وقالت مصادر صحافية اليوم أن أمير دولة قطر كان التقى مع والده لمرات عديدة في السنين الأخيرة وذلك خلال الزيارات التي كان يقوم بها بين حين وآخر لكل من باريس ولندن، وكانت واحدة من القضايا العالقة في النقاش بين الرجلين ليس مسألة عودة الأمير السابق إلى الحكم وحسب، بل إن الحكم الجديد كان يطالب والده باستعادة أموال مرصودة باسمه في بنوك أوروبية. وتفاوتت تقديرات المحللين الماليين لقيمة تلك المبالغ، فمن قائل قال إنها حوالي الأربعة مليارات دولار، إلى آخرين قالوا إنها بحدود ستة مليارات دولار، ولا يعرف بعد ما إذا كانت حكومة قطر استعادت بعضها. وتعتقد المصادر أن المصالحة ستشمل السماح بعودة عدد كبير من المسؤولين السابقين الذين كانوا غادروا مع الأمير السابق خلال الانقلاب، أو بعده، إضافة إلى الإفراج عن عدد من المعتقلين بتهمة محاولة الانقلاب التي كشف عنها في العام 1996 ، حيث حكم على 19 من المتورطين بالإعدام، فيما حكم على البعض بالسجن المؤبد وأحكام أخرى تراوحت مددها، وكان على رأس الحركة الانقلابية الشيخ حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني الذي كان وزيرًا للاقتصاد والمال، وبلغ عدد المعتقلين 69 شخصا بينهم عدد من ضباط الجيش ومسؤولين سابقين. وإليه، فإن الأمير السابق العائد شارك في تشييع جثمان آخر زوجاته وأصغرهن وهي الشيخة موزة بنت علي بن سعود بن عبد العزيز آل ثاني التي كانت وافتها المنية يوم الأربعاء الماضي في باريس عن عمر يناهز الخمسين عاما. وكان أمير قطر وولي عهده الشيخ تميم في مقدمة مستقبلي الأمير السابق في مطار الدوحة حيث اكتفت وكالة الأنباء القطرية بالقول في متن خبرها" عاد صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى الدوحة صباح اليوم(أمس)، وكان في مقدمة مستقبلي سموه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، كما كان في الاستقبال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وعدد من أفراد الأسرة الحاكمة". وأضافت " وتقدم صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد جموع المصلين على جثمان الشيخة موزة بنت علي بن سعود بن عبد العزيز آل ثاني، يرحمها الله، بعد صلاة عصر اليوم (أمس) في مسجد المرخية". وقالت في الأخير "وشارك في الصلاة على الجثمان سمو الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وعدد من أفراد الأسرة الحاكمة، وقد ووري الجثمان الثرى في مقبرة الريان"