الموضوع: قيمة المشاعر
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 10 / 2012, 29 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي قيمة المشاعر


لكل شيء مادي في حياتنا قيمة، وكلما ندر وجود الشيء كلما ازدادت قيمته وذلك طبقاً للنظرية الاقتصادية المتعلقة بالعرض والطلب، وكلما زادت القيمة انحصر المشترون بالأغنياء فقط لأنهم هم – في الغالب – الأقدر على الشراء.
ولكن هناك بعض الأشياء التي لا تقدّر بثمن، والتي لا يمكن الحصول عليها عن طريق المال مهما كانت الأرصدة المالية في البنوك لمن يريد شراء تلك الأشياء، والسبب في ذلك أنها ليست للبيع ولكنها توهب لمن يرتضيه واهبها. ومن تلك الأشياء التي لا يمكن شراؤها مشاعر الحب وما يتعلق به من الشوق وخلافه.

إن من أكثر ما يُسعد الإنسان هي مشاعر الحب الصادق التي يشعر بها وينالها ممن أحبه، لأنها من أغلى ما يمكن أن نناله، فهي لا تُباع، ولا يمكن الحصول عليها ما لم يمنحها المحبوب عن طواعية.

أن تُحبَ إنساناً بعينه فهذا يعني بأن ذلك المحبوب قد تحصّل منك على مشاعرك الخاصة، وأصبح من أهم مصادر السعادة الدائمة بالنسبة لك، فتتخيله معك وأمامك في كل وقت، وتتمنى أن يكون معك دائماً.

إن كلمة صادقة حانية يقولها لك من تحبه ستساوي الدنيا، وستحولك تلك الكلمة إلى طاقة كامنة تٌترجم إلى عمل مفيد بأذن الله. ولهذا نجد بأن السعادة لا ترتبط دائماً بالغنى، وإنما ترتبط بالحب الصادق الذي لا يستطيع الأغنياء أن يشتروه أحياناً بالمال، ولكنه يُمنح لمن يقرره القلب ليكون سبباً لسعادة ذلك القلب.
والذين تعاملوا بالحب وحده في علاقاتهم، عاشوا سعداء حتى مع فقرهم وعوزهم، وحتى مع إساءة الآخرين لهم . . لأن ينبوع سعادتهم ينطلق من ذاتهم.

إن خفقة قلب بالحب الصادق هي أنقى وأبقى وأثمن من كل عوامل المادة ومؤثراتها، فإذا أحبك الناس بصدق فذلك بسبب خصائص معينة باقية فيك ولا تزول في الغالب إلا معك، ولذا فإن الحب الحقيقي لا خوف من زواله بزوال ما لديك وحولك من مال أو منصب أو جاه، بل ستظل جسور محبة الغير لك منصوبة باستمرار من قبل أولئك الذين يحتفظون من أعماقهم لك بصفاء النفس . . ووفاء الموقف.

إنها دعوة لزيادة مساحة الحب في مجتمعنا لنكون أكثر سعادة، حيث تصفو النفوس، وتسعد القلوب، وترتسم الابتسامة على الشفاه بعد العبوس.

دمتم سالمين.



  رد مع اقتباس