عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 12 / 2011, 30 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الحريّة والعبودية


كثيراً ما نسمع لفظا "الحريّة" و "العبودية" عندما نتحدث عن بعض سلوكيات الأفراد والمجتمعات، بل أنه من النادر أن يُذكر أحد هذين اللفظين دون أن يُذكر الآخر.
ومن تعريفات الحريّة أنها حالة التحرر من القيود التي تكبّل أقوال وأفعال الإنسان وإنتاجه تجاه شخص أو جماعة سواء كانت تلك القيود قيوداً مادية أو اجتماعية أو معنوية.
بينما تعتبر العبودية لغير الخالق سبحانه وتعالى أسوأ صفة قد يتصف بها إنسان، إذ إنها تُجسّد تحوّل الإنسان الذي خلقه الله حراً إلى تابع لغيره من البشر، أو أنه عبداً لشهواته وغرائزه.

وللحرية في حياتنا دوائر كثيرة نحرص على أن نعيش بداخلها، وأن لا نتجاوزها حتى لا نكون عرضة للعقاب أياً كان مصدره، وقبل ذلك عرضة لعتابنا ولومنا لأنفسنا.
ولو أردنا أن نتحدث عن الحرية والعبودية في حياة الناس من حيث تعاملهم مع بعضهم البعض، فإننا سنجد بأن في الناس أحراراً لا تستعبدهم رغبة ولا رهبة،
ولا يُسيّرهم حرمان أو طمع،
ولا يذلهم حب الغنى ولا الخوف من الفقر،
هؤلاء هم أصحاب المبادئ السليمة الذين لا يحيدون عنها مهما حدث لهم، المؤمنون بالله إيماناً كاملاً، والحريصون على أن يتبّعوا في حياتهم السيرة القويمة والطريقة المستقيمة العادلة التي لا يميلون عنها مهما كانت الفتن والمغريات.
وهؤلاء يمكن أن نقول عنهم أنهم أحرار بعلاقتهم بغيرهم لأنهم يقولون ويفعلون ما يرونه صائباً فقط، وفي نفس الوقت فهم مقيدون بتصرفاتهم مع أنفسهم تبعاً للمبادئ الصحيحة.

وفي المقابل، نجد بأن من الناس من تستعبدهم رغباتهم وشهواتهم، ولذا نجدهم دائماً كالإمعات لكل من يستطيع أن يحقق لهم تلك الرغبات والشهوات، فيصبحون كالعبيد لذلك الغير ما دام قادراً على أن يؤمن لهم الفائدة أو الشهوة المبتغاة.
وهؤلاء يمكن أن نقول عنهم أنهم أحرار مع أنفسهم، حيث نجد بأنه لا قيود عليهم تجاه نفوسهم وضمائرهم، ولذا نراهم يرمون بالمبادئ والقيم السليمة جانباً، وهم في نفس الوقت عبيد لأهوائهم وبالتالي لبعض الناس الذين يحققون لهم الفائدة، وتلك هي أدني درجات العبودية، وينطبق ذلك بوضوح على مدمني المخدرات وغيرهم الذين لا قيود لديهم تجاه أنفسهم ومجتمعهم، بينما هم عبيد للمخدرات ومن يقوم بتأمينها لهم.

ولعل من أسباب اعتلال بعض المجتمعات وابتعادها عن الطريق القويم هو طغيان عبودية المصالح والشهوات على غيرها، فتكون النتيجة هي انحراف تلك المجتمعات عن الطريق القويم.
ولن تعود المجتمعات إلى الجادة السليمة إلا إذا حرصنا وعملنا على أن تكون مبادئنا وأعمالنا متطابقة مع ما شرعه الله لنا ومع ما فيه صلاح الأمة والفرد، وأن لا نحيد عنها مهما حدث.

حفظ الله الجميع بحفظه.

  رد مع اقتباس