عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 02 / 2012, 25 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي مقتنياتنا وخبراتنا السابقة


يختلف الناس فيما بينهم في من حيث الاحتفاظ أو التخلص من مقتنياتهم الشخصية التي لا يحتاجون إليها بسبب تقادمها في منازلهم أو مكاتبهم، كما يختلفون أيضاً من حيث التخلص من المواقف والذكريات السلبية التي مرت بهم والتي قد تؤثر على حياتهم. فنجد البعض منّا قد نظمّوا حياتهم مكانياً ونفسياً، بينما لم يُعطِ البعض الأخر هذا الجانب حقه من التنظيم والعناية في حياتهم.
وقد ألّفت الخبيرة الإنجليزية كارين كنقزستون (Karen Kingston ) كتاباً حول الأهمية الكبرى لتنظيم المكان في حياتنا وسمّته:
(تخلص من الفوضى: تنظيم المكان يمكن أن يغير حياتك)
( Space Clearing Can Change Your Life: Clear Your Clutter )

حيث أوضحت في هذا الكتاب بأن أحد الأسباب المحبطة في حياة البعض هو وجود كم كبير من المقتنيات القديمة التي يحتفظ بها هؤلاء لديهم بطرق غير صحيحة. وقد أطلقت المؤلفة على هذه المقتنيات مسمى "الكراكيب"، حيث تتسبب تلك الكراكيب في حجز مساحات كبيرة من غرفنا أو منازلنا بدون الاستخدام الأمثل لها، إضافة إلى تخزين وحفظ أشياء كثيرة لا نحتاج لها.
وأوضحت المؤلفة بعضاً من صور التخزين التي يقوم البعض من خلالها بالاحتفاظ بكل شيء تقريباً لسنوات طويلة بدون فائدة، ومن تلك الصور:
1-حفظ المقتنيات الشخصية أو"الكراكيب الشخصية": وهي تمثل ما يتم الاحتفاظ به في" دواليب المنازل" من كميات كبيرة من الملابس والأحذية وغيرها التي مضى عليها سنوات من دون أن يتم استخدامها، وقد يكون بعضها لم يعد صالحاً للاستعمال بحكم المرحلة العمرية أو لتغيّر شكل الجسم أو لتغيّر "الموديلات" أو لأي سبب آخر ومع ذلك نحتفظ بها مكدّسة في الدواليب من دون أن نفكر في إعطائها للغير أو التبرع بها للجمعيات الخيرية، وفي نفس الوقت نستفيد من الدواليب للأشياء التي نحتاجها فقط.

2-حفظ المقتنيات الورقية: مثل الكتب والمجلات والجرائد والقصاصات القديمة، فالبعض يجمعها ولكنه يتركها مكوّمة في مكان ما لعدة سنوات من دون أي تنظيم أو ترتيب يُسهّل عملية الرجوع إليها.

3-حفظ المقتنيات المنزلية: ويتمثل ذلك بالاحتفاظ بدون ترتيب بالأجهزة المنزلية القديمة وبألعاب الأطفال والتي لا يمكن استخدامها أو إصلاحها، وكذلك الاحتفاظ بالأخشاب و"الكراتين".

وذكرت المؤلفة أن مثل تلك الكراكيب قد تسبب الفوضى والمضايقة المكانية لنا في بيوتنا مما ينعكس سلباً على نفسياتنا، وذلك لإحساسنا بوجود خلل في تنظيمنا لمقتنياتنا الخاصة، حيث أن سيطرة الكراكيبعلى كل ما حولنا يجعل من الصعب إيجاد مكان لشيء جديد في حياتنا، نظراً لأنأفكارنا ستظل في هذه الحالة محصورة في الماضي.
وأوضحت المؤلفة في الجزء الأخير من الكتاب إلى أنه من الضروري التخلص المنظم لكل ما لا نحتاجه من المقتنيات وذلك وفق طرق شرحتها في هذا الكتاب.

وما أود الإشارة إليه هو أن البعض منّا يحتفظ أيضاً بكم كبير من الذكريات والخبرات السلبية التي تكون قد مرّت علينا في حياتنا مثل تجارب غير ناجحة في العمل أو الزواج، أو في علاقاتنا مع الآخرين، بطريقة تجعل تلك الخبرات السلبية تنعكس على تصرفاتنا وعلاقاتنا فتتحكم في مستقبل حياتنا.
بينما يجب علينا في مثل هذه الحالات أن نستفيد من التجارب السابقة، وأن نحاول تفادي السلبيات التي تسببت في عدم نجاحها، وأن نجعل هذه التجارب مثل اللقاح الذي يزيدنا مناعة ضد الفشل فيجعلنا نعيش ونستمتع بحياتنا الشخصية بطريقة طبيعية.

إن التجارب الإنسانية بشقيها السلبي والإيجابي هي المدرسة المهمة في الحياة، فمن تجرّع مرارة الألم أو الفشل أو الانكسار، وآمن " إن مع العسر يسرا" فلا بد أنه سيتذوق يوماً لذة السعادة والنجاح بأذن الله متى ما جعل هذا الهدف أمامه دائماً.

الخبرة المؤلمة قد لا أنساها ولكن يجب أن لا أجعلها تتحكم سلبياً في حياتي.

  رد مع اقتباس