السلام عليكم
اليوم انقل لكم قصيدة العصفور للخليل مطران
[poet font="Simplified Arabic,16,indigo,bold ,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.mahroom.net//backgrounds/19.gif" border="double,4,indigo" type=0 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]
كنا وقد أزف المساء = نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى = طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا = وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على = صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل = متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت = وثبا كما يثب الظباء
حتى توارت فيه عني = فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي = ذهيت غليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا = أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت اما باديا = في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة = صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى = حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم = ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني = منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت فقلت : كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم = يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد = فكان أصدق في العطاء
فأجبتها أني رأيت = ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا = كالصبح تم به الضياء
يخفي الكريم مكانه = فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين = وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى = من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف = لم يبق منه سوى الذماء
ظمىن يطلب ريه = جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا الضيف ليلى حين جاء
فرحت بطيب لقائه = فرح المفارق باللقاء
واستنفدت لبقائه = حيل الحريص على البقاء
تحنو عليه كامه = وتضمه ضم الإخاء
فحمدت منها برها = بالبائسين الأشقياء
قالت : وهل لهو ب = عصفور جدير بالثناء
فأجبتها : هي آية = لله فيك بلا مراء
يخفي الكريم مكانه = فتراه أطيار السماء
[/poet]
تحياتي
نور