عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2009, 39 : 06 AM   #9
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,652
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 264
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 9 )
ماتشوف شر يابو إبراهيم

في ليلة بائسة قمنا فزعات من النوم على صوت أبي ياشيخة.. شيخة.. هرعت مسرعة إليه مابك يا أبي.....
شوفي لي رقم الإسعاف يابنيتي اتصلي عليهم.. خير يابوي وش فيه؟
أجابني وبه قلق لم يستطع إخفاؤه، أبو إبراهيم مادري وش فيه يبي له طبيب.
سمعت حوارنا ليلى خرجت من الغرفة مسرعة وقد التحفت بملاءة السرير تصرخ أبوي وشفيه.. دخلت هي لتطمئن على عمي أبو إبراهيم وأنا وقعت في حيرة مؤلمة لا أحد من الرجال (الشيبان) هنا يقود سيارة ولا نملك هاتفا.. فليس أمامنا إلا أن نوقظ أصحاب البيت وقد تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
قال لي أبوي خلك عند زميلتك وخففي عنها وأنا أتدبر الأمر..
سمعنا صوت الباب وأبي يطرق بكل ما أوتي من قوة على أبي سعيد حيث ردوا عليه بعد ربع ساعة على الأقل وهاتف الإسعاف. أما أنا فقد أيقنت بعد مشاهدة عمي أبو إبراهيم أنه على شفير القبر. فقد كان متشنجا وقد تسمرت عيناه في السقف وتجمع حول فمه رغوة بيضاء لكنه كان يتنفس بقوة.
ما هي إلا دقائق حتى قدم أبي ومعه أبو سعيد ارتفع صوت أبي سووا طريق يا بنات صرخت ليلى لا.. مابي أخلي أبوي بقعد عنده. كان أبي يسأل عن إمكانية إيجاد سيارة أجرة لإسعافه إلا أن أبا سعيد قال لن تجد هنا تاكسي مهما حاولت على الأقل تمشي نص ساعة على رجليك.
كنا أنا وليلى نقف خلف الباب نسمع ما يقولون وصل الإسعاف وكان أبي يخاطب أبو إبراهيم طوال الوقت حتى حمله المسعفون قل لا إله إلا الله يابو إبراهيم اذكر الله.. اذكر الله يابو إبراهيم
لا تجزع.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا..
وأعتقد أنه كان يريد أن يتأكد ما إذا كان فاقدا للوعي أم لا.
امتد انتظارنا أنا وليلى حتى الثامنة صباحا وكانت في حالة يرثى لها وبين نوبة من البكاء وأخرى تسألني: شيخة برجع مع أبوي ولا بدونه؟ وش أقول لأمي؟ أقول لها أنا اللي قتلت أبوي؟ ورغم أني كنت أهدأ من روعها إلا أن أسئلتها تزرع الخوف أكثر في نفسي.
جاء أبي فقمنا إليه بسرعة.. كانت أسئلة ليلى متلاحقة وسريعة
قال لها اطمئني يا ابنتي إن شاء الله خير وبنوديك العصر تشوفينه.
يعني وش فيه ليش صار كذا؟
هنا لم يجد أبي طريقا للهرب.. جلطة خفيفة وعدت على خير تمر ما تضر إن شاء الله. سقطت ليلى على الأرض سكبت الماء على وجهها احتضنتها وبكينا طويلا.
العصر واجهت ليلى الحقيقة التي لا تقبل المواربة ولا التجزئة. شلل نصفي وعدم القدرة على النطق ولم يسمحوا لنا بالدخول لأنه كان في غرفة العناية المركزة.
ولأن عمي أبو إبراهيم ليس لديه أولاد وإبراهيم اسم تكنى به تيمنا وتفاؤلا بقدوم الولد الذي لم يأت. فإن ليلى اتصلت بأختها الكبرى وزوجها وأخبرتهما بالأمر كي يتدبروا أمر نقله إلى هناك.
كان أسبوعا كئيبا يخيم عليه الحزن لم تذهب فيه ليلى إلى الدوام وكانت تمر بحالة نفسية سيئة وتردد أنا السبب..
أما عمي أبو إبراهيم فقد نقل بسيارة إسعاف مستأجرة إلى الشرقية وكان يتحسن ببطء شديد.
عادت ليلى مع أهلها وتركتني أواجه الوحدة والهم والألم ويرعبني هاجس فقد والدي الذي هو الآخر يعاني من اعتلالات صحية.
كنت أطمئن على ليلى ووالدها بالهاتف استقرت حالته لكنه مازال مشلولا معتلا لا يستطيع الكلام أو الحركة.
عادت ليلى بعد غيابها الأسبوع الثاني على التوالي.. لكنها ليست ليلى التي أعرف واجمة طوال الوقت اختفت روح الدعابة والمرح من حديثها.. قالت لي تعرفين؟ لم أكن أنوي العودة مجددا لكن أخواتي أصررن علي، قلن إنه قضاء الله وشيخة أخت لك ووالدها والدك، قلت لها وهل كنت بحاجة إليهم لتدركي مثل هذا الأمر؟ لكننا أنا وأنت ياليلى نواجه مصيرا مظلما وإن لم نتحرك عاجلا سينتهي كل شيء.

  رد مع اقتباس