الموضوع: حزن بصوت مرتفع
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 10 / 2008, 08 : 05 AM   #1
برلنت 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 38651
+ تاريخ التسجيل » 11 / 09 / 2008

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 176
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

برلنت غير متواجد حالياً

افتراضي حزن بصوت مرتفع


جروحي عورة
والحروف .. ثياب !
أطرافي جريد يابس
وضلوعي حطب وأخشاب
يا صاحبي الحنون القاسي
ولو أتعبوني الناس
خطوة وطريق
مشاريه وعتاب
تدري .. وأدري
ما ذخرتك إلا ..
طعنة .. وحريق
جرح ..وغياب
يا صاحبي الطيب الملعون
شب فـــ أطرافي
واتركني ..
تاكلني ناري ودخاني
جيت أبسكت .. ولا أمداني
وبموت ..
ما لقيت لـجروحي .. ثياب !


لا شيء ..
أنني فقط أحاول أن أحزن بصوت مرتفع، كي أطمئن أن أوجاعي ما زالت بخير وأن هناك ما أحيا من أجله !
فـعلى السادة أصحاب القلوب الرقيقة وضع كريمات الصباح، وإلباس قلوبهم ملابس دافئة وإخراجها في نزهة، كي لا تصاب بشراتها بأي تجاعيد !
وعلى الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين جرحا مراعاة فارق "الحزن" !


أنكرتني المرايا ..
لا الوجه وجهي .. ولا يشبه سواي !
غيابي يمضغ حضوري، ولم يترك لي منه سوى ثياب .. وأهداب !
يناديني الناس بـاسم لا أعرفه، يقسمون أنه لي، وأن هذا وجهي وعيناي وشفتاي !
وأقسم لهم أنني لا أعرفهم ... ولا أعرفني
فقد أضعتني منذ قرون .. أضعتني
في خصور النساء وكلمات المرور للبطاقات الائتمانية !
أضعتني ..
في جواز وحقيبة سفر، وحين عدت كان الوقت متأخرا وقد أقفلت المدينة أبوابها، فأخبروني أن من يعود متأخرا ينام دون غطاء وسرير !
أضعتني ..
حين اعتقدت أن عيون الناس "مرآتي" التي أمشط عليها فرحي وأرتب نهاري !
أضعتني ..
وعلى الذين يجدونني أن "لا" يعيدونني إلي .. لعلي أنساني !
فليس أتعس من ضياعي .. سوى محاولة إيجادي
فنحن لا نحسن إلى ميت حين نجدد رقم حسابه البنكي ونضع في رصيده ثروة !

كيف يمكن أن "تتخلص" من قلبك في أسبوع ..؟!
أطلب من عامل "البوفيه" أن يعامله كأي لحم رخيص ويقوم بتقطيعه أمامي كي أتأكد أنني حين أعود إلى غرفتي لن أجده مستلقيا على سريري وفي يده الريموت كونترول ويتابع ما تيسر له أن يسرب من أخباري على القنوات الفضائية !
أطلب منه أن يضعه في ساندوتشات ويبيعه للناس مجانا ومعه علبة كولا، فيخبرني أن لا أحد سيأكله لأنه أسود .. وران عليه المكر !
أحاول أن أضيعه خارج حينا، أرميه في شوارع لا يعرفها ولم يسبق له أن أرتكب فيها حزنا ولا خطيئة.. ولم يسبق لأهلها أن شاهدوا "شيئا" يشبهه !
فيعيده إلي الغرباء كل مساء ويخبرونني أنهم وجدوه متعلقا بمنارة مسجد !
هو فقط يمعن في إيذائي ..
ويحاول أن يخبر الناس أنه أفضل من صاحبه رغم أنني أعلم ويعلم أنه لم يسبق له "التعلق" بمساجد !
أخبروني أنه بكى وحدثهم طويلا عن الوحدة والبرد وقساوة أن لا يكون لك غرفة وسرير تأوي إليها حين يوتر الناس وينامون !
في عيون الناس هو عصفور يخيفه غروب الشمس فيعود لعشه وأغصانه
ووحدي أعلم أنه كان طوال النهار نائما، وجاء الآن ليعربد في صدري يشرب خمرا ويكتب على جدران روحي شعرا حداثيا وأسماء ... ويرسم صورا لـنساء !
يا قلبي الكذاب ..
لا تشعل الذاكرة بردا وأحزانا، وتحفر أجفاني ليلا وسهرا فوحدك تعلم ..
لم يصدق معي سوى دخاني وفناجين القهوة، ربما لأنها لم تتعلم الكلام بعد !


هل أنت مثلي ..
تشعر أن قلبك عميل سري
جاسوس .. يخونك ويعمل ضدك بدون مقابل !
هو فقط يستمتع بوظيفة "ترمومتر" لقياس درجة الألم في روحك .. وضلوعك !
قلبي ..
مجرد شريحة الكترونية زرعوها في الخطوط الخلفية لصدري، كي أكون مكشوف الحزن أمامهم !
إنهم يترصدونني ويعدون علي "أحزاني"
يغتابونني .. وقلبي من يطعمهم لحمي ميتا !
قلبي ..
الذي يعجب "الغرباء" حديثه عن الصدق والإيمان .. وتفاهة الأشياء !
يغويهم ترتيله القرآن
ركوعه .. وإطالة سجوده
يأسر "قلوبهم"
فيتخذوه إماما .. ومن خلفه ذنوبي !
يرضي كل الناس .. ولا يرقب في ضلوعي إلا ولا ذمة !
يا قلبي الكذاب ..
وإن صدقك الناس وحدي أعلم أنك لا تتوضأ ... وتستدبر القبلة !

هل أنت مثلي ..
تدعو الله في سجودك أن يطهر قلبك من الرياء والنفاق .. ووجوه الذين يحتلونه
وبين السجدتين تشعر أن في دعائك تزكية وثناء لـقلب يريدها عوجا
فتدعو الله في السجدة التالية بصدق .. واستسلام
" اللهم أبدلني قلبا خيرا من قلبي "


هل أنت مثلي ..
يناديك الناس بـاسم ليس لك
ويقسمون أن هذا وجهك، شفتيك وعينيك .. ويهدونك "الحزنين" !
فيخطر في بالك أن تجمع ما تبقى منك وترحل تاركا لمن خلفك جروحك .. حروف وآية
فتتذكر أن الجهات أربع ..
لكن "قلبك" واحد ..
فتعود للبحث في الكتب وعلى ألسنة العجائز والأطفال ..
كيف يمكن لـتائه أن "يتخلص" من قلبه في أسبوع ..؟!





غابت الشمس ..
ودقوا الأغراب بابي!


بقلم الشباك



رأصني ياجدع...

 

  رد مع اقتباس