منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

24 / 03 / 2007, 20 : 08 PM

فقرات من مكالمات الرئيس الأميركي السابق نيكسون الهاتفية مع وزير خارجيته كيسنغر عن حرب أكتوبر

نيكسون يؤكد أن موقف الملك فيصل
«راسخ»
في عدم استئناف ضخ النفط للغرب ما لم توقع إسرائيل اتفاقية فض اشتباك مع سورية

الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

واشنطن: محمد علي صالح
سواء توترت العلاقات بين السعودية واميركا او تحسنت، وإن اشتعلت حرب او همدت، فإن اميركا ستبقى معتمدة على البترول السعودي. والاعتماد مباشر، بسبب البترول الذي تستورده، وغير مباشر لتأثير السعودية على سوق البترول وعلى الاقتصاد العالمي.
احداث الشهور القليلة الماضية، بعد حرب العراق، اثبتت ذلك، واحداث ما قبل ثلاثين سنة، بعد حرب اكتوبر، اثبتت ذلك ايضا.

وكشفت ادارة الوثائق الوطنية الاميركية أخيرا النقاب عن تسجيلات المكالمات الهاتفية التي اجراها هنري كيسنغر عندما كان مستشارا للرئيس ريتشارد نيكسون للامن القومي ثم وزيرا للخارجية، ما بين سنة 1969 وسنة 1976. كيسنغر كان رفض التخلي عن التسجيلات، لكن محكمة فدرالية لم تستجب لرغبته قائلة في حكم قضائي ان الهاتف الذي استعمله وقتذاك كان حكوميا وسكرتيراته اللائي سجلن ونسخن الاتصالات كن موظفات حكوميات.

وهذه مقتطفات، تُسرد بتصرف، من تسجيلات اتصالات تلفونية بين كيسنغر والرئيس نيكسون خلال وبعد حرب اكتوبر(حرب رمضان) سنة 1973. وكانت السعودية ودول عربية بترولية اخرى قد اوقفت ضخ البترول الى الولايات المتحدة تضامنا مع مصر وسورية في الحرب ضد اسرائيل، مما اثر على الاقتصاد الاميركي واقلق ادارة الرئيس نيكسون التي بدأت تفكر في توزيع البترول بالبطاقات:

* 7- 10- 1973: (اليوم الثاني للحرب)

* نيكسون: كيف تسير الحرب؟

كيسنغر: في انتظار رأي الرئيس السوفياتي ليونيد بريجنيف، واذا لم نسمع منه قبل نهاية اليوم سندعو لاجتماع لمجلس الامن لبحث وقف اطلاق النار. ليس معقولا ان تدخل الحرب يومها الثاني ومجلس الامن لم يجتمع.

نيكسون: لا يجب ان ننتظر رأي بريجنيف، ولنفعل ما نريد ان نفعل.

كيسنغر: العرب يحاربون بصورة احسن مما كنا نتوقع، والمصريون عبروا قناة السويس من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية، والسوريون يتقدمون من الجولان نحو الحدود مع اسرائيل. هل تعلم، يا سيادة الرئيس، ان امس كان يوم عطلة يهودية وان المصريين فاجأوا الاسرائيليين؟

نيكسون: مثلما حدث في بيرل هاربر (عندما فاجأ اليابانيون القوات الاميركية في هاواي خلال الحرب العالمية الثانية).

كيسنغر: لكني اعتقد ان اسرائيل ستقدر، بعد يومين، على وقف تقدم القوات المصرية والسورية واجبارها على التراجع. لهذا، اذا طلبنا اليوم من مجلس الامن اعلان وقف اطلاق النار سيقول العرب اننا نعرقل تقدمهم. لكن بعد يومين ستحدد اسرائيل وقف اطلاق النار.

نيكسون: علينا ان نتصرف بما يخدم مصلحتنا، ولا اعتقد اننا يجب ان ننسق مع بريجنيف.

كيسنغر: بعد يومين سيطلب العرب من مجلس الامن وقف اطلاق النار، ولكن اسرائيل سترفض والاسرائيليون قالوا لنا انهم بدأوا يتسلمون الاسلحة التي ارسلناها لهم وانها ستساعدهم على تحقيق اهدافهم.

نيكسون: هذا مفهوم، لكننا يجب الا ننحاز كثيرا الى جانب اسرائيل لأننا لا نريد ان نفقد دول البترول العربية.

* 8- 10- 1973 (اليوم الثالث للحرب):

* نيكسون: وصلتني التقارير العسكرية والسوريون يحاربون بشكل افضل مما توقعت. ماذا عن الجانب الدبلوماسي؟

كيسنغر: وصلتنا رسالة موجهة اليك من بريجنيف يبدو فيها انه ليس متحمسا لاجتماع سريع لمجلس الامن وذكر انه يتشاور مع العرب. لكنه قال انه سحب كل الخبراء الروس من مصر وسورية رغم اعتراض الدولتين على ذلك. وقال انه سحب الاسطول الروسي نحو غرب البحر الابيض المتوسط وتقارير الاستخبارات اكدت ذلك. اسطولهم يتجه غربا واسطولنا يتجه شرقا.

نيكسون: انا قلق لأن اسرائيل، بعد ان تهزم مصر وسورية، ستزيد قوة وتزيد اصرارا على سياستها وترفض اي حل دبلوماسي لمشكلة الشرق الاوسط وتقاوم ضغوطنا عليها. كيسنغر: انا اتفق معك.

نيكسون: لا بد ان تتفق معي. ولا بد ان تفهم اسرائيل ذلك. هل تفهمني؟ انا لن اقبل ان تستمر مشكلة الشرق الاوسط لأربع سنوات اخرى لأنها سوف تعرقل علاقاتنا مع العرب. هل تفهمني؟

كيسنغر: انا اتفق معك، لكن...

نيكسون: لحسن الحظ سوف تنتصر اسرائيل هذه المرة كما انتصرت في حرب سنة 1967. لكن، في الجانب الآخر، هذا لا يعني ان اسرائيل ستفعل ما تريد في المنطقة. انا ارفض ذلك.

كيسنغر: اتفق معك تماما ياسيادة الرئيس وربما ستساعد هذه الحرب جهودنا الدبلوماسية في المستقبل.

* 9- 10- 1973 (اليوم الثالث للحرب):

* نيكسون: اريد ان اقص عليك قصة بنتي «تريشيا». امس كانت ضيفة الشرف في موكب الاحتفال بيوم كولمبس (ذكرى اكتشاف اميركا) في نيويورك. وكانت تعرف ان الصحافيين سيحيطون بها ويسألونها عن الحرب في الشرق الاوسط. ولهذا، قبل ان تذهب، سألتني «ماذا اقول للصحافيين؟» قلت «قولي لهم ان والدي قال ان اهم شيء هو أمن اسرائيل».

فعلا، قالت ذلك. وكانت ردود الفعل في نيويورك (يقصد وسط يهود نيويورك) ايجابية. ولا بد ان تسمع ذلك ايضا غولدا مائير (رئيسة وزراء اسرائيل).

كيسنغر: لا بد ان تسمع. ودينتس (سفير اسرائيل في واشنطن) لا بد ان ينقل لها ذلك. وهو قال لي ان عشرين عضوا في مجلس الشيوخ اتصلوا به وسالوه ماذا يريدهم ان يفعلوا لتأييد اسرائيل في هذه الظروف الصعبة.

نيكسون: في الوقت نفسه، اريد منك ان تتصل به، وتطلب منه الا يتحدث للصحافيين عن تقصيري في مساعدة اسرائيل. انا لست مقصرا كما تعلم. انا اقرأ التقارير الصحافية وهي لا تشير مباشرة الى السفير شخصيا لكني اعرف انه هو او غيره في السفارة، يقولون ذلك للصحافيين. قل له انا غاضب ولن اقبل ذلك. وقل له اذا تكرر هذا ساحمله المسؤولية.

كيسنغر: نعم يا سيادة الرئيس.

نيكسون: اسرائيل ستنتصر في هذه الحرب. لكني لن اسمح لهؤلاء الصحافيين ان يفعلوا ما يفعلون وانا قادر على الحصول على اسمائهم ولن اسمح لهم بخلق مشكلة بيني وبين الشعب الاميركي. (يقصد الصحافيين الاميركيين اليهود الذين يتصلون بالسفارة الاسرائيلية).

كيسنغر: نعم، سافعل ذلك فورا.

* 27-12-1974 (الحرب انتهت، واتصالات لإعادة ضخ البترول):

* نيكسون: امليت على سكرتيرتي روز ملاحظاتي على مسودة الرسالتين (واحدة موجهة الى جلالة المغفور له الملك فيصل)، وقلت لها ان تعطي المسودتين للتصحيح والمراجعة الى سكوكروفت (كان يعمل في مكتب مستشار الامن القومي، وفيما بعد صار مستشار الامن القومي للرئيس بوش الاب).

كيسنغر: وصلتني رسالة من وزير الخارجية السعودي (عمر السقاف) بأن الملك فيصل غير راض عن الطريقة التي تسير بها مفاوضات اعادة ضخ البترول... هذه فرصة مناسبة لنا لنقدم استئنافا آخر للملك لاعادة ضخ البترول. وربما سننجح هذه المرة...

نيكسون: بعد ان يراجع سكوكروفت الرسالتين ارسلهما مباشرة ولا داعي لاعادتهما لي لمراجعتهما مرة اخرى. النقاط التي اضفتها فيها جوانب شخصية لأني اريد ان اعطي الموضوع لونا شخصيا...

كيسنغر: وصلتنا رسالة لك من الملك فيصل، وفيها عبارات مجاملة كثيرة جدا واشادة بكم شخصيا. واعتقد اننا يمكن ان نستفيد من هذه المجاملات الشخصية (في رسالة لاقناع الملك فيصل باعادة ضخ البترول)...

* 28-1-1974 (استمرار اتصالات اعادة ضخ البترول):

* نيكسون: هل هناك شيء جديد اليوم (عن اعادة ضخ البترول)؟

كيسنغر: نعم، يا سيادة الرئيس، وانا كنت ساتصل بك الآن. وصلتنا رسالة لك من الرئيس المصري انور السادات بأن دول البترول ستستأنف الضخ قريبا. ولهذا بوسعك اعلان الخبر في رسالة «حال الاتحاد» امام الكونغرس.

وايضا وردتنا رسالة من الملك فيصل عن موضوع البترول، الا انها ليست مشجعة وليست محددة، مثل رسالة السادات. بيد أن هذا لا يمنع من اعلان الخبر امام الكونغرس. الملك فيصل قال انه لا يريد الاشارة الى اسمه عندما نتحدث عن اتصالات اعادة ضخ البترول. لكن بوسعك ان تقول انك اجريت اتصالات مع حكام عرب كبار، وان لهؤلاء الحكام نفوذا كبيرا في جهود استئناف البترول.

قل في خطابك ان هؤلاء الحكام العرب قالوا لك انهم سيدعون لاجتماع عاجل لدول البترول العربية لوضع ترتيبات لاعادة ضخ البترول. وقل في خطابك انك واثق بأن هذا الاجتماع العاجل سيقود الى اعادة الضخ في المستقبل القريب. الملك فيصل، في رسالته لك، قال ذلك.

نيكسون: لكن هذا ليس وعدا قاطعا. (رسالة الملك فيصل ذكرت ان قرار استئناف الضخ لن يكن انفراديا ولا بد من اجتماع لدول البترول. كما ان الملك فيصل ربط بين اعادة الضخ وضغط اميركا على اسرائيل).

كيسنغر: نعم وعد الملك فيصل ليس قاطعا، لكننا نستطيع تضخيمه والمبالغة فيه.

نيكسون: ربما نقدر على ذلك.

كيسنغر: انا اعتقد ان رسالة الملك فيصل معناها ان الضخ سيستأنف قريبا.

نيكسون: لكن، يا هنري، انا لا اقدر على القول للكونغرس «ضخ البترول سيستأنف قريبا». انا لست متأكدا من ذلك. لكن بوسعي القول «انا اواصل الاتصالات مع حكام عرب كبار لاستئناف ضخ البترول قريبا».

كيسنغر: باستطاعتك القول «لدي تأكيدات باستئاف ضخ البترول قريبا».

نيكسون: لا اقدر على القول «هم اكدوا لى استئناف ضخ البترول قريبا».

كيسنغر: لكن لا تنسى ان تضيف «بعد اجراءات روتينية معينة» (يقصد اجتماع الدول المنتجة للبترول، والتعهدات التي كان طلبها الملك فيصل بالتزام اميركا بالضغط على اسرائيل للانسحاب من القدس وبقية الاراضي العربية المحتلة).

نيكسون: سأقول «بعد اجراءات روتينية معينة، سيستأنف ضخ البترول قريبا».

كيسنغر: نعم.

نيكسون: اذا قلت ذلك في الكونغرس، سيفهم الشعب الاميركي ان الفرج قريب واننا لن نضطر لـتوزيع البترول بالبطاقات. ساعدني يا هنري واضف عبارات تقول ذلك في خطابي الى الكونغرس.

كيسنغر: نعم. ونستطيع، ايضا، ان نضيف عبارات عن جهودنا لحل مشكلة الشرق الاوسط (لأنها اساس المشاكل).

نيكسون: نعم، نسيت ذلك، ولا بد من الاشارة الى هذا الموضوع.

كيسنغر: الاشارة ليست ملزمة، لكن لا بد منها. مثل الاشارة الى اهمية تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242.

نيكسون: نعم، نعم. الاشارة الى القرار رقم 242 هامة، ونقدر على وضعها في فقرة اخرى منفصلة.

كيسنغر: هذا ما يريده العرب.

نيكسون: لنفعل ذلك بحق الجحيم، ولتكون العبارة بارزة ولكن قصيرة.

كيسنغر: نعم، نعم. مسودة خطابك الى الكونغرس سوف تكون جاهزة بعد ثلاث ساعات.

نيكسون: لا داعي للاستعجال. سأنتظر حتى صباح غد.

كيسنغر: ستكون جاهزة بعد خمس ساعات قبل نهاية الدوام.

.................................................. يتبع .................................................. ....