عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 05 / 2011, 44 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي مضمون الألقاب والواقع


هناك ألقاب تتكرر عشرات المرات يومياً في الصحف وفي وسائل الإعلام كافة وذلك عندما تتحدث هذه الصحف وغيرها عن بعض الشخصيات الرسمية مبتدئة الكلام عنهم بذكر لقب أمام أسم كلً منهم، ومن هذه الألقاب:
صاحب المعالي
صاحب السعادة
صاحب الفضيلة
وهذه الألقاب تدل على صفات جميلة يتمناها الجميع، فالكل يطمح بالمعالي، ويتمنى السعادة، ويتشوق إلى الفضيلة.
فهي تدعو للطموح في نفس الإنسان لتقديم أفكاره، وطرح آرائه الإيجابية، ، ويتوج ذلك بما يقدمه من نتاج عملي يخدم به مجتمعه وأمته وإنسانيته.
ولو تمعنّا في هذه الألقاب وما يعنيه كلً منها، لوجدنا أنه يجب أن يكون لدى صاحب المعالي علو الهمة ويقظة الضمير ونزاهة القصد، والإخلاص في عمله، والعدل مع الجميع ، . . . فعندها فقط نستطيع أن نقول عن هذا المسئول أنه "صاحب المعالي".
وحين يكون لصاحب السعادة . . السعادة في نفسه لا من أجلها فقط ولكن من أجل المسئولية التي تنازع راحته . . وتقاسمه أنفاسه . . تعطيه السعادة بعد عمل أدّاه . . وفي أمانة حافظ عليها وعلى قدسيتها . . في مشاركته في آمال وآلام الآخرين . . في عدله مع من يعرف ومن لا يعرف . . . . حينذاك فقط نقول عنه أنه "صاحب السعادة".
وحين يكون لصاحب الفضيلة . . فضيلة تحميه من شر الزلل . . حين يكون قدوة لغيره ويحس أن دخيلة نفسه تردعه عن ارتكاب أي خطأ متعمد، وحين يحس بأن نوازع ضميره المستيقظ تكبته وتعنفه لأنه حاد عن صراط كان لا ينبغي عليه ان يحيد عنه، حينذاك فقط يمكن أن نقول عنه أنه "صاحب الفضيلة"
هذه الألقاب أو المسميات حلوة مُرة . . . سهلة صعبة . .
فهي تجعل صاحبها يُسّر منها، ويسعد ويفخر بها، ولكنها في الأصل أمانة يجب أن يكون من يحملها مؤهلاً للقيام بكافة مسئولياتها،
فلا يخون، ولا يجبن، ولا يتعالى عن مستوى الناس، وإنما يبني واقعه الأسمى،
فتحمل صاحب المعالي للعمل على علو وطنه،
وتجعل من "صاحب السعادة" سعادة تشمل الجميع وتحلق في سماء الوطن، وتملا كل ثغر بالابتسام والأمل،
وتجعل من صاحب الفضيلة فضيلة تطوق المجتمع فتحارب الآثام وتقضي على الخطيئة
هذه هي المسميات التي تزيد في رصيد أصحابها فتخلق فيهم قوة الشخصية وتوجد فيهم التفاعل المثمر بينهم وبين جميع طبقات الأمة في الوطن الواحد.
هذه هي المسميات التي من أجلها نرنو إلى الله ونهفو إليه من كل أعماقنا أن تكون هي الحقيقة الحيّة لكل من تقلد زمام مركز ومقام.


" الخلاصة"

الإطار ( البرواز) وحده مهما كان رائعاً لا تكون له تلك الروعة ما لم تتحدث فيه الصورة الموجودة بداخله عن جمالها وكمال عناصرها، وهذا ما نريده من أصحاب هذه المسميات أو الألقاب، نريد المظهر والحقيقة الحيّة لمضامين هذه الألقاب والمسميات، فالألقاب الخالية من المضمون تكون كغثاء السيل، وهذا ما تبين لنا عندما سالت السيول في جدة وغيرها.

  رد مع اقتباس