عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 07 / 2019, 45 : 06 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي السجائر وما أدراك ما السجائر

مررت صباح أمس على بقالة بالقرب من منزلي تعودت على أن أمر بها عند الحاجة، وعند توجهي للمحاسب لدفع قيمة المشتريات جاء شاب وخاطب المحاسب طالباً منه علبة سجائر من نوع سماه له. انتظرت حتى سلمّ المحاسب للشاب علبة السجائر ثم قبض ثمنها.
ما لفت نظري هو أن الشاب دفع مبلغ عشرين ريالاً وغادر ولم يُعد له المحاسب أي باقٍ. انتظرت حتى غادر الشاب وكان من حظي أنني كنت الزبون الوحيد الذي كان متواجداً في البقالة في ذلك الوقت،
فسألت المحاسب (للاستعلام): كم ثمن علبة السجائر التي بعتها لذلك الشاب؟،
قال: 20 ريالاً.
سألته: منذُ متى وهذه هي أسعار السجائر؟،
فرد عليّ بسؤال آخر يدل على جهلي الكبير فيما يخص هذا الموضوع: ألست عايشاً في السعودية؟
قلت له: نعم .. ولكن آخر ما كنت أسمعه عن أسعارها هو عندما كانت العلبة بثمانية ريالات.
عندها قال لي: لمعلوماتك هناك نوع من السجائر قيمة علبته 27 ريالاً، وإن بعض الشباب الذين يشترون من هنا يستهلكون علبتين منها يومياً، كما إن بعضهم أيضاً يسدد قيمتها في نهاية الشهر.


شكرته على ما ذكر لي من معلومات، وخرجت وأنا منزعج مما شاهدته وسمعته، حيث أنه وبحسبة بسيطة فإن من يستهلك علبة واحدة يومياً من ذلك النوع سيدفع شهرياً لهذا الضرر الذي يدخنه 600 ريال، بينما من يستهلك علبتين يومياً فإنه سيدفع 1200 ريال لنفس الفترة، و 14.400 لمدة سنة واحدة.
مصدر انزعاجي ليس فقط بسبب هذه المبالغ الكبيرة نسبياً التي يدفعها هؤلاء في شيء يضرهم خاصة وإن بعض المدخنين كما قال الرجل يشترونها بالدين، فإن الضرر الأكبر هو الضرر الصحي عليهم وعلى من يعيشون معهم.
الحديث عن التدخين ومضاره ليس جديداً، ولكن الجديد هو أنه أصبح منتشراً بصورة كبيرة وواضحة بين المراهقين، وبين النساء إضافة إلى الرجال، بل وتعدى تدخين السجائر إلى "الشيشة"، والسيجارة الإلكترونية التي يُلقبها البعض بالقاتلة.

تذكرت مقابلة سمعتها لمسؤول في إحدى جمعيات مكافحة التدخين، حيث ذكر بأنه ومن واقع ممارسته في هذا المجال لعدة سنوات، فإن السبب الرئيسي لعدم ترك التدخين من البعض هو أوهام بداخل بعض المدخنين توحي لهم بإن التدخين يساعدهم كثيراً في التفكير، وفي تعديل المزاج، كما يتوهمون باستحالة التوقف عن التدخين.

وتأكيداً لما قاله ذلك المسؤول من أهمية وجود العزيمة لدى المدخن فإن ما يحدث في رمضان عندما يتوقف المدخنون عن التدخين لمدد تصل إلى 16 ساعة متواصلة يومياً يؤكد تلك الأوهام، الأمر يحتاج إلى العزيمة القوية من المدخن / المدخنة، واللجوء إلى العيادات المتخصصة للتخلص من ذلك الداء القاتل.
أتمنى أن يفكر المدخنون والمدخنات لما فيه مصلحتهم وصحتهم، فيعقدون النية الصادقة على الإقلاع عن هذه السموم مدفوعة الثمن التي تدخل أجسادهم بمباركة منهم.



دمتم ومن يعز عليكم سالمين بعيداً عن التدخين.

  رد مع اقتباس