عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 08 / 2012, 33 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي اللوم وتحمل المسئولة


من تعريفات المسئولية أنها تكليف لتنفيذ الأعمال التي نكون مطالبين بالقيام بها سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو العملي وذلك تمشياً مع التوجيه النبوي الشريف الذي رواه عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما: [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته] أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

ويختلف الناس فيما بينهم من حيث تحمل المسئولية، فمنهم من يتحملها كاملة لأنهم يشعرون بأن هذا هو من واجباتهم، ومنهم من لا يقوم بذلك أو يقوم به جزئياً تقصيراً منه، بينما نجده في نفس الوقت يلوم غيره بأنه سبب ذلك القصور.
واللوم بدون وجه حق هو تحميل طرف مسئولية الخطأ أو التقصير وذلك تهرباً من المسئولية وغمطاً للحقيقة، ومع هذا فإن الشيء الملاحظ بأن اللوم الغير مبرر قد اصبح شائعاً أثناء حواراتنا وتعاملنا، فعلى الصعيد الشخصي نسمع أحياناً البعض يلوم حتى ملابسه لأنها ضاقت عليه بدلاً من أن يلوم نفسه بسبب زيادة وزنه.
ونسمع غيرهم يلومون نظام "ساهر" المروري لأنه قد سجّل عليهم مخالفات بسبب السرعة الزائدة بينما لا يلومون أنفسهم بسبب قيادتهم لمركباتهم بسرعة غير نظامية.
وتلوم بعض الأمهات القنوات الفضائية بأنها سبب المتغيرات التي طرأت على بناتهن، بينما يعفين أنفسهن من مسئولية تقنين ومتابعة مشاهدة بناتهن للتلفزيون منذُ الصغر.
وبعض الآباء يلومون المجتمع بسبب سلوكيات ابنائهم الخاطئة دون أن يعترفوا بتقصيرهم بتربية ابنائهم التربية الصحيحة وما يترتب على ذلك من متابعة مستمرة لهم.

إننا عندما نلوم غيرنا بدون وجه حق فإننا في الغالب نمارس بعض الإسقاطات للتخلص من المسئولية لتبرير عجزنا / تقصيرنا عن القيام بما يجب علينا، فالضعيف هو الذي يتهرب من المسؤولية ويلقي باللائمة على غيره، لأنه لا يملك القوة للاعتراف بخطئه، ولهذا السبب فإن الأخطاء والعيوب ونقاط الضعف ستستمر وستتراكم، وهذا مع الأسف ما نلاحظه في معظم المشاريع الحكومية المتعثرة التي يلوم كل طرف فيها الأطراف الأخرى دون التركيز على تحمل المسئولية ومحاولة إصلاح الخلل.

إن ما يلزمنا للتعامل مع هذه الحالات هو مواجهة المشاكل التي قد تقابلنا والعمل على حلها بطريقة إيجابية بدون أن نلقي باللائمة على الآخرين ، وبدون أن نشغل أنفسنا بإيجاد المبررات الغير صحيحة وما قد ينتج عن ذلك من لوم للآخرين بدون مبرر.

  رد مع اقتباس