بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخت جنان

وأنا أتابع الردود شدني ردك على الأخ مرهم

وذلك بقولك :

(أن المطلقة أو الأرملة العاملة لا خوف عليهن هذه الأيام
لأن الشباب يلهثون خلف النساء العاملات بغض النظر هي مطلقة أو بكر أو أرملة)


توقفت طويلاً عند مقولتك وعجبت منك ..كاتبه متميزة تريد مناقشة موضوع هام بطريقة واقعية بعيد عن التجني على طرف معين ثم تورد هذه المقولة التي فيها إجحاف وقسوة على كثير من الشباب ..

حاولت إن اقنع نفس انك أردت البعض ولكن كلمة ( يلهثون) جعلتني اعتقد جازماً انك تقصدين الكل وان حدث استثناء فهو شاذ في قاعدة ثابتة عندك0

واللهاث في المعجم هو: شدة العطش بمعنى إن الشباب أصبحوا عطشى من الأخلاق

والقيم ولا يروي لهاثهم إلا المادة ولتذهب كل المبأدي ..

أنا لا أنكر إن هناك فئة تبحث عن اقصر الطرق للراحة. وهم من وصفتي .

ولكن هناك فئة من الشباب يخافون الله قبل كل شيء ويتمتعون بقيم وأخلاق راسخة

لا يحيدون عنها مهما كانت المغريات.وفي اعتقاد إن هذه الفئة الصالحة أكثر من أولئك الشرذمة اليسيرة ..

ولأن مجتمعنا تعود على بروزة الشواذ والسلبيات فقد برزت هذه الفئة ..

وتعودنا عدم الاهتمام بأي تصرف حسن من قبل الفئة الصالحة لأنا نعتبر ذلك من الواجبات عليهم وعند حدوث أي تقصير منهم نندفع في اللوم وإظهار السلبيات..

ولذلك كثر اعتقادنا إن مجتمعنا السلب فيه أكثر من الإيجاب...

هذه نقطة لم اقدر على تمريرها رغم محاولتي السكوت عليها ولكني لم اصبر على عتاب النفس وتحفيزها وتلميحها إلى إن من بدأ شيء عليه إن يتمه أو يعتذرو يقف.

مع الاعتذار للأخ مرهم وللكاتبة لتدخلي بين ردودهم

وعندما وصلت لردك عليّ وجدتك تكررين نفس الشيء وذلك بسؤالك

(ولكن أريد أن أسألك .. لو كانت موظفة هل ستقبل الزواج بها ؟؟)

سؤالك زاد من تعجبي وصدق توقعي وكيف جعلت المادة تطغى على كل شيء

رغم أني كنت واضح في الرد حول موضوع الأرملة ( ورفضتها من حيث المبدأ وشرحت السبب)

ولكن إصرارك بفرض المادة على القيم(عند الشباب) جعلك تدرجين السؤال في

محاولة منك للتأكيد على إن الشباب يبحثون عن المال قبل كل شيء..

وأنت تعلمين إن القناعة إذا وجدت وجد معها الرضا وان نزعت ذهب كل شيء

الأخت الرائعة جنان

كانت هذي مجرد وقفة مع بعض ما لفت انتباهي في ردودك

على أمل أن تتقبليها برح الكاتبة المبدعة وهذا لا ينقص منك بل يدل على ما تتمتعين به من رقي وذوق

وكما تعلمين إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

وان حصل اختلاف من حيث التوجه والفكر فيبقى في حدود الموضوع ولا يُبنى عليه شيء

تقبلي شكري وتقديري واعتذاري لك

مع التأكيد على أفضليتك وتميزك في الوئام عامة وفي موضعك هذا خاصة

مع أجمل تحية