عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 06 / 2001, 04 : 02 AM   #1
مجدولين 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 15
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,004
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مجدولين غير متواجد حالياً

افتراضي المثالية والمبالغة " موضوع للمناقشة "


يتعلم الإنسان في سني حياته نظريات ودروس، لا تثبت لديه ما لم تتعرض لاختبار شخصي. وإن مرحلة الغربة لحافلة بالإختبارات والتجارب المتميزة يثبت من خلالها بعض النظريات ويتهاوى في طياتها البعض وينشأ من خلالها الجديد.
من ذلك نظرية المثالية التي نصنف إليها من نستحسن منهم خلقا أو خصلة, فنكمل الصورة النبوية المعصومة لهم في أنفسنا، فلا نقبل فيهم أخذا ولا ردا، ولا نقبل من غيرهم عدلاً ولا صرفا. ولذا عند أول إختبار لشخصهم أمام موقف لا يسع الجاهل فضلا عن العاقل أن يناقش فيه، حين يظهر خطأ من شخصيته نبوية متصورة، ينهار ذلك الصرح الذي بنيناه، ويسقط من أعيننا ذلك النبي الذي بعثناه، فننقلب عليه ونرد آراه جملة وتفصيلا.
تلك كانت المبالغة في الأشخاص وهي أحدى جوانب المبالغة. ووجهها الآخر المبالغة في الأفكار، فعندما نلقى فكرا علمانيا أو كافرا نتصور بأنه شر محض. فلا بد أن الكافر سارق وكاذب، وزان وشارب للخمر، قاطع للرحم وعاق لوالديه. مع أن الكفر إنما هو كفر بالله وما يستحقه من عبادة وهو أمر عقدي. أما الصفات الأخرى فهي جوانب خُلقية، وكل دين حق يدعو إلى نبذها. ولذ فإن أو لما يكتشفه المغترب، هو حسن خلق بعض الكفار كما وصفهم سيد قطب مسلمون بلا إسلام. وتبعا لنظرية المبالغة يبدأ الشخص في الشك في آراء شيخه أو حكيمه.
وإن هذا الأسلوب في التعامل مع الأشخاص لا يورث الأمة إلا التخبط والهوان. فهي تبعث الأنبياء وتتبعهم، ثم تكذبهم وتبعدهم، ضاربة عرض الحائط بكل قول صائب أو رجل حكيم.



أخواني الأعزاء أنتظر ردودكم وتفاعلكم

  رد مع اقتباس