عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 04 / 2015, 31 : 02 AM   #1
شموع الغربية 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 46606
+ تاريخ التسجيل » 17 / 12 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 8,420
+ معَدل التقييمْ » 2358
شكراً: 14
تم شكره 41 مرة في 37 مشاركة

شموع الغربية غير متواجد حالياً

افتراضي إنهم سارقو الأحلام فاحذروهم..

إنهم سارقو الأحلام فاحذروهم..
/
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبا لك يا ابن عباس ! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي من ترى؟ فتركت ذلك وأقبلت على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسف الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ! ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك ، فأسألك، قال: فبقي الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس علي ، فقال: هذا الفتى والله أعقل مني!
/
في كتابها هكذا هزموا اليأس ذكرت الأستاذة سلوى العضيدان قصة ( مونتي روبرتس) وأنه عندما كان طالباً في المدرسة العليا أعطى مدرس التعبير طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون، كتب مونتي انه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات، أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا وبرر بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدا عن الواقعية ، فما من غلام فقير يعيش في ظهر شاحنه يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها ، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة ، وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى ، قال له مونتي :احتفظ أنت بالدرجة ، وسأحتفظ أنا بحلمي ، واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا ويربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول لأنه فقط لم يدع أحداً يسرق حلمه.
/
ونحن في مسيرنا في حياتنا سيتجلى لنا أناس كثر قد يكونوا أقارب أو أصدقاء أو رؤساء أو زملاء عمل أو عامة الناس مهمتهم هي إقناعنا بالتخلي عن رؤيتنا، سيخبروننا بأننا مجانين وبأنه من غير الممكن تحقيق أهدافنا، سيسخرون منا ويحاولون النزول بنا عن طموحاتنا، أنهم سارقو الأحلام ومحطمو الطموحات، يبذل أحدهم الجهد العظيم لبناء الحواجز أمامنا، تراهم يتربصون بنا الدوائر وينصبون لنا الحبائل بقصد منهم أو بغير قصد إنهم أعـداء في أثواب أصدقاء، وما كل هذا منهم إلا خشية قبول التحدي والخروج من الواقع وضيق الأفق ويمكن أن يكون بسبب خشيتهم أن يبقوا وحدهم في دائرة الفشل التي يستوطنوها وصار أكبر شغلهم هو بغيرهم من العاملين المنتجين، تأمل أخي القارئ في نفسك هل أنت ممن يضيع وقته باشتغاله بغيره وماذا قدم وماذا أنجز وكيف وصل وماذا لديه ولديه؟ هل أنت ممن يبث الحماس والتشجيع والمشاركة بالرأي السديد؟ أم ممن يكثر النقد والتحطيم والتخذيل، هل همك الأكبر هو نفسك وكيف تروضها وترتقي بها؟ أم أنت ممن يئد الأفكار ويلوم المجربين ويجرح في المشاركين ويبرز عضلاته وميزاته على كل من هم أقل منه مرتبة وقدرا، يقول د.إبراهيم فقي في هذا المعنى: لا ترقص على جراح الآخرين، لا تتحدث عن أموالك أمام فقير، لا تتحدث عن صحتك أمام عليل، لا تتحدث عن قوتك أمام ضعيف ، لا تتحدث عن سعادتك أمام تعيس فجراحهم لا تحتمل المزيد، زن كلامك في كل الأمور وأجعل مراعاة شعور الآخرين جزءاً من شخصيتك حتى لا يأتي يوم تجد نفسك فيه وحيدا مع جراحك.
/
إن مما يثبت هول هذه المأساة ما ذكره الدكتور تشيب ستتر بأننا نتلقى في السنوات الثمانية عشر الأولى من حياتنا ما معدله (148000) رسالة سلبية وفي المقابل 400 رسالة ايجابية، ويا ليت الأمر يقف عند هذا بل يستمر ما استمرت الحياة، أذكر أني في فترة ماضية من فترات حياتي عملت مع أحد سارقي الأحلام هاولاء فبعد أن حققت أحد الإنجازات الكبيرة على المستوى الوطني، قابلني قائلا أن هذا العمل الذي قدمته ليس نظاميا وذلك لعدم حصولك على موافقة من الإدارة العليا للمشاركة كما أنه لم يشارك في تقدير هذا العمل بالرغم من تقدير الجميع له، إنها تلك النفسيات المريضة بحب الذات ونكران أعمال الغير الذين لم يفهموا جيدا مبدأ (الناس عيال الله وخيرهم إلى الله أنفعهم لعياله) ومبدأ (لئن أمشي في حاجة أخي أحب إلي من عبادة شهرا) ومبدأ (ليس منا من لم يقدر أعمال الرجال).

في كتابه الذائع الصيت "فكر تصبح غنيا" ذكر "فيليكس جاكسبسون" ما جملته أن الخوف من انتقادات الآخرين يسلب الشخص الضحية القدرة على المبادرة ويدمر قوة خياله ويحد من فرديته وتميزه وقدرته على الاعتماد على نفسه، ويسبب له الضرر في كثير من النواحي الأخرى، وإن أكبر خطر يسببه الآباء لأبنائهم هو كثرة النقد والتحطيم وقلة التشجيع، إنه إذا ضننت أنك هزمت تكون قد هزمت حقا وإذا ظننت أنك ستخسر فأنت ستخسر حقا، ففي هذا العالم نجد أن النجاح يبدأ بالإرادة والأمر كله حالة ذهنية، فمعارك الحياة لا يربحها فقط الشخص الأقوى والأسرع فعاجلا أم آجلا يفوز الرجل الذي يؤمن بإمكانيته في الفوز.

مقال بقلم : عبدالله محي أحمد عسيري
رااااق لي كثيراً

  رد مع اقتباس