رب ابن لي عندك بيت في الجنة " هذه المروءة انعكست عند صاحبة هذه النفس الأبية الغنية ،
انعكست تعطشاً للجنة وفراراً من حياة فرعون وشروره.

الفرحة : ماهي الآثار السلبية على الزوج الذي لا يتصف بالمروءة ؟
د0 ميقاتي: باعتقادي أن المفردة اللائقة فقهاً لعكس المروءة هي الإفضاء إلى طريق الفسق ، أي إن المتهاون في مكارم الأخلاق يقضي إلى نقضها عروة بعد عروة ، فيوماً تسقط عدالته ، ويوماً تسقط كفاءته الأخلاقية ، ويوماً تضيع شهامته ، وعندما تضيع شهامة ومروءة الزوج ينعكس ذلك على الزوجة انتقاماً ، وينعكس ذلك على الجيل الآخر الذي يشهد الأبوين كيف يتصرف أحدهما مع الآخر ، وبهذا يضيع المجتمع .

الفرحة : هل صفة المروءة صفة مكتسبة يمكن أن يكتسبها الشخص أو يكسبها لغيره ؟
د0 ميقاتي : يولد المولود على الفطرة والأصل أن الفطرة سليمة وهذه الفطرة يجب أن نحفظها من خلال التربية السليمة ، وأن نزكيها ونسقيها بقدوة صالحة داخل البيت ، فالمروءة من جهة صفة فطرية ، أو من جهة أخرى صفة مكتسبة في فروعها وأمثلتها ، تتعمق في البيوت التي تفوح منها رائحة الوحي الإلهي ويعيش سكانه العيشة الإسلامية الرضية التي يريدها لنا الله تبارك وتعالى ، ويريدها لنا النبي صلي الله عليه وسلم والآن تريدها لنا مجلة الفرحة ، وبرنامج البيوت السعيدة اللذان يحرصان على أن يحولا السعادة إلى عادة .

الفرحة : هل هناك طرق محددة لإكساب الزوج والزوجة أولادهما المروءة ؟
د 0 ميقاتي: أهم طرقة لإكساب الأولاد المروءة هي انتقاء الأم الصالحة ، لأن الذي ينتقي الأم الصالحة يكون بذلك مؤمناً لمناخ طهر يسود في المنزل ، مناخ عفة متمثل في قوله تعالى :
" فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظه الله " فالأم الصالحة هي مرآة للمروءة ، وهذا دور الأم ودور المرأة المهم جداً داخل بيوت المسلمين .

وفي الختام نشكر الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي على ما تفضل به متمنين له التوفيق والسداد0






الفرحة العدد 55-ابريل 2001 ص 50-51


روووعه 13 / 07 / 2001 24 : 04 AM


هلاااااا مجدولين ..

موضوع ممتاز ..

الف شكر ....

تحياتي ..

مجدولين 13 / 07 / 2001 31 : 04 AM

مرحبااااااا زهرة الجنة
يسعد ايامك
مشكورة :)
تحياتي


الساعة الآن 20 : 04 AM بتوقيت السعودية

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]