تــذكرتـــك في عيد مولدي .
وأنـــا أراقب عبر النافـــذة عصفوراً يغرد ؛
فيصنــع مع النسيـــم معزوفـــة شجيّـــة .
خُــيّل إلي بأنه يهتف بحروف اسمــك التي لم أستطع النطق بها يوماً ! .
منذ أن رحلت حبيبي وأنـــا لا أدري ،
أروحٌ هذه ما يحتويهـــا جسدي ،
أم لوحــة صامتـــة من لوحاتــك المُــهملة المبعثرة عند الأخريـــات ! .
أسعيدٌ أنت ؟ .
أهذا ما أردتـــه ؟
موتي في عز الشباب ،
حزني مع كل شـــروق ،
و فرحي بكـــل مغيب ! .
غروب يأتي الظلام بعـــده / بعــدك ، فتتوارى آلامي خلفه دون أن يراهـــا أحد سواه / سواك .
أراضٍ أنت بما أنـــا عليه ؟ .
يزورني الشوق كل حيـــن ليدفنني تحت أراضي الحرمـــان والآهـــات .
ويقتلنـــي الأنيـــن الصامت الذي كبّل مشاعري ،
وقوقعهـــا في زنزانـــة عشقـــك حبيبـــي .
حبيبـــي ! .
أتسمح لي بأن أقولها لك ولو لمـــرة .
يحيطـــك من المحبيــن والمحبــات كثر ، وأنا لا أملك سواك .
بخلت بهذه الكلمـــة عليّ يوماً كان مـــن أقسى أيام حياتي على قلبـــي .
فلمَ لا تعطيني الفرصـــة " باسم الرحمـــة " في هذه المرّة لأقول لـــك ....
أحبك ! .
أريد السيـــر صوب الأمـــل ، متنقلّة كفراشـــة في حقول الحيـــاة .
تروينـــي أزهارهـــا ، ترفرف أجنحتي الزاهيـــة على أوراقهــــا .
أتوق حقـــاً لسماع الغديـــر ،
لارتشـــاف الحب الصافـــي ،
لترك الظـــلام والتحليــق في آفـــاق النسيـــان .
لكنــك الأمل .
لكنـــك .. الحيـــاة .
فـ كلمـــا تمنيت التحليق .. وجـــدت نفسي مرميّـــة في الحقـــل .
بلا أجنحـــــة ! .
أيها الطيـــر الجميـــل .
احمل أشواقي إليـــه مذهبـــة بحنيني لعينيــــه .
أبلغـــه بحبي الخالـــص ، بعشقي الطاغـــي ، بصمتـــي المجنـــون ! .
أخبره بأنني لا أقوى على الابتعـــاد عن أي مكان احتضنــــا سوياً ، فكيف له أن يبتعـــد ؟ .
اتركــه يسخط عليـــك ، يرميـــك بالعبارات الجارحـــة والكلمات المؤلمـــة ( كعادته ) .
لكن أرجوك !.
أرجوك .
ارجع .. وصِفْ لي عينيــــه .
هل هي جميلة كما كنت أراهمـــا ! .
حدثني عن غضبـــه وعن سخطـــه .
هل عباراتــــه الناقمـــة غارقة بالحنين كما في السابـــق ! .
كم أحبّ غيري ؟ ، وكم عشق سوايْ ؟ .
أخبرني إذا كان قلبـــه بخيـــر .
حبيبي .
هل هو بخير ؟ .
يا طائري الحزيـــن .
لم يعدْ لي سواك مخلصاً ، فحدثني عن أخبـــاره .
لم يبقَ في حياتي غيرك وفياً ، فلا تبخـــل عليّ بذكر عباراتــــه .
لا تنظـــر إليّ كفتــاة فقدت عقلهـــا ! .
أو كيائســـة فقدت أملهــــا .
بل انظر إليّ كعاشقـــة فقدت معشوقهـــا .
محبـــة فقدت حبيبهــــا .
عليلــــة وجوده شفاؤهــــا .
همســـه شهــد حياتي ، و رحيلـــه نبـــع آهاتـــي ! .
.. ما قبـــل الرحيـــل ..
علمتنــي أن أخط اسمــك بقلمٍ حبره الدمـــوع .
وأن أهتف باسمـــك في صمت ! .
حبيبي .
ها أنا ذا أنتظر طائري الوفيّ .
تبحــث عنه عيناي مع أسراب الطيـــور العابرة أمام نافذتي .
ليدفئنـــي بحنينك ، ويحويـــك بحنيني .
لن أكلّ الانتظــــار .
فأنا بانتظار حبي الأوحـــد .
بانتظارك حبيبــــي .