عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 03 / 2010, 52 : 09 AM   #1
المحب لكم 
ضيف

 


+ رقم العضوية » 40742
+ تاريخ التسجيل » 22 / 12 / 2008

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 617
+ معَدل التقييمْ » 332
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

المحب لكم غير متواجد حالياً

افتراضي سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم
لحوم العلماء مَسمُومَة
د. ناصر بن سليمان العُمــر

المنهج الصحيح والعلاج الناجح لهذه القضية
وبعد أن عرفنا الآثار المترتبة على أكل لحوم العلماء ، ننتقل إلى بيان المنهج الصحيح ،
ووصف العلاج الناجح تجاه تلك القضية
وذلك في نطاق آفاق ثلاثة :
1- ما يجب على العلماء في هذا المجال .
2- ما يجب علينا تجاه العلماء .
3- السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء .
أولاً : ما يجب على العلماء :
إنعلى العلماء أن يحُموا أنفسهم ، ويسدوا الذرائع المفضية إلى أكل لحومهم . وقدوتهم في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : (( على رسلكما ، إنها صفية )) هكذا دافع المصطفى عليه الصلاة والسلام عن نفسه وحمى عرضه ، مع أن الموقف مع صحابته الأطهار الأخيار ، حتى لقد استغربوا من قوله ، فبين لهم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
ويمكن بيان كيفية حماية العلماء لأنفسهم في الأمور التالية :
1- أن يكون العالم قدوة في علمه وعمله .
2 - أن يتثبت العالم في الفتوى ويكمل شروطها .
3- أن يحذر العالم من الاستدراج، والاستغفال والتدليس .
4- أن يكون جريئا في الحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم .
ثانياً : ما الواجب علينا اتجاه علمائنا :
1- أن نحفظ للعلماء مكانتهم و فاعليتهم في قيادة الأمة وأن نتأدب معهم .
2- أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله ، وهم الأنبياء والملائكة .
3 - أن ندرك أن الخلاف موجود منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة .
4- أن نفوت الفرصة على الأعداء، و ننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم .
5 - أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن :
6 - أن ننتبه إلى أخطائنا وعيوبنا نحن، وننشغل بها عن عيوب الناس عامة ، وعن أخطاء العلماء خاصة .
ثالثاً : السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء :
بعض الناس اليوم وقعوا بين إفراط وتفريط، ففريق يطعنون في العلماء ويتهمونهم كلما قالوا شيئاً.
وفريق آخر ، إذا سمعوا عالماً أو طالب علم يُبين الحق بدليله قالوا : إنه يقع في أعراض العلماء ، ويُحدث فتنة .
وكلا الفريقين مجانب للمنهج الصحيح في هذا الباب .
فما المنهج الصحيح الذي نجمع فيه بين بيان الحق وحماية أعراض علمائنا , غير ملتزمين بقولٍ إلا إذا كان مقروناً بالدليل ؟
يمكن توضيح ذلك المنهج كما يلي :
1 - التثبت من صحة ما ينسب إلى العلماء .
2 – أن نعرف أن عدم الأخذ بقول العالم ، وأن مناقشته والصدع ببيان الحق، يختلف تماماً عن الطعن في العلماء .
3 - أن يقصد المتحدث بكلامه وجه الله جل وعلا .
4 - الإنصاف والعدل .
والعدل والإنصاف مع العلماء يتضمن أموراً :
أ - الثناء على العالم بما هو أهل له .
ب - عدم التجاوز في بيان الخطأ الذي وقع فيه .
5 - أن نسلك منهج رجال الحديث في تقويم الرجال :
6- أن نعلم أن خطأ العالم على نوعين : ( خطأ في الفروع ، وخطأ في الأصول ) .
* أما مسائل الفروع فهي مسائل اجتهادية ، يجوز فيها الخلاف ، فإذا أخطاء فيها العالم ؛ بيّناّ خطأه فيها ، بدون تعرض لشخصه .
* وأما مسائل الأصول ( العقيدة ) ، فيبيَّن القولُ الصحيح فيها ، ويحذر من أهل البدع في الجملة ، وينبه إلى خطورة الداعي إلى بدعته ، بدون إفراط ولا تفريط .
يقول شيخ الإسلام : ( أهل السنة أعدل مع المبتدعة من المبتدعة بعضهم مع بعض ) .
فالمبتدعة يأكل بعضهم لحوم البعض ،وكل فئة تغمط الأخرى حقَّها ، وأما أهل السنة فينصفون ، حتى مع الكفار ، فضلاً عمَّن كان مخطئاً خطأ ً دون الكفر .
7- أخيرا ، إذا أمكن الاتصال بمن وقع منه الخطأ- سواء في الأصول أو الفروع، لعله يرجع إلى الصواب ، فهذا أولى .
*************
أرجو متابعة بقية السلسلة
وشكراً .

  رد مع اقتباس