عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 08 / 2006, 58 : 01 AM   #1
شروق الوئام 
مدير المراسم الوئامية

 


+ رقم العضوية » 19401
+ تاريخ التسجيل » 08 / 05 / 2005

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 9,230
+ معَدل التقييمْ » 253
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

شروق الوئام غير متواجد حالياً

افتراضي حقوق المرأة السعودية بين زواج المسيار والأسهم النقية



حقوق المرأة السعودية بين زواج المسيار والأسهم النقية


د. عبد الله مرعي بن محفوظ - 22/07/1427هـ


دار حوار اجتماعي مع زوجتي (أم عيسي) بسبب موضوع الغلاف لمجلة "سيدتي" حول معاناة ومطالب المرأة السعودية، وقالت: إننا نرفض دعاوى حقوق المرأة من المنظمات الأجنبية كافة وكل شعاراتها(بتحرير المرأة) لأننا نعلم أنها تنطلق من دوافع ومنطلقات غربية، وتسعى إلى تحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن طبيعة الأمة الإسلامية وأهدافها.
ثم استدركت وقالت: أليس صحيحاً أن بعض النساء في مجتمعنا يعاني صنوفاً من الظلم والاضطهاد؟ فقلت متعجبا كيف؟! قالت مثال على ذلك تُسلب حقوقها المالية من زوجها وتُماطل الأم في قضياها الشرعية، وتُحرم من إدارة ميراثها الشرعي بدافع المحافظة عليها. وتقلل حصصها الشرعية في الشركات العائلية، ألا يُعد هذا تعد على أوامر الله الذي قسَّم المواريث وجعل لكل فردٍ نسبةً معينة؟ كذلك ألا يُعد ما ذُكر سابقاً تعدياً على أحكام الله، بقوله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة: (229).

ثم لماذا يستمر مسلسل المنع من العمل بعد التعليم؟ برغم التغير الإيجابي الذي شهدته المرأة السعودية في مجالات العلوم والمعرفة، حيث شكَّلت المرأة 58 في المائة من العدد الإجمالي لطلاب الجامعات خلال العام الماضي، أليس لدينا حالات خاصة للمرأة تجبرها الحاجة العظيمة على العمل مثل الأرملة والمطلقة والعانس واللاتي تمتلئ بهن قوائم الجمعيات الخيرية ويُقدر عددهن بمائتي ألف حالة؟!.

هل يعقل أن يكون هناك عجز عن إيجاد حلول شرعية لعمل المرأة؟! أليس هذا الأمر أفضل من إيجاد حلول شرعية لزواج المسيار أو البحث عن مخرج شرعي للمعاملات البنكية أو استنباط فتاوى شرعية للأسهم النقية؟!. هنا هززتُ رأسي مبتسما مشيراً إليها بأن تُكمل حديثها لأنني أعلم أن (أم عيسي) لا تحب الحديث عن زواج المسيار، وهنا استرسلتْ في هذا الموضوع بالذات.

وقالت: ألا ترى أن المشكلة تكمن أساساً في حرمان المرأة من الزواج ممن تريده (مع أهمية أن يكون صالحاً) ولكنها تتأسف (على حد قولها) بإن المشرع والنظام لا يعاقب بل يُعطي الأب حق تزويج المرأة إكراها أو قسراً ممن لا تريده، وتؤكد أنه ليس من العدل أن تُجبر المرأة على الزواج من رجل لا تطيقه ثم تنجب منه أبناء وبعدها تُطلَّق وتُسرح مع أبنائها.

وتطالب كل أب بأن يتق الله وينشد مصلحة ابنته وسعادتها؛ ويجادلها بالحسنى ويحاول إقناعها بالمنطق بمزايا من تَقدَّم إليها وألا يرغمها على الزواج إذا أصرَّت على رأيها، حيث ثَبَتَ في السنة النبوية الشريفة أن الرسول الكريم أمر أحد الصحابة بتطليق زوجته لأنها لا تطيقه بغضاً، كما أنه، صلى الله عليه وسلم، قال(لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ) متفق عليه.

وبرأيها أن الزواج قسراً خلَّف مآسي اجتماعية متعددة، نتج عنها سوء المعاشرة وتَجبُّر الرجال على النساء، وإرغامهن على التنازل عن حقوقهن التي فرضها الله؛ كالتنازل عن حقهن في حضانة الأبناء كشرط للحصول على الطلاق، أو التنازل عن مؤخر صداقهن أو استرداد ما دفعوه إليهن من مهور، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) النساء: (20).

وتقول: أو ليس لنا في رسولنا الكريم أحسن المَثَل في حُسن معاشرة الأزواج، حيث يعامل زوجاته بالمعروف ويلاطفهن ويعاونهن في أعمال المنزل وشؤونه، ووصف من يُكرم النساء بالكرم ومن يهينهن باللؤم. إن ظاهرة العنف الأُسري والتعدي عليهن بالضرب تارةً والسب تارةً أخرى نتج عنه أن نسبة النساء المصابات بمرض الانفصام في السعودية أكبر من الموجودة لدى الرجال، حسبما قال الدكتورمحمد شاوش مدير مستشفى الصحة النفسية في جدة في مجلة "سيدتي".
وتتساءل.. كيف يُقبل تذرع بعض الأزواج بأن القرآن الكريم أباح لهم ضرب زوجاتهم، ولماذا يفسرون الآيات بغير معانيها وينتزعونها من سياقها؟ حيث إن تقويم المرأة مشروط بحالة معينة وهي النشوز البين، ومضبوط بضوابط معينة منها ألا يسيل دماً وألا يكسر عظماً، وألا يكون على الوجه أو المناطق الحساسة، وأن يكون بأداةٍ مثل المسواك، وأن يكون بعد عظتهن بالمعروف وهجرهن في المضاجع وليس لأبسط الأسباب، وما عُرف عن رسولنا الكريم ولا عن أحد من صحابته الأجلاء أنه ضرب زوجته. فكيف ننتظر من امرأة مهانة مُعتدى عليها بالضرب أن تمنح عطفها وحبها وحنانها لأبنائها وزوجها وهي من كل هذا محرومة؟

وتجدد السؤال مرة أخرى.. كيف يقبل المجتمع المسلم هذه الأوضاع المهينة للمرأة حيث تصوَّروها الإعلام على أنها واقع الحياة للمرأة المسلمة؟! فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نغضب من المنظمات الحقوقية الغربية حين تورد في تقاريرها السنوية: أن الإسلام يوجِّه أتباعه لضرب النساء وإذلالهن؟ أين علماء الأمة والمخلصون من أبنائها ليبادروا إلى تصحيح هذه الصورة المغلوطة من داخل المجتمع أولاً، ثم العمل على تثقيف الرأي العام بأن هذه التصرفات الفردية لا تُمثِّل سوى مرتكبيها، وأنها تقاليد عتيقة وعادات بالية رسختْ في أذهان البعض، ونركز على الصورة الحقيقية للمرأة في الإسلام. وكيف أن الله سبحانه وتعالى أكرمها وخصص سورة باسم "النساء" في القرآن الكريم، وأنه رفع المرأة إلى درجة مخاطبة الوحي عندما جاءت أم سلمة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وقالت له: أيُذكر الرجال في القرآن ولا نذكر؟
فرد عليها الله سبحانه وتعالى بقوله: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) آل عمران: (125).

وفي نهاية حديثها تقول: إن إيمان الرجل المسلم بمشاركة المرأة سيعطي المجتمع قوةً وزخماً ولا سيما إذا علمنا أنه وبموجب الإحصائيات الموثقة أن المرأة السعودية توازي 49 في المائة من عدد السكان البالغ 18 مليوناً تقريباً وأن 60 في المائة منهن دون سواهن دون سن الحادية والعشرين.

ختاماً.. شكرتُ لها هذا الطرح الموضوعي، وأكدتُّ لها أني استوعبت كل التلميحات الجانبية في حديثها وتفهمت وجهة نظرها بخصوص زواج المسيار. وقلت لها (أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه) وأشهد الله على نفسي أنني ضد تجاوز حدود الله وضد زواج المسيار، وأنني أوافقها الرأي بأن هناك ظلماً وقع على المرأة المسلمة وحيفاً حاق بها، ولكن يظل هناك وجهة نظر أخرى غائبةً في هذا الموضوع وهي: حقوق الرجل والأبناء التي ما زالتْ ضائعة ولم نجد لها في الغرب من يدافع عنها حتى تثار لنا وسائل إعلامنا العربي وتنشرها مجلة "سيدتي".

  رد مع اقتباس