![]() |
محرم و عاشوراء
ما أشبه الليلة بالبارحة .. هذه الأيام تمر بسرعة و كأنها لحظات ، فقد استقبلنا بداية العام الفائت ، و ما هي إلا فترة من الزمن و إذ بنا نستقبل بداية عام جديد ، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة ، و أن نحرص على ملئ صحائف أعمالنا بما يُرضي الله ، و بما يُسعدنا يوم نلقاه . شهر الله المحرّم شهر الحرام مبارك ميمون *** و الصوم فيه مضاعف مسنون و ثــواب صائمه لوجه إلهه *** في الخلــــد عند مليكه مخزون إنّ شهر الله المحرّم شهرٌ عظيم مبارك ، و هو أول شهور السنة الهجرية ، و أحد الأشهر الحُرمِ التي قال الله فيها : و قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد و أبلغ في الإثم من غيرها .{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } . التوبة 36 وعن ابن عباس في قوله تعالى : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن ، و جعل الذنب فيهن أعظم و العمل الصالح و الأجر أعظم . و قال قتادة في قوله : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها . فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " . رواه مسلم 1163 قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرَّم . و لكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان ، فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله . صيام عاشوراء : أولًا : يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ... صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " . رواه مسلم و هذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة و الله ذو الفضل العظيم . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ، و معنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه و الرغبة فيه . ثانيًا : و أما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى . قَالَ : " فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَ أَمَرَ بِصِيَامِهِ " . قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " . قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " . قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " . ثالثاً : تكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة . قال النووي رحمه الله : " يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ، وَ تَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ " . نسأل الله أن يوفقنا لأن تكون كل أيامنا في طاعته و السعي لمرضاته و أن يجعله عام خير و بركة و عز للمسلمين |
رد: محرم و عاشوراء
جزاك الله ووالديك الفردوس الأعلى من الجنة ~
|
رد: محرم و عاشوراء
جزاك الله كل خير اخوي وجعل ماكتبت مُثقل لميزان حسناتك |
رد: محرم و عاشوراء
جزااااااااااااااك الله كل خير
|
الساعة الآن 20 : 11 PM بتوقيت السعودية |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas