عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 12 / 2013, 45 : 11 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي إلى رحمة الله يا أخي

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك،

اللهم لا راد لقضائك ولا اعتراض على ما كتبت وأردت،
سبحانك انت الذي أعطيت وأخذت وأنت أحييت وأمت،
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

أخي الحبيب:

لم استطع أن أودعك قبل أن ترحل من هذه الدنيا،
ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى، الذي لا راد لقضائه، فقد رحلت فجأة وبدون مقدمات، فكانت الفجيعة علينا وعلى من عرفك مزلزلة.

كيف لا . . وأنت المبادر دائماً بمساعدة البعيد والقريب على حدٍ سواء،
عنوانك الدائم هي ابتسامتك التي لم تكن تختفي حتى في أحلك الظروف.

كم تمنيت لو تعود إليك الحياة ولو لدقائق لترى تلك الجموع الكبيرة جداً التي حرصت على الصلاة عليك، والتي كانت تتنافس وتتسابق على حمل نعشك والمشاركة في دفنك، ولعلهم شهود الله في أرضه على ما قدمت في حياتك من أعمال تبتغي فيها وجه الله سبحانه وتعالى،
ولعل إحداها تفرغك التام للعمل كمتطوع في هيئة الإغاثة الإسلامية خارج المملكة، حيث كنت تردد دائماً:" لن يكون بنا خير إذا شبعنا وتركنا غيرنا من المسلمين يجوع ويشقى".

ولن أنسى يوم أن سافرت فجأة فجر عيد الأضحى قبل سنوات لأن رجلاً كريماً مثلك قد أراد التصدق بعدد من الإبل على أن تُذبح في إحدى الدول الإسلامية الفقيرة وتوزع على فقرائهم، ورغب منك أن تكلف من تعرف هناك للقيام بذلك، ولكنك فضلت أن تضحي براحتك واستمتاعك بالعيد مع أطفالك، وأن تذهب بنفسك لتتولى عملية الشراء والذبح والتوزيع على الفقراء، وأتذكر عبارتك لي بعد أن عدت، بأن ذلك العيد كان من أجمل الأعياد في حياتك بسبب دموع الفرح التي رأيتها في أعين الفقراء وأطفالهم وأنتم توزعون اللحوم عليهم.
كم سعدت كثيراً عندما رأيتك أخر مرة وأنت تُخبرني بمخططاتك المستقبلية لأسرتك الغالية، ووعدك ليّ بأنك عندما تعود ستمضي معي أكثر من يوم في منزلي نسترجع خلاله ذكرياتنا الرائعة.
ورغم إيماني التام بأن لكل أجل كتاب لا يمكن تقديمه أو تأخيره ولو لثانية واحدة، إلا أنني لم أكن لا تصور أنك سترحل قبلي عن دنيانا الفانية،

فقد كنا ننتظر عودتك لنا سالماً، ولكنك عدت لنا قبل أيام جسداً بعد أن فاضت روحك الطاهرة إلى خالقها.

لا أقول إلا رحمك الله يا يوسف وجمعنا بك وبوالدينا في الفردوس الأعلى من الجنة.
اللهم أرحم أمواتنا وأموات المسلمين.

  رد مع اقتباس