عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 04 / 2002, 07 : 03 PM   #1
بقاياالأمل 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 1986
+ تاريخ التسجيل » 29 / 01 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 416
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

بقاياالأمل غير متواجد حالياً

افتراضي && لقـــاء عند محطة الوقود .. الجزء الرابع &&

بسم الله الرحمن الرحيم

في الجزء الثالث ... كنا ننتظر هل محمد ( أبو مازن ) سيلبي دعوة ياسر بالعشاء في منزل والده ؟
في منزل من يلهث بهواه خلفها ؟
هل أنبه ضميره ؟
هل تحركت مشاعره ؟ كلها أسئلة تدور في مخيلتنا وتختلج أنفسنا !!

انطلق أبو مازن .. بسيارته ليخلو بنفسه ويكلم نوره ليخبرها بتطور الأحداث .. والإحراج الذي وقع فيه ؟
ولتكون على علم بكل ما قد يحدث لتهيئ نفسها لكل المتغيرات الجديدة !!

اتصل .. محمد بنوره !! فكانت تنتظر اتصاله .. فأخبرها بكل التطورات وكانت مرتبكة جدا بمجرد معرفتها بدعوة أخيها ياسر لهم للعشاء !! فلم يدور بخلدها أن يأتي اليوم الذي تجتمع فيه مع من تجرأت عليه بعينيها وصوتها ....

فقالت له خائفة .. والله أتمنى أنك تجيء ، ولكن في نفس الوقت الخوف يخالجني ، إلي هذه الدرجة تمادينا .. واندفعنا خلف عواطفنا ... دون اكتراث لما قد يحدث لنا ولمن نحب !! أجابها محمد .. سوف ألبي الدعوة فهذه رغبتي وفضولي .. فأنا مدعو من قبل أخيك !! ولكن عليك بضبط نفسك وانتبهي من كلماتك ومخارج حروفك وخصوصا أمام زوجتي .. !!

فأجابته نوره .. بفرحة لا تخلو من القلق والرهبة .. أبشر يا محمد .. بس انتبه لحديثك مع إخواني ووالدي .

اتفق أبو مازن مع نوره على كل شي ... ثم اتصل بعد ساعتين على ياسر ليخبره بموافقته على تلبية دعوته .

ذهب أبو مازن لشقته المستأجرة وبلغ زوجته بدعوة زميل له للعشاء هو وزوجته وأبناؤه ... فما كان منها إلا تلبية الدعوة ولم تمانع من التعرف على هذه العائلة لأنها امرأة اجتماعية ....

في تمام الساعة الثامنة والنص من يوم الأربعاء اتجه أبو مازن إلى منزل نوره خلف سيارة ياسر الذي أتى إلى شقته أبو مازن ليعرفهم على الطريق ..
كان محمد مرتبكا ..
ولكنه سعيد وجريء بهذه الخطوة .. ولكن هل هو الحب ؟ أم الفضول ؟

بينما زوجته عادية جدا وسعيدة لمقابلة عائلة جديدة وتعارف لا تعلم ما قد يكون خلف كواليسه .

وصلت العائلة إلى منزل نوره .. واستقبل الجميع أبا مازن فوالد نوره كان في استقباله وأخيها صالح كذلك ، بينما في الطرف الأخر كانت أم نوره وأختها الصغيرة تستقبلان أم مازن ...
بينما نوره .. احتارت في أمرها وكانت خائفة من مواجهة نوره زوجة أبو مازن ..
فكيف تواجه من قامت بطعنها من خلفها ؟
كيف تبتسم لمن خدعتها ؟
ولكن .... هذه المواجهة !!
ولا بد منها لتمنع كل ما قد يدعو للتكهنات والاستفسارات ولتكون طبيعية في مواجهتها لأم مازن !!

وفعلا .. قررت المواجهة ليس حبا فيها ولكن خوفا من عواقب الهروب !! فبدأت بالسلام وشاهدت أمامها امرأة مبتسمة .. مبتهجة .. مرحة .. اجتماعية ..
فبمجرد التعارف بدأت أم مازن بالحديث الجميل وكأنها تعرفهم من سنين .. فكسرت كل حواجز الرسميات وبدأت تداعب نوره بكلمة يا سميتي ( يعني اسمها زي أسم نوره .. كلهن نوره ) وبدأ الحديث البريء بين الجميع ... إلى أن زالت كل مخاوف نوره وكسر الحاجز بينها وبين نوره ( أم مازن ) ..

وفي الطرف الآخر .. كان محمد يتحدث وهو مقيد خوفا من كلمة أو غلطة قد تكشف لوالدها أو أخويها استفسارات هو في غنى عنها، ولكن مع استمرار الحديث وخصوصا من ياسر المحتفي بمحمد زالت المخاوف وذابت الرسميات في خضم الحديث ...

وفي نهاية الاحتفاء .. اتصلت أم مازن على أبو مازن بالجوال باتصال عائلي جانبي .. فرد أبو مازن خائفا ومرتبكا ، فهو لا يعرف ما دار في الداخل ، ولكن اتصالها كان بمثابة الاستئذان منه بدعوة ياسر ووالده وأخوهم صالح وعائلتهم إلى العشاء في أحد المنتزهات في جدة ليردوا لهم دعوتهم ...
فما كان من أبو مازن إلا تلبية طلب زوجته وقال لها .. طيب أم صالح وبناتها موافقين ؟
فأجابت أم مازن : من ناحيتهم كلهم موافقين بس أعزم أنت الرجال في أي منتزه .. المهم نطلع بكرة مع بعض ونلعب العيال .. لأني بصراحة ارتحت لهم مره وحبيتهم يا محمد والله أنهم ونيسين مره !!

طلب محمد من أبي صالح وأبنائه الموافقة على دعوته لهم للعشاء في أحد المنتزهات هم وعائلتهم !! وهذه رغبة أم مازن !! فكان جواب أبو صالح بالموافقة في حال موافقة أم صالح وبناتها !!

في يوم الخميس .. كان الجميع على موعد في المنتزه !! ولكن هذه المرة شاهد محمد نوره بشحمها ولحمها أمامه ولكنها كانت متسترة منقبة لم تستطع أن ترفع عينيها بعينيه خوفا من رهبة الموقف ..
فهما محاطان بزوجته وأهلها .... فكان اللقاء غريبا ... فكيف يجتمع مع من هوتها نفسه مع زوجته وأهلها بطريقة لم تكن في البال !! كفيلة لو انكشفت أن تدمر حياتهم ومستقبلهم !!
ولكن تتابع الأحداث هي من ساقتهم لهذا المنحى !!

انجلت المخاوف بعد فترة من الزمن حيث لم يجلس أبو مازن إلا مع ياسر فقط فصالح اعتذر عن الحضور فهو لا يحب الاجتماعات فتولى ياسر إحضار والدته وأخواته !! وأبو صالح أيضا أعتذر لنومه المبكر .... ولا تساعده صحته على الذهاب للمنتزهات والتجول بها لكبر سنه !!

فكان الحديث بين أبو مازن وياسر .. كفيلا أن يتعرف كل واحد منهم على الأخر بشكل أكبر .. وكانت فرصة لمحمد أن يكشف لياسر شخصيته وعائلته ..
ولكن لماذا ؟

بعد الانتهاء من اللقاء وتوديعهم لعائلة نوره ... كانت أم مازن في طريق عودتها إلى الشقة مبتهجة جدا !! وفرحة جدا بهذا التعارف مع هذه العائلة الرائعة ..
ولكن بدأت في الثناء بنوره .. وتتحدث عن أخلاقها .. وجمالها .. ولباقتها بالحديث ... وروعة طبخها ... فكان أبو مازن ولأول مرة يجيد الإنصات والاستماع بكل حرف <== ( انتبهوا يا حريم ولا وحده منكم تمدح أي بنت لزوجها وخصوصا إذا كانت ما تزوجت ... ترى الزوج بيسويها ...؟؟؟ )
وكانت المسافة بين المنتزه وبين الشقة كفيلا ليعرف مواصفات نوره من زوجته أم مازن ...
فتعلق قلبه ..
وبدأ تفكيره ..
وبدأ يسأل نفسه .. لماذا لا أتزوجها ؟
فهي وبشهادة زوجتي تمتلك كل صفات الفتاة المرغوبة ؟ فياليتني أتشجع وأتزوجها ؟ فهي مطلقة .. .. ولا أعتقد أن والدها سيمانع من زواجي منها ؟ و ياسر سيمهد الطريق لي !! ويقنع والده وأخيه صالح بي !!

وبعد الرجوع إلى الرياض ... بدأ في التفكير جديا بالزواج من نوره بعد أن اعتمد مواصفاتها من أقرب الناس إليه ..... من زوجته ؟؟؟

تعلق محمد بنوره أكثر فأكثر ... وتوالت الاتصالات..

وبعد فترة .. أتصل ياسر على أبو مازن !! ليخبره باتصال الشركة الصناعية عليه وطلبهم منه الالتحاق بالعمل !! كان ياسر مبتهجا وفرحا بقبوله كموظف ليحقق آماله ويبدأ حياته العملية واعتماده على نفسه !!
فما كان من أبي مازن إلا أن يبارك له !!
وكان ياسر يكثر من كلمات الشكر والثناء لمحمد على واسطته له بالالتحاق بالوظيفة !! ولن ينسى هذا المعروف ... لمحمد !!
فما كان من محمد إلا الاندفاع خلف رغبته وبتسرع .. فقال لياسر : ياسر .. ودي أكلمك في موضوع مهم وشخصي كنت ناوي أكلمك فيه !! بس كنت متردد مدري متى الوقت المناسب ؟

رد ياسر مبتهجا : أبو مازن .. قل اللي في بالك والله أني ما راح أكون إلا بمثابة أخوك الصغير !! وأنفذ لك كل ما تبيه ...

رد أبو مازن : ياسر الموضوع شخصي ... بس ودي أني آخذ رأيك !! قبل لا أخطو أي خطوة ؟

ياسر : أبو مازن حنا أخوان ... ولا بين الأخوان أي رسميات !! وأنا أن شاء الله بكون عند حسن ظنك !!

أبو مازن : ياسر ... أنا بصراحة ودي أتزوج !! و ماني لاقي أفضل منكم تكونون انسباي ... !!

ياسر وهو متلعثم ومتفاجيء : والله أخوي محمد أنا من ناحيتي ما عندي أي مانع و هذي الساعة المباركة ولا راح نلقى أفضل منك نسيب !!
بس مدري يا أبو مازن .. وش بيكون مصير أهلك ؟
أخاف والله يسبب لك هذا الزواج مشاكل !! ولا أدري أنت من اللي مختارها للزواج ؟

أبو مازن : ياسر من هالناحية ماعليك !! الشرع محلل أربع ... وأبيك بس تسعى في هالموضوع وتعلمني وترد علي إذا كنت تعزني .. حتى لو رفضتوا طلبي أبيك ترد !!أنا يا ياسر أبي أخطب أختك نوره !!

ياسر : لا والله ما راح نردك .. وانا بكون بصفك وأقنع نوره والوالد و الوالده .. أما صالح فأكيد بيوافق وهو يحب يزوج أخواتي مايبيهن يجلسن !!

أبو مازن : ياسر تراي بنتظر ردك ...

انتهت المكالمة .... وتفاجأ أبو مازن من جرأته وكلامه بالزواج ... فهل فعلا هو محتاج لزوجة ثانية تروي له شعوره العاطفي الذي يفتقده ؟
هل بحاجة لزوجة تقوم بصنع طعامه بيديها ؟
هل هو فعلا محتاج لزوجة اختارها هواه ...
هل يغامر بالزواج دون اكتراث لما قد يحدث من تطور للأحداث من جانب زوجته ؟
هل أنا لي الحق بالزواج من ثانية ؟
هل أحتاج فعلا لزوجة تجلس معي وتؤنسني بحديثها ؟ وأشعر بحبها لي ؟

وهل سأكون سعيدا بالزواج مع من تعرفت عليها بواسطة الهاتف ؟

ودارت هذه الأسئلة في رأسه .. كما تدور الأيام بانتظار رد ياسر .... فكان خياله وتفكيره يرسم له زواجا أسطوريا حالما في كل ساعة خلوة ...بل في كل دقيقة .. حتى أقتنع بنوره زوجة ثانية !! دون تردد !!

بالنسبة لياسر ... فتح موضوع الزواج مع والده وأخيه صالح ... في البداية !! فاتفق الجميع بأن نورة هي صاحبة القرار الأول والأخير .. فمحمد هو الرجل الأول الذي يتقدم لخطبتها بعد طلاقها .. فلماذا لا ندعها تعيش حياتها وتختار شريكها !! حتى لو كان متزوجا .. فرجل متزوج خير لها من الجلوس في المنزل .. فبالزواج قد يرزقها الله بالأولاد !! فلنترك لنوره حرية الاختيار والرأي !!

وبعد اتصال محمد بنوره شعر بخوفها من الزواج ... لأنها تخشى أن تكون سببا في تفكك أسرته !! ولكنها تتمنى أن يكون زوجها بالرغم أنها لم تفكر أو يخطر ببالها هذا الشيء !! ( نصابة وقدرت تضحك عليه )

فكان أبو مازن .. ماهرا في الإقناع ... فما كان منها إلا أن وافقت عليه زوجا .....!!

بلغ ياسر أبو مازن مبدئيا له الموافقة .. وحدد له يوم الأربعاء ليكون موعدا للخطبة الرسمية مع تناول طعام العشاء معهم !!

بدأ يتغير أبو مازن وأصبح منتشيا باشا في وجه زوجته فرحا ويلبي كل طلبات المنزل وطلبات أبنائه وزوجته ، في ظاهرة جديدة وأخذ يغدق على زوجته الهدايا ليكسب رضاها وودها <==( انتبهوا إذا بدأ الزوج بإعطاء الهدايا ويكثر من الابتسامات ... اعرفي أن وراءه شي ....؟ ) .

وأصبح يكثر من كلمة اااه والله زهقت من العمل ... كلفوني ببعض المهام الجديدة في جدة !! ولازم أسافر كل فترة لين ينتهي العمل بالمشروع فأنا المسئول الأول عنه !!
وعلى زوجته وأبنائه أن يتحملوا تلك الأعباء .. ويواجهوا هذه المهمة بكل صبر وقوة إرادة !!

سافر أبو مازن إلى جدة .. في اليوم الموعود ... يوم الخطبة !! اليوم الذي سيحدد فيه مع والد نوره موعد عقد القران .. يوم الزواج وليلة الدخلة اليوم الذي سيرتبط فيه بنوره بعلاقة شرعية آمنة !!

التقى أسرة نوره وتبادل الأحاديث مع والدها وأخويها ، كان بمثابة الأخ الثالث لهم بلباقة كلامه وجمال حديثه ... فتمت الخطبة !!وطلب من والدها تحديد يوم لعقد القران بعد أسبوعين أو ثلاثة .. واتفق أبو مازن معهم أن يأتي وحيدا لعقد القران .. على أن يأتي بوالده وجماعته لحضور الزواج ....

رجع أبو مازن إلى الفندق تغلبه الهواجس والأفكار في كيفية مواجه زوجته ووالده وكيف سيخبرهم بالحقيقة !! تردد كثيرا ... في طريقة توصيل المعلومة ، ولكنه اقتنع بكتمان كل شيء حتى يتم زواجه ومن ثم يبدأ تدريجيا بنقل الخبر لهم .....

عاد أبو مازن إلى الرياض مبتهجا .. وفرحا .. بعد أن نال ما كان يحلم به ... عاد إلى بيته وأبنائه .. عاد إلى عائلته .. فرح الأبناء بأبيهم فطلبوا منه أن ينام بجوارهم في غرفتهم وأن يقص عليهم قصه كما كان يفعل سابقا !! ...

استجاب لطلبهم .. وأخذ يقص عليهم ... ولكن بدأت دموعه تنهمر على وجنتيه مع كل كلمة تخرج من فيه عندما تداعب أنفاس أبنائه أذنيه ، فهو يتذكر أنه تزوج من ثانية فكيف له أن يعيش معها ويبتعد عنهم وعن حماية هذه الطفولة البريئة ، وهم يتشبثون بجسد والدهم منصتين لكل ما يقوله ومتفاعلين مع القصة والتي تحكي قصة الذئب مع الشاة ، فلم يدر بخلده أنه سيترك أبناءه ولو ليلة !!

يتبع في الاسفل

  رد مع اقتباس