أختي الكريمة طيف المحبة:
بداية أشكر لك طرحك الرائع هذا الموضوع المهم الذي يناقش مشكلة اجتماعية ظهرت من السابق، وزاد حجم ظهورها حالياً.
واسمحي لي بأن استعير جزء من تعريفات الخروف في الموسوعة. حيث عرّفت الخروف كحيوان ثم أضافت: " أننا نقول عن الإنسان إنه خروف إذا كان غبيا،
ولهذا السبب جاءت كلمة خرٌف من خروف بمعنى سطحي أو بسيط في التعامل".
أمّا في قاموسنا فالخرفنة هي ما تفضلتِ بتوضيحه حيث أن من حالاتها عندما تضيع علوم الرجال أمام صوت ناعم جميل،
فتكون النتيجة ابتزاز من صاحب / صاحبة الصوت الجميل لذلك "المتخرفن" المسلوب.
الحقيقة، إن هذا الابتزاز اتخذ صوراً مختلفة، فمنها ما تفضلتِ بالإشارة إليه من استغلال بعض الشباب لبعضهم البعض،
ومنها ما هو استغلال من فتيات حقيقيات لبعض الشباب، ومنها تحايل بعض الذكور لفتيات مستغلين ظروفهن مثل وعدهن بإيجاد وظائف لهن،
أو نقلهن من أماكن عملهن الحالية إلى مواقع أقرب.
ولكن الشيء الذي يُخيف هو تحوّل هذا الابتزاز إلى تجارة، حيث قرأت قبل فترة من أن هناك قوائم تُباع تحتوي على أسماء وأرقام
هواتف بعضاً من الرجال الذين يُعرفون من قبل القريبين منهم بـ(الخرفان)، ويقوم بشراء تلك القوائم من يرغبون باستغلال أولئك الرجال عبر المكالمات الهاتفية
ليتحصلوا منهم على الهدايا و الأموال بدون أي عناء.
وقد لا يكون المال فقط هو ما يريده المبتزون، حيث يتم أحياناً الحصول على أسئلة الاختبار من قلة من المدرسين "المتخرفنين"
عندما يتصل شاب مقلداً صوت فتاة بالمدرس لتبلغه بأن أخيها يمر بظروف أسرية صعبة وتطلب مساعدة المدرس مقابل وعده بالتواصل معه مستقلاً.
ولكن ليست كل وسائل الاستغلال تنتهي بسلام، حيث نقلت الصحف عن قيام الجهات الأمنية بمكة بالقبض على شاب سعودي يبلغ من العمر (٢٥ عاماً)
بتهمة انتحال شخصيةرجل أمن واختطاف فتاة مقيمة تبلغ من العمر (18 عاماً) واغتصابها وتصويرها واحتجازهالمدة 24 ساعة،
والسبب في ذلك هو أته اكتشف بعد أن أهداها جهاز جوال بأنه كانت تخدعه.
اعتقد بأن الأمر بحاجة إلى معالجة عبر الوسائل المختلفة، ومنها وسائل الإعلام المقروءة والمُشاهدة والمسموعة.
مرة أخرى، آمل قبول شكري لهذا الطرح، واعتذر عن مداخلتي المطولة.
كل عام وأنتِ والجميع بخير وإلى رضوان الله أقرب.
حفظ الله الجميع من كل ما يسيئهم.