عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 07 / 2011, 11 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي تأملات حول الأمل والعمل


من الطبيعي أن يتدبر كل شخص منّا فيما حوله، وأن يُقارن بين ما يقدمه في حياته لأسرته ولمجتمعه، وبين ما لديه من قدرات وإمكانيات، ليعرف من تلك المقارنة مدى قيامه بما عليه من واجبات ومسئوليات تجاه نفسه وأسرته ووطنه، فيحمد الله إن كان قائماً بما يجب عليه، ويراجع نفسه إن كان على غير ذلك.
بالتأكيد فإن المقصّر سيشعر بتقصيره كلما أبصر غيره ممن هم أقل منه من حيث الإمكانياتً يبذلون ويُعطون أكثر منه بدون كلل أو ملل . .
وسيشعر بتقصيره كلما وجد غيره يرحم الآخرين، وأكثر منه ملامسة لقلوب الناس على الرغم من قدرته هو على الرحمة . .
وسيحس بحراجة وضعه كلما راجع نفسه ووقف عاجزاً عن فهم ما أدركه الآخرون الذين تعلموا فعملوا . . بينما توقف هو فتجمد في مكانه . .
سيشعر بعجزه كفرد، وعجزنا كشعب وكأمة وهو يشاهد دولاً وأمماً أخرى تصنّع وتصدّر كل شيء، بينما نحن كأفراد ودول نتنافس على الاستيراد فقط على الرغم مما لدينا من إمكانيات يمكن أن تجعلنا في مصاف الدول الرائدة.
سينتابه الشعور بأنه أقرب للطفيلي الذي لا يهمه سوى تناول الأنواع المختلفة من الطعام بينما الغير يزرعون ويحصدون بسواعدهم وعرقهم وجِدهم . .
وفي نهاية هذه المقارنات سيجد المقصّر بأن كل ما لديّه وكل ما حوله هو من صنع غيره، ولا دور له فيه، وأنه فد فضّل السلب على الإيجاب، والاستهلاك على الاشتراك.
سيشعر بأنه مجرد رقم في عالم يزخر بالخانات والأرقام المفيدة.
فات عليه بأن الآمال تختلف باختلاف الهمم، لأن من الآمال ما لا يُحد،
وفات عليه بأن الأعمال تتفاوت بتفاوت العزائم، لأن من العزائم ما لا تنتهي، فتجعل هذه العزائم البعيد قريباً والعسير يسيراً، والصعب سهلاً.
إن سر الجهاد في هذه الحياة أمل يُخلق، وعزيمة يتبعها عمل يتحقق.
يبدأ برجاء يدعو إلى الغاية، وعمل يسير على الطريق.
العمل والأمل متلازمان دائماً، فلا يعمل غير الشخص الآمل، ولا يأمل غير العامل ، فمن يئس في معترك الحياة يحار ويرتبك ويقف في مكانه ليتخطاه الآخرون.
ولذا فهي دعوة لكل منّا بأن نثق بالله أولاً ثم بأنفسنا للزيادة في التعلم، والعمل بجد لتحقيق آمالنا، وحتى نشعر بأننا نؤدي أدوارنا الحقيقية في مجتمعاتنا.
ولعله من المناسب ونحن مقبلون على شهر الخير شهر رمضان المبارك بأن ترتقي أعمالنا التعبدية خلال الشهر وما بعده إلى مستوى آمالنا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.


دمتم سالمين.


  رد مع اقتباس