الموضوع: الذوق
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 04 / 2011, 44 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الذوق


الذوق يُقصد به أساساً حسن التعامل مع الناس بكل أدب وسمو نفس وتقدير واحترام للآخرين ومشاعرهم وظروفهم وعدم إحراجهم عند التعامل معهم. ، كما يعني في ما يعني الحرص على تطبيق النظام وبالتالي تفادي الوقوع في الخطأ،
كما أن الذوق يتطلب صفاء القلب وطهارة النفس، و بُعد في النظر، و ملاطفة في الكلام، و مجاملة في التعامل عند ذلك الشخص المشهود له بالذوق الحسن.
و للذوق فعل السحر في كسب تقديرالآخرين، و الظفر بمحبتهم و القرب من نفوسهم، وتلك أمور يتمناها كل فرد منّا، بحكم تكويننا الإنساني، و فطرتنا الاجتماعية ..
فكم هو جميل أن يكون الذوق هومنهجنا في كل تعاملاتنا سواء كان ذلك في البيت، أو في الشارع، أو في المسجد، أو في المدرسة، أو في العمل، أو في كل مكان أخر....، ويشمل ذلك تعاملنا مع أنفسنا وتعاملنا مع الآخرين.
ففي تعاملنا مع أنفسنا يظهر الذوق أولاً في حرصنا على سلامة سلوكياتنا وتصرفاتنا، كما يظهر بكل وضوح عند ترتيب مقتنياتنا وفي تنسيقها لإظهارها بأجمل منظر وذلك من حيث انتقاء الألوان المتناغمة والأشكال المتناسبة، كما يظهر أيضاً في لبسنا، وليس المقصود هو لبس الغالي وإنما المقصود النظيف المتناسق والمناسب للحالة.

أمّا بالنسبة لتعاملنا مع الغير فهو يبدأ من القلب وكما ورد سابقاً،
ويظهر للآخرين من خلال الابتسامة الصادقة وطلاقة الوجه واحترامنا لهم،
ويصل إليهم عن طريق الكلمةالمناسبة المؤدبة، وعن طريق المبادرة بالمجاملة.
ولعلنا نوضح بطريقة مبسطة كيف يكون "الذوق في تصرفاتنا" وتأثيره على الآخرين.
فنجد أن تبسمنا لمن نعرف أو من لا نعرف يتسبب غالباً في كسر العديد من الحواجز فيجعلنا أكثر قبولاً لدى الآخرين.
ثم نلاحظ أثر الكلمة المناسبة المؤدبة المُشجّعة، والتي لا تجرح الغير، فينتج عن هذه الكلمات بناء جسورالتواصل الصادق بين القلوب،
ثم يأتي دور الأفعال التي تجعل السير على هذه الجسور ممكناً،
أن أبسط مثال على إظهار الذوق هو حينما نتقابل عند باب الدخول إلى المسجد أو المكتب فأقوم بفتح الباب للشخص الآخر ليدخل هو قبلي، فهذا سيؤثر إيجابياً على نفسيته مهما كانت سيئة، وكذلك الحال حينما تنهض من مقعدك في صالة انتظار لتسمح لشخص آخر قد يكون أحوج منك للجلوس فتدعوه ليجلس مكانك.
وقد وردت في سورة الكهف دعوة إلى التلطف في التعامل مع الآخرين وهو من أحد معاني الذوق، قال تعالى: {وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالواربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً} (الآية:19).
ومعنى قوله ( ليتلطف)ليكن رفيقا لبقا غير فظ للحصول على ما يريد و هذا هو معنى الذوق الذي يجب أن يستحضره الناس في تعاملهم مع بعضهم بعضا.
إنه مما يدعوا للأسف أن خصلة الذوق , قد بدأت تتقلص في حالات كثيرة من حياتنا و تصرفاتنا الشخصية والأسرية و الاجتماعية على الرغم أنها لا تكلف شيئاً، وأصبحنا نسمع الألفاظ الجارحة أحياناً يقولها الناس لبعضهم البعض وتكون الطامة أكبر عندما يقولها الصغير للكبير،
ولم يعد مستغرباً أن يتسابق بعض الناس للدخول والخروج، أو عنداستخدام المصاعد، حيث لا يراعي أحدهم الآخر بل أن كل منهم يريد أن يكون هوالأول,
كما أن جدران معظم المنازل أصبحت" مستباحة" لأي شخص ليكتب عليها ويشوهها ويشوه الذوق العام كما يريد.
إذن نحن مدعوون جميعاً لتذكير بعضنا بأهمية هذه الخصلة،وضرورة تعويد أفراد أسرنا وخاصة الصغار منهم على أن يكون الذوق جزء مهم جداً فيتعاملهم مع الجميع.


يقول الدكتور أحمد أمين في احد كتبه ( العقول شيدت المدن والذوق جمّلها).

  رد مع اقتباس