عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2009, 37 : 06 AM   #7
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,652
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 264
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 7 )
والله وصار لنا باص

بعد عدة دقائق استغرقتها سيارتنا حتى تستقر من موجة تأرجح مرعبة على طريق الموت ، بادرت صفية بقولها ( بو عبد الله لازم يموتنا موتة معتبرة مو أي كلام.. يعني نصطدم بشاحنة كبيرة أوجه كثير من صدمتنا بكامري ) فانفجرت المعلمات بالضحك رغم أننا لم نفق من صدمتنا وخوفنا على أنفسنا وإذا بليلى تدندن في الخلف وبشكل هستيري كوميدي ( اثنتا عشرة معلمة ماتوا من أجل صالون ) على غرار ( أربعة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق ) وهي الجملة التي رددها أحد البحارة في مسلسل كرتوني للأطفال. وعرفنا لاحقا أن هذا السائق لم يمنح رخصة قيادة أصلا لأنه ضعيف النظر ولا يرغب بارتداء النظارة.
على كل حال لازلنا نحاول أن نسير بحياتنا نحو الاستقرار أو هذا ما نحاول القيام به في تجاربنا المتعددة في تغيير السكن والسائق ومواعيد رحلاتنا إلى الأحساء. وما ساعدنا على ذلك زيادة أعداد المغتربات بصورة سريعة وكثيفة مما خلق لنا بيئة بديلة يجمعنا فيها نفس الهدف وهو أن نجعل حياتنا أكثر راحة وأن نوجد أسبابا كثيرة للمتعة للقضاء على البؤس الذي تولده الغربة ، ومن الأمور الرائعة التي قامت بها المجموعة هناك بعد أن فاق عدد المغتربات من الشرقية بمناطقها المتفرقة ثلاثين معلمة وانضمت إلينا بعض المعلمات من حوطة بني تميم التي كان سائق النقل الجماعي ينادي على الركاب بعد وصولنا إليها بقوله ( الحوسة ) وكنا نعتقد جادين أنها منطقة تسمى الحوسة بالفعل حتى قال ذات مرة ( حوسة بني تميم).
فأدركنا مغزاه الساخر فثار عليه عدد من الركاب الشباب خاصة أنه مقيم وليس سعودي حتى ألزموه بالاعتذار علنا ، قامت هذه المجموعة بإيجاد باص مستأجر عوضا عن باصات النقل الجماعي التي تأخذنا إلى الأحساء على طريق العودة من نجران ويصادف في أحايين كثيرة عدم جود مقاعد لنا حيث نعود بخيبتنا وشوقنا بانتظار رحلة أخرى. لذلك فرحنا جدا بهذا الباص الذي أسموه باص المعلمات لكون الركاب جميعهن نساء ما عدا السائق وكنا نحن من الأعضاء الدائمين فيه واتفقوا على أن يغادر مزودا بالفرحة إلى الشرقية يوم الأربعاء ويعود محملا بالألم يوم الجمعة.
من ناحية أخرى.. عثرنا على شقة دائمة توفيرا لبعض النقود وكانت هذه الشقة في وسط محافظة الأفلاج أو في منطقة ( ليلى ) وسميت ليلى بهذا الاسم نسبة إلى ليلى عشيقة قيس بن الملوح فالأفلاج هو المكان الذي احتضن قصة العشيقين قيس وليلى وجبل التوباد مازال شاهدا على أحداث تلك القصة ، على كل حال وبعيدا عن قصص المحبين فشقتنا هذه لا تقل سوءا عن غرفة الفندق لكن هي الوحيدة التي استطاعت تلبية احتياجاتنا فهي شقة واحدة مصممة على جزأين وسيكون الرجال في قسم والبنات في القسم الآخر.
صاحب البيت رجل أرمل طاعن في السن رث الهيئة ثقيل السمع بعض الشيء كل يوم فجرا تسمع تهليلاته تخترق حواجز غرفنا وهو خارج إلى المسجد ، ينوي الزواج حسب ما ذكر لوالدي ووالد ليلى بعد أيام قلائل حيث مضى على وفاة زوجته وأم أولاده شهر وخمسة أيام ويرى أنها مدة طويلة.
جاء بزوجته ذات يوم بعد أن أتموا مراسم الزواج عائليا كما علمنا في بيت أهلها، زرناها بعد أسبوع لنبارك لها لكننا لم نصدق أعيننا..
كان عمرها تقريبا سبعة عشر عاما جميلة هادئة رقيقة الطبع.
سألتها ليلى بفضولها المعتاد لماذا تزوجتي هذا الرجل ؟ وهل يستشيرونكم قبل الزواج ؟ بكم سنة يكبرك ؟ وهل تفكرين في الإنجاب منه ؟ والكثير الكثير من الأسئلة المحرجة وكانت (هيا) هذا هو اسمها تكتفي بابتسامة لكنها عقبت في نهاية الأسئلة بو سعيد رجل طيب وسخي وما شفت منه إلا كل خير وأنا أحبه لأنه زوجي.. وفي نهاية اللقاء قالت زوروني سأكون وحيدة.. أهلي من ( الأحمر ) وهي بعيدة جدا من هنا وأبو سعيد شرط علي ما يوديني إلا مرة بالشهر.
سمعنا هاتفهم يرن فقلنا لها هل يستطيع أهلنا الاتصال بنا عن طريق هاتفكم ( قبل انتشار الجوالات ) تعبنا من التردد على كابينات الاتصالات. فرحبت ثم قالت بشاور أبو سعيد ولو أني متأكدة أنه بيوافق. فأصبحنا نستقبل كثيرا من اتصالات أهلنا على هاتفهم.

  رد مع اقتباس