عمر الإنسان ..... هل يقاس بعدد السنين التي عاشها؟!
أم بحجم الشعور الذي يضمه قلبه؟!.....

هنا تختلف الآراء فالبعض يقول:
لا يستطيع الإنسان أن يتجاهل عمره وبالتالي يجب أن يتحكم الإنسان في تصرفاته،
فلكل سن ملامحها التى يصطبغ بها وعلى الإنسان أن لا يتنكر بملامح غير ملامحه.
والبعض الأخر ... يركز على قيمة الإحساس وكيف يشعر الإنسان بعمره
هل يرى نفسه شاباً عجوزاً أم عجوزاً شاباً ؟!
فكثير من الناس قد يلهون عن أنفسهم وينسون في ضجيج وصخب الدنيا أن ينظروا
في شهادات ميلادهم أو حتى يذكروا مواعيد ميلادهم , فهم مشغولون دوما بالأهم والأعظم،
فالدنيا ملهاة ، وقليل من يفيق من تأثيرها ليقف ثابتا ينظر حوله، فالعيون... أغلب العيون
تدور في فلك واحد ، ومحيط قلما يتغير.
وينهمك كل منا في عبور محيطه الخاص وهو في سباحته الشاقة هذه لا يلتفت إلى الآخرين،
ربما كان لا يسمعهم ولا يراهم، فهدير الأمواج يصم الأذان ورذاذ المياه يعيق الرؤية.

وفي النهاية..... عندما نعبر تيارات المياه العاتية هذه.... قد نتوقف برهة.... ننظر إلى أنفسنا
بعين الدهشة.... أحقاً هذا الكائن الغريب هو .... نحن ؟!.

يقول د مصطفى محمود :...إن دقات الساعة تقدم لك زمناً مزيفاً.... إبحث عن زمنك الحقيقي في دقات قلبك ونبض إحساسك

إذا لنتعلم كيف نقيس عمرنا بمقياس إحساسنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين
علينا أن نعرف كيف نجدد حياتنا من وقت لأخر
علينا أن ننثر عبق محبتنا على من حولنا...
ونسقيها بعطائنا...
لنحصد عمرنا الحقيقي...
وأن نحرص طوال الوقت على طرد الضيق والقلق والأحزان...
كي لا نخلف ورائها السموم في الأبدان.

فالإنسان الشاب في نظري هو ذاك المعطاء الذي يتأثر، يحس، يشعر بالآخرين من حوله،
يتألم لألمهم ، ويفرح لفرحهم....
فبقدر ما نتعاطف ، نتراحم ، نتآزر ، نتعاون ... بقدر ما نمارس إنسانيتنا .... نستمتع بسعادتنا
ونهنأ بحياتنا.... بغض النظر عن السنين التي نعيش .... ونحيا!!!

هل ستجواب على سؤالي وتقول لي كم عمرك ....

تحياتي للجميع

أوراق الورد