كعادة الأستاذ وافي في مواكبة الأحداث ورغبته في إسعاد منسوبي الوئام، فقد قرر أن يتكفل برحلة إلى الرياض يزور أعضاء الوئام مهرجان الجنادرية لمدة 3 أيام وذلك وفق ترتيبات مناسبة.
في هذه المرة لم يدعو إلى اجتماع تمهيدي كما كان يحصل في السابق، وإنما قرر أن يكون ذلك في فترة لاحقة من خلال الشبكة الداخلية بحيث يقوم كل عضو / عضوة بالاستفسار عن أي نقطة تتعلق بهذه الرحلة.
في اليوم التالي أرسل وافي تعميماً للجميع يفيد فيه بأن على جميع من يرغب بالسفر إلى الرياض وزيارة المهرجان تعبئة استمارة مخصصة لهذا الغرض، تمهيداً للبدء بالحجوزات إلى الرياض ثم العودة، وكذلك ترتيبات الإقامة هناك. وأبلغ الجميع بأنه سيُعقد بعد الظهر اجتماع عن طريق الشبكة الداخلية للوئام للإجابة على الأسئلة والاستفسارات.
كالعادة، وبمجرد طرح هذا التعميم بدأت الاستفسارات من الجميع تتوالى على الأستاذ وافي ومنها ما يلي: -
- رانيا: ممكن آخذ أولادي معاي؟، وهل فيه أماكن مخصصة للأطفال هناك؟
- الجوهرة: صحيح أنا في الرياض حالياً، بس أحب أعرف إذا كان تصرفون لي تذكرة طيران من مكان الوئام إلى الرياض والعكس، مثلي مثل غيري.
- بنت المالود: حالياً أنا في البحرين، ممكن ترسلون لي تذكرة طيران من المنامة إلى الرياض والعكس.
- أبو خالد: ليش ما يتأجل المهرجان شوي .. علشان أروح له مع المدام بعد الزواج إن شاء الله ...
- خلف: كيف موضوع الأكل هناك .. يعني بوفيهات في الفنادق، ولا في المطاعم الراقية؟
- عبدالله: ممكن أشحن السيارة إلى الرياض على حساب الوئام لأني احتاجها هناك.
بمجرد أن شاهد الأستاذ وافي هذه الاستفسارات حتى بادر وألغى الاجتماع، وقال لهم أنه سيطرح تعليمات السفر لاحقاً، من ناسبته أهلاً وسهلاً، واللي ما تناسبه الباب يفوّت "حاجة كبيرة عندها 4 رجول".
لم يستغرب الأعضاء هذه العملية الديموقراطية من الأستاذ وافي، فهم قد تعودوا عليها.
بعد حوالي الساعتين أرسل الأستاذ وافي هذا التعميم للجميع:
يا أعضاء الوئام: (اللي يسمعه يحسب أنه يخطب خطبة الحرب)
- السفر سيكون بالنقل الجماعي المخفض.
- التحرك إلى الرياض سيكون بعد فجر يوم السبت مباشرة.
- السكن هناك سيكون في فندق نجمتين في البطحاء، وسيتم تخصيص غرفتين كبار للوئام، واحدة للنساء، والثانية للرجال.
- بالنسبة للوجبات: ستكون كل الوجبات الثلاث في المهرجان وذلك من خلال المرور على الأجنحة المختلفة لمناطق المملكة وتذوّق وجباتهم المختلفة، وكذلك الحال بالنسبة للشاي والقهوة، (يعني أكل وشرب مجاني لمدة 3 أيام).
- ضروري الالتزام بمواعيد الذهاب للمهرجان والعودة منه.
- خلال الزيارة ... المجموعة تتحرك مع بعضها في نفس الوقت.
تواصلت رانيا مع المدير قائلة: أنا متعودة أفطر كورن فليكس وحليب، والمهرجان ما عندهم هذي الأشياء.
وافي: الله يعينك تعودي نفسك تفطري أشياء ثانية خفيفة وخالية من السعرات الحرارية مثل العريكة، الحنيني، الهريسة باللحم، المعصوب، والتقاطيع.
رانياً: هذي الأكلات الملعقة الوحدة منها فيها ألفين سعر حراري .. يعني دمار شامل.
وافي: يعني وش أسوي أنا؟ .. أفتح لي جناح في المهرجان وأحط لكم فيه كورن فليكس؟
رانيا: أنا قصدي أنا أفطر في الكوفي شوب بدال ما أفطر على أكلات الدمار الشامل.
وافي: أنتِ تأمرين يا رانياً ... بس أخاف إن كل واحد راح يطلب نفس الطلب.
رانيا: الرأي لك .. إن شاء الله ما أحد يلاحظ.
وافي: أهم شيء .. فيه أثنين ما أبغاهم يلاحظون.
برضه الجوهرة تواصلت مع الأستاذ وافي بخصوص الزيارة وقالت له: زي ما أنت عارف .. أنا في الرياض، وسبق لي أن زرت المهرجان، وعندي معلومات شبه كامله عنه وعن مواقع الأجنحة المختلفة فيه.
وافي: ممتاز .. هذا حيساعدنا.
الجوهرة: أنا قصدي أني أكون الدليلة لكم في المهرجان.
وافي: الله يعطيك العافية ... نشميّة ما شاء الله عليكِ.
الجوهرة: بس .. مثل ما أنت عارف أنا عندي بزنس حالياً، وهو مساعدة السوّاح في الرياض.
وافي: يعني وش المقصود؟
الجوهرة: شوف يا وافي ... المهرجان يفتح من الساعة 11 صباحاً إلى 11 ليلاً .. يعني 12 ساعة.
وافي: معلومة مفيدة.
الجوهرة: عادة أنا آخذ 500 ريال على الساعة من عملي كدليلة سياحية في المهرجان .. 500 × 12= 6000 ريال.
وافي: (بدأ يسمع الانفجارات في رأسه) ... أعطيني من الآخر.
الجوهرة: علشان خاطركم أبي أسوي لكم خصم كبير وأخذ منكم 1000 ريال يومياً بس، وبلاش الــ 6000 ريال. يعني 3000 ريال للثلاثة أيام.
وافي: طيب أنا أرد لك بعدين.
بعد حوالي ساعة أتصلت بنت المالود من البحرين بالأستاذ وافي، وقالت له أنها ما تقدر تجي الرياض بدون محرم،
قال لها وافي: بيّض الله وجهك.
المالودية: يعني أجيب إخواني معي؟..
وافي: الله يحييكم.
المالودية: الوالدة وجاراتنا قالوا ودهم يحضرون هالمهرجان.
وافي: الساعة المباركة.
المالودية: يصير عددنا مع إخواني 13 شخص.
وافي: تأصلون بالسلامة.
المالودية: أنا اليوم أرسل لك الأسماء وأرقام الجوازات علشان ترسل لنا تذاكر الطيران، واسم الفندق اللي نبي ننزل فيه.
وافي يقول بينه وبين نفسه (ما دريت ان التذاكر عليّ.): خير إن شاء الله.
المالودية: بعد ساعتين أرسل لك الأسماء.
جلس الأستاذ وافي يكلم نفسه ويقول وش اللي ورطني مع هذولا؟ .. وحده تبي تفطر في الكوفي شوب، و3000 ريال للدليلة، و13 تذكرة طيران دولية الله يعلم بكم، وأنا الحين شغّال على مشروع جديد ... منين أدبّر هالمصاريف؟.
قبل نهاية الدوام مرّ عبدالله على وافي يسلم عليه. رد وافي السلام عليه ببرود وبدون نفس.
: خير يا عم وافي ... سلامتك .. شكلك شائل الدنيا على رأسك.
وافي: يا أخي (هذي أول مرة يقول وافي لعبدالله يا أخي) .. شكلي ورّطت نفسي بهذي الزيارة إلى مهرجان الجنادرية،
: وش مشكلتك؟
وافي: أهل الوئام يستأهلون كل خير .. بس هالأيام أنا عندي التزامات مادية وما أقدر ألبي طلباتهم في المهرجان.
: الصراحة أنت تستأهل ... وش اللي لقفك تجيب سيرة هالرحلة؟ .. أنت مكلف بخلق الله؟
وافي: أنا أحب أخلي الناس مسرورين.
: تبغى الحل؟
وافي: واللي يرحم والديك.
وهنا بدأ عبدالله "ينجعص" وجلس على كرسي من الكراسي وحط رجل على رجل، وقال لوافي: خلي أبو الكلام يجيب لي قهوة .
نادى وافي على العامل "أبو الكلام" وقال له: جيب 2 قهوة.
: شوف يا أخ وافي ... بعد كم يوم فيه معرض كبير للكتاب في جدة، اقترح عليك تعتذر عن مشوار الرياض وتتحجج بسوء الأحوال الجوية، وأنك علشان خاطرهم تبي تعوضهم برحلة إلى جدة لحضور معرض الكتاب وزيارة معالم جدة.
وافي: والله فكرة جميلة.
: لا تشيل هم الإقامة ... فيه سكنين منفصلين للأعضاء والعضوات، اللي يبي يجي حياه الله ... وبالنسبة للأخت المالودية تقدر تجي مع والدتها بس على حساب الوئام.
وافي: الصراحة جبتها يا عبدالله ... الحين أنا مرتاح.
: لا تشيل هم الإقامة، ولا الإعاشة، ولا المواصلات.
وافي: الحقيقة .. أنك ما قصّرت.
: طيب متى تدفع لي أتعابي؟
وافي: أية أتعاب؟
: المشورة والحل البديل.
وافي: أنا كنت مستغرب من طيبتك وكلامك المقبول ... كم أتعابك؟
: بس عشرين ألف يورو.
بدون أي تفكير امتدت يد وافي إلى المبخرة القريبة منه، ورماها على المدعو، ولكنها مع الأسف أخطأت الهدف.