منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

08 / 12 / 2012, 05 : 08 PM

دخلت إلى مفردات عالم الإعلام مفردة جديدة هي " الإعلام الجديد " الذي يعتمد بصورة رئيسية على وسائل التقنية الحديثة وخاصة "اليو تيوب"، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستطيع أي شخص ومن أي مكان أن ينقل أي حدث يقع كما هو وبدون رتوش أو تزييف ويجعله متاحاً للعالم بأجمع خلال ثواني محدودة من حدوثه. ويختلف الإعلام الجديد بالتأكيد عن الإعلام الحالي الذي تحكمه ضوابط كثيرة تحد من مساحة الحرية فيه.

عموماً لست بصدد الحديث عن المقارنة بين هذين النوعين من الإعلام، ولكن ما أردت أن نتناقش حوله هو تأثير بعض ما يردنا من "روابط" تتضمن لكثير من الأحداث المختلفة التي تحدث حول العالم.
فقد شاهدت خلال يوم واحد رابطين لحدثين أثرا في شخصياً ، أحدهما هو انتحار رجل أعمال بريطاني يُقال بأنه مالك لأفخم فندق في بريطانيا، وكان الانتحار بواسطة دواء منوم وقاتل في نفس الوقت ابتلعه المنتحر وهو بكامل قواه العقلية وبحضور سكرتيرته ومحاميه وابنته وبعد أن قال لهم أنه يُقدِم على هذا العمل برغبته واختياره، واستغرقت عملية الانتحار بين توديع المنتحر لمن معه وموته عدة ثواني ليصبح بعدها جثة هامدة

(http://vb.we3rb.com/t89503/ ).

وكان الحدث الثاني هو لوفاة أحد شبابنا في الرياض نتيجة لاصطدام سيارته بشاحنة عندما كان ذلك الشاب غفر الله له يمارس هواية التفحيط في أحد أياء الرياض، وكان الرابط ينقل لمشاهديه مراحل قيادة ذلك الشاب لسيارته وإلى حين وفاته

).

حقيقة، لم يتعود أكثرنا قبل الآن على أن نشاهد الموت على الهواء مباشرة كما يُظهر ذلك هذين الرابطين وغيرهما، فالرابط الأول أظهر لنا الضياع الروحي الذي يفتقده غير المسلمين، ذلك الضياع الذي لا تعوّضه الأموال وكافة المغريات، فلم يجد ذلك الرجل أمامه إلا الانتحار للخلاص من همومه.
بينما أظهر لنا الرابط الثاني الاستهتار بالأرواح والضياع الذي يعيشه بعض شبابنا الذي يمارسون "التفحيط" فيعرضون حياتهم وحياة غيرهم إلى الخطر، ولعل هذا الرابط أكبر قد أظهر لنا بوضوح كيف أن ذلك الشاب – غفر الله له – قد فقد حياته وأحزن والديه وبقية أسرته، كما أنه قد عرّض قائد الشاحنة الذي كان يسير في طريقه إلى مشاكل كثيرة لم يكن له دور فيها.

كم أتمنى أن تكون هناك فائدة لما يتم نقله من خلال "اليو تيوب"، فنعتبر ويعتبر غيرنا، ولا أن يكون الهدف من نقل الروابط هو للإثارة فقط.

دمتم سالمين.