عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 05 / 2015, 32 : 12 PM   #1
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي هل كانت السنة تكتب على عهد رسول الله

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ، فَاِنَّنَا وَلِلهِ الْحُمْدُ نَرَى بِاَنَّ كُتُبَ السُّنَّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْاَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ وَغَيْرِهَا، مُتَوَفِّرَةٌ جِدّاً فِي الْمَكْتَبَاتِ فِي سَائِرِ بِلَادِ الْعَالَمِ، وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ وَمَشْرُوحَةٌ وَلَهَا شُرُوحٌ مُتَعَدِّدَة، فَهَلْ كَانَتِ السُّنَّةُ تُكْتَبُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ اَمْ كَانَ النَّاسُ يَحْفَظُونَهَا وَيَتَدَاوَلُونَهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ هَذَا هُوَ الْمَوْضُوعُ الَّذِي سَنُنَاقِشُهُ وَنَخُوضُ فِيهِ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة، نَعَمْ اَخِي اَوّلاً نَاْتِي بِحَدِيثٍ يَتَضَمَّنُ هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ حَدِيثٌ مِنْ اَحَادِيثِ اُسْلُوبِ التَّعْلِيمِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيف، نَعَمْ اَخِي نَحْنُ الْآَنَ نَقُولُ عَنْ اَيِّ اُسْلُوبٍ حَسَنٍ فِي تَدْرِيسِ الطُّلَّابِ هَذِهِ تَرْبِيَةٌ حَدِيثَة، وَنَتَجَاهَلُ وَنُغْفِلُ اَنْ نَقُولَ عَنْ هَذِهِ التَّرْبِيَةِ اَنَّهَا تَرْبِيَةُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام! وَلِذَلِكَ كُلُّ حَسَنَةٍ نَنْسُبُهَا اِلَى غَيْرِنَا! وَكُلُّ سَيِّئَةٍ نَنْسُبُهَا اِلَيْنَا! وَهَذَا طَبْعاً يُخَالِفُ الْحَقَّ وَالْعَدْل، نَعَمْ اَخِي وَمِنَ الْاَسَالِيبِ الْحَدِيثَةِ يَقُولُونَ اَنَّ الْمُعَلّمَ اَوِ الْمُدَرِّسَ اَوِ الْوَاعِظَ اَوْ اَيَّ اِنْسَانٍ يُرِيدُ اَنْ يُعَلِّمَ النَّاس، اَلْاَفْضَلُ لَهُ اَلَّا يُعْطِيَ الْمَعْلُومَةَ اِعْطَاءً فَوْرِيّاً, وَاِنَّمَا يَسْاَلُ وَالْحَاضِرُونَ يَسْتَمِعُونَ فَيُجِيبُهُمْ، فَاِنْ اَجَابُوا صَوَاباً صَوَّبَهُمْ مُعَلِّمُهُمْ، وَاِنْ اَخْطَؤُوا صَحَّحَهُمْ، وَهَذَا يَكُونُ اَرْسَخَ فِي الذِّهْنِ، فَاِذَا تَوَجَّهَ الْمُعَلِّمُ بِالسُّؤَالِ، فَاِنَّ كُلَّ الْاَذْهَانِ الْحَاضِرَةِ عِنْدَهُ تَسْتَعِدُّ لِاسْتِقْبَالِ هَذَا السُّؤَال، فَمَثَلاً رَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ اَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اَتَدْرُونَ مَنْ اَشَدُّ خَلْقِ اللهِ عَجَباً اِيمَاناً؟ قَالُوا يَارَسُولَ الله اَلْمَلَائِكَة! فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَكَيْفَ لَايُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ! قَالُوا فَالْاَنْبِيَاءُ! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: وَكَيْفَ لَايُؤْمِنُونَ وَهُمْ يُوحَى اِلَيْهِمْ! فَقَالُوا نَحْنُ! فَقَالَ وَكَيْفَ لَاتُؤْمِنُونَ وَاَنَا بَيْنَ اَظْهُرِكُمْ(اَيْ مَعَكُمْ(فَقَالُوا: اِذاً مَنْ هُمْ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ هُمْ قَوْمٌ يَاْتُونَ بَعْدَكُمْ يَجِدُونَ صُحُفاً مَكْتُوبَةً يُؤْمِنُونَ بِمَا فِيهَا(وَنَرْجُو اللهَ تَعَالَى اَنْ نَكُونَ نَحْنُ هَؤُلَاء( نَعَمْ اَخِي: اَلرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُعْطِ مَعْلُومَةً مُجَرَّدَةً، وَاِنَّمَا كَانَ يَسْاَلُ وَاَصْحَابُهُ يُجِيبُون، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا قَالَ اَيْضاً[اَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِس(فَظَنَّ الصَّحَابَةُ اَنَّهُ يُرِيدُ الْاِفْلَاسَ التِّجَارِيّ! فَقَالُوا: اَلْمُفْلِسُ فِينَا يَارَسُولَ اللهِ مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ وَلَادِينَارٌ وَلَاعَصَا يَتَّكِىءُ عَلَيْهَا! فَقَالَ لَا: اَلْمُفْلِسُ مِنْ اُمَّتِي مَنْ يَاْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصَوْمٍ وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ وَصَدَقَةٍ وَقَدْ شَتَمَ هَذَا! وَسَبَّ هَذَا! وَضَرَبَ هَذَا! وَاَكَلَ مَالَ هَذَا! وَقَذَفَ هَذَا! فَيَاْخُذُ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ! وَهَذَا(الْآَخَرُ اَيْضاً(مِنْ حَسَنَاتِهِ! حَتَّى اِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ وَلَمْ تَكْفِهِ لِيُوَفِّيَ مَاعَلَيْهِ مِنْ حُقُوقٍ سَلَبَهَا مِنْهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، اَخَذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ وَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحِ فِي النَّار(نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا هُوَ الْمُفْلِسُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَحُجُّ وَيُزَكِّي وَيَتَسَرْبَلُ بِسِرْبَالِ التَّقْوَى الظَّاهِرِيِّ، وَلَكِنَّهُ مُؤْذٍ يُؤْذِي النَّاسَ، وَيَسُبُّ وَيَشْتُمُ وَيَلْعَنُ، وَيَاْكُلُ مَالَ هَذَا وَمَالَ غَيْرِهِ، وَيَقْذِفُ هَذَا بِالْبُهْتَانِ، بِمَعْنَى اَنَّهُ يَتَّهِمُ الْبَرِيءَ، وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً مِنَ الَّذِينَ ظَلَمَهُمْ، يَتَعَلَّقُونَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ لِيَاْخُذُوا حُقُوقَهُمْ مِنْ حَسَنَاتِهِ! لِمَاذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لِاَنَّهُ لَايُوجَدُ دِرْهَمٌ وَلَادِينَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَشْفَعُ لِلظَّالِمِينَ بِدَلِيل{وَلَوْ اَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَافِي الْاَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ(هَوْلِ(الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة(وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرُّ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{مَاتُقُبِّلَ مِنْهُمْ(هَذَا الْفِدَاءُ وَاِنْ وُجِدَ مَعَهُمْ مِقْدَارُ مَافِي الْاَرْضِ مِنْ هَذَا الْفِدَاءِ وَمِثْلُهُ مَعَهُ{مَاتُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم( وَلِذَلِكَ يَاْخُذُ الْمَظْلُومُونَ مِنْ حَسَنَاتِ ظَالِمِيهِمْ، فَاِنِ انْتَهَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا سَبِيلاً اِلَى وَفَاءِ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ بَقِيَّةِ الْحُقُوقِ، فَاِنَّهُمْ يَاْخُذُونَ مِنْ سَيِّآَتِ مَنْ ظَلَمُوهُمْ، فَتُطْرَحُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يُطْرَحُونَ فِي النَّار، نَسْاَلُ اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَة، نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ الْاُسْلُوبُ النَّبَوِيُّ التَّرْبَوِيُّ الْاَخْلَاقِيُّ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّ الْاَمْرَ الْمَكْتُوبَ الْمُوَثَّقَ يَجِبُ الْاِيمَانُ بِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ التَّشْرِيعَاتِ الْاِسْلَامِيَّةَ وَصَلَتْ اِلَيْنَا بِطَرِيقِ الْكِتَابَةِ، فَلَوْ اَنْكَرْنَا كُلَّ مَاهُوَ مَكْتُوبٌ، فَعَلَيْنَا اَلَّا نُؤْمِنَ بِشَيْءٍ وَاَنْ نُنْكِرَ كُلَّ شَيْءٍ وَهَذَا لَايَقُولُ بِهِ عَاقِلٌ يَخَافُ اللهَ اَبَداً، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُقِرُّ كِتَابَةَ كُلِّ شَيْءٍ فِيهِ فَائِدَةٌ لِلنَّاسِ وَفِيهِ فَائِدَةٌ لِلْبَشَرِيَّةِ وَالْاِنْسَانِيَّة، وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ قَوْمٍ يَجِدُونَ صُحُفاً مَكْتُوبَةً يُؤْمِنُونَ بِهَا، نَعَمْ اَخِي لَكِنْ اَحْيَاناً تَرَى اَحَادِيثَ اُخْرَى فِي ظَاهِرِهَا تَعَارُض! نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ كَمَا قُلْنَا وَنُنَبِّهُ دَائِماً: اَنَّهُ لَايَحِقُّ لَكَ شَرْعاً اَخِي بِمُجَرَّدِ اَنْ تَاْتِيَ بِآَيَةٍ مِنَ الْقُرْآَنِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ تَبْنِيَ عَلَيْهَا مِنَ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة، بَلْ لَابُدَّ لَكَ اِذَا كُنْتَ فَقِيهاً عَالِماً: اَنْ تَجْمَعَ كُلَّ الْآَيَاتِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ الَّذِي تُرِيدُ اسْتِخْرَاجَهُ مِنَ الْقُرْآَن ِوَبَيَانَهُ لِلنَّاس، فَلَابُدَّ لَكَ اَخِي اَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ هَذِهِ الْآَيَاتِ، بَلْ لَابُدَّ لَكَ اِذَا احْتَاجَ الْاَمْرُ اَيْضاً: اَنْ تَجْمَعَ كُلَّ الْاَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَذَا الْحُكْمِ الشَّرْعِيّ، وَاَمَّا اَنْ تَاْخُذَ جُزْءاً مِنْ آَيَةٍ لِهَوىً فِي نَفْسِكَ ثُمَّ تُرِيدُ اَنْ تُلْزِمَ النَّاسَ بِهِ، فَهَذَا شَيْءٌ لَايَجُوزُ شَرْعاً، نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هُنَاكَ حَدِيثاً صَحِيحاً رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ اَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاتَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئاً اِلَّا الْقُرْآَن، فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئاً غَيْرَ الْقُرْآَن ِفَلْيَمْحُهُ(فَهُنَا نَهَاهُمْ عَنْ اَيِّ شَيْء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: نَهَاهُمْ عَنْ اَنْ يَكْتُبُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَيَّ قَوْلٍ يَقُولُهُ اِلَّا الْقُرْآَن وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيح، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ قَدْ يَاْتِي اِنْسَانٌ قَاصِرُ النَّظَرِ فَيَنْظُرُ اِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلَايَنْظُرُ اِلَى الْاَحَادِيثِ الْاُخْرَى الَّتِي تَاْمُرُ بِالْكِتَابَةِ! ثُمَّ يُصْدِرُ حُكْمَهُ فَوْراً عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَيَقُولُ هَذَا حَدِيثٌ بَاطِل! لِمَاذَا بَاطِل! لِاَنَّهُ يَمْنَعُ الْكِتَابَةَ وَيَتَعَارَضُ مَعَ التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ! وَرُبَّمَا يَاْتِي اِنْسَانٌ آَخَرُ وَيَقُولُ بِالْعَكْسِ! فَاِنَّ كُلَّ مَايُكْتَبُ فَهُوَ حَقّ! وَنَقُولُ لِهَذَا وَهَذَا: بَلْ نَحْنُ لَانَاْخُذُ حَدِيثاً وَاحِداً فِي مَسْاَلَةٍ يَجِبُ اَنْ نَجْمَعَ لَهَا كُلَّ مَاعَرَفْنَا مِنَ النُّصُوصِ، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هُنَاكَ اَحَادِيثَ اُخْرَى صَحِيحَةً تُبَيِّنُ بِالْعَكْسِ: اَنَّهُ يَجُوزُ اَوْ تَجُوزُ الْكِتَابَة، بَلْ قَدْ تَكُونُ وَاجِبَة! وَمِنْهَا اَنَّ رَجُلاً مِنْ اَهْلِ الْبَادِيَةِ يُكْنَى اَبَا شَاهٍ، جَاءَ اِلَى مَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ خُطْبَةَ الْفَتْحِ، فَقَالَ هَذَا الْاِنْسَانُ يَارَسُولَ الله: اَنَا اُعْجِبْتُ بِهَذَا الْكَلَامِ الَّذِي تَخْطُبُهُ، وَلَكِنَّ ذَاكِرَتِي لَاتَحْفَظ(مَعَ اَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا مَشْهُورِينَ بِالْحِفْظِ! وَكَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَحْفَظُ قَصِيدَةً اَوْ مُعَلَّقَةً وَيُلْقِيهَا عَلَى مَسَامِعِ النَّاسِ وَهُوَ لَايَعْرِفُ الْقِرَاءَةَ وَلَا الْكِتَابَةَ! بَلْ بِالسَّلِيقَةِ وَالْفِطْرَةِ هَكَذَا(فَقَالَ لَهُ يَارَسُولَ اللهِ: اَنَا سَمِعْتُ مِنْكَ هَذَا الْكَلَامَ فَاَعْجَبَنِي، وَلَكِنْ لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَحْفَظَهُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اُكْتُبُوا لِاَبِي شَاه، نَعَمْ اَخِي: مَاذَا قَالَ لَهُمْ؟ اُكْتُبُوا! فَهَذَا اَمْرٌ بِاَيِّ شَيْءٍ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّهُ اَمْرٌ بِالْكِتَابَة، نَعَمْ اَخِي: حَدِيثٌ آَخَرُ كَذَلِكَ: اَنَّ اَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ اَكْثَرَ اَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رِوَايَةً لِلْحَدِيثِ، اِلَّا مَاكَانَ مِنِ ابْنِ عَمْروٍ، فَاِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَااَكْتُب، بَلْ كُنْتُ اَحْفَظُ الْحَدِيثَ شَفَهِيّاً عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ دُونَ اَنْ اَحْتَاجَ اِلَى كِتَابَتِه، نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ نَعْلَمُ فِي عِلْمِ مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ، اَنَّنَا حِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً: اِبْنُ عَمْرٍو، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، كُلُّ هَؤُلَاءِ يُسَمَّوْنَ بِالْعَبَادِلَة، وَكَلِمَةُ الْعَبَادِلَةِ هِيَ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ عَبْدُ الله، بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اسْمُهُ عَبْدُ الله، فَنَحْنُ اخْتِصَاراً اِذَا قُلْنَا ابْنَ عَبَّاس، نَقْصُدُ عَبْدَ اللهِ ابْنَ عَبَّاس، وَاَمَّا اِذَا اَرَدْنَا الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، فَلَانَقُولُ ابْنَ عَبَّاسٍ هُنَا، بَلْ يَجِبُ اَنْ نَذْكُرَ اسْمَهُ وَهُوَ الْفَضْلُ، فَحِينَمَا نَقُولُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَاِنَّنَا حَسَبَ الِاصْطِلَاحِ الْعِلْمِيِّ بِالنِّسْبَةِ اِلَى مُصْطَلَحِ الْحَدِيثِ، يَجِبُ اَنْ يَنْصَرِفَ ذِهْنُنَا اِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس، وَهَكَذَا بِالنِّسْبَةِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، يَجِبُ اَنْ يَنْصَرِفَ ذِهْنُنَا اَيْضاً اِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَاَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، فَيَجِبُ اَنْ يَنْصَرِفَ الذِّهْنُ اِلَى وَالِدِهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص، وَكَذَلِكَ ابْنُ اُمِّ عَبْدٍ، يَصْرِفُ الذِّهْنَ اِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود، وَكَذَلِكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، يَنْصَرِفُ الذِّهْنُ فَوْراً اِلَى عَبْدِ اللِه بْنِ الزُّبَيْرِ، فَهَؤُلَاءِ يُسَمَّوْنَ الْعَبَادِلَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً، نَعَمْ اَخِي: يَقُولُ اَبُو هُرَيْرَةَ: اَنَا كُنْتُ اَحْفَظُ ، لَكِنَّ ابْنَ عَمْرٍو كَانَ يَتَفَوَّقُ عَلَيَّ وَيَسْبِقُنِي فِي الْحِفْظِ؟ لِاَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَنَفْهَمُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ: اَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْكِتَابَةِ، فَلَوْ كَانَتِ الْكِتَابَةُ غَيْرَ جَائِزَةٍ، لَمَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ نِهَائِيّاً وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، وَاِنَّمَا مَنَعَهَا فَتْرَةً؟ حَتَّى لَايَخْتَلِطَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآَنِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَقُولُهُ رَسُولُ الله، فَلَمَّا اَمِنَ رَسُولُ اللهِ عَلَى الْقُرْآَنِ، سَمَحَ بِكِتَابَةِ مَايَقُولُهُ مِنَ الْحَدِيث، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَارَسُولَ اللهِ: اِنِّي اَكْتُبُ مَااَسْمَعُهُ مِنْكَ! فَقَالَ: اُكْتُبْ وَلَاحَرَجَ، فَقَالَ يَارَسُولَ اللهِ: اَكْتُبُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَقَالَ: اُكْتُبْ فَاِنِّي لَااَقُولُ فِيهِمَا اِلَّا حَقّاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: يَقُولُ ابْنُ عُمَرَ يَارَسُولَ اللهِ: اَرَاكَ تَغْضَبُ وَتَنْفَعِلُ ثُمَّ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ! هَلْ اَكْتُبُهُ؟ فَرُبَّمَا اَنْتَ لَاتَقْصُدُ هَذَا الْكَلَامَ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَااَقُولُ فِي الرِّضَا وَلَا اَقُولُ فِي الْغَضَبِ اِلَّا حَقّاً فَاكْتُبْ وَلَاحَرَجَ، فَاَنَا اَقُولُ حَقّاً، وَمَهْمَا كُنْتُ غَضْبَاناً، فَاِنَّ لِسَانِي لَايَنْطِقُ اِلَّا بِالْحَقِّ؟ لِاَنَّ اللهَ عَصَمَنِي فِي حَالَةِ الرِّضَا وَفِي حَالَةِ الْغَضَبِ، لِمَاذَا اَخِي؟ لِاَنَّ مَنْ سَيَكُونُ رَسُولاً لِلنَّاسِ، لَايَكُونُ غَضَبُهُ لِشَخْصِهِ مِنْ اَجْلِ نَفْسِهِ، وَاِنَّمَا غَضَبُهُ يَكُونُ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اَجْلِ الْحَقِّ، وَلِذَلِكَ كَانَ يَاْتِي اِلَيْهِ الْاَعْرَابِيُّ فَيَجْذُبُهُ بِرِدَائِهِ وَيَقُولُ يَامُحَمَّدُ! اَعْطِنِي حَقِّي، فَاِنَّكُمْ يَاآَلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَوْمٌ مُطْلٌ! نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُقْتَرِضاً مِنْهُ دَيْناً اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً وَلَمْ يَاْتِ بَعْدُ وَقْتُ الْوَفَاءِ، وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَ هَذَا الْاَعْرَابِيُّ الْمُفْتَرِي عَلَى اللِه وَعَلَى رَسُولِهِ، يَتَّهِمُ الرَّسُولَ كَاذِباً بِتُهْمَةِ الْمُمَاطَلَةِ! وَهَزَّهُ هَزّاً قَوِيّاً بِتَلَابِيبِهِ! وَقَالَ اَعْطِنِي حَقِّي، وَلَمْ يَكْتَفِ بِقَوْلِهِ وَافْتِرَائِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ! بَلِ اتَّهَمَ اَقْرِبَاءَهُ اَيْضاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْمُمَاطَلَةِ! وَقَالَ وَقِحاً: اِنَّكُمْ آَلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَوْمٌ مُطْلٌ! بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً عَادِيّاً فِي اَيَّامِنَا، جَاءَهُ هَذَا الرَّجُلُ، فَاِنَّهُ يُقِيمُ الدُّنْيَا عَلَيْهِ وَلَايُقْعِدُهَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللِه تَرَوَّى وَاَخَذَهُ بِحِلْمِهِ، وَقَالَ اَعْطُوهُ حَقَّهُ، بَلْ اِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اَرَادَ اَنْ يَبْطِشَ بِهَذَا الْاَعْرَابِيِّ، وَقَالَ لَهُ مَاذَا دَهَاكَ؟ مَاهَذَا الصَّنِيعُ الَّذِي فَعَلْتَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ! هَلْ هَذَا اُسْلُوبٌ اَدِيب! اِنْسَانٌ عَادِيٌّ مِنَ النَّاسِ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَفْعَلَ مَعَهُ هَذَا! فَكَيْفَ تَاْتِي اِلَى رَسُولِ اللهِ وَتَصِفُهُ بِهَذِهِ الْاَوْصَافِ هُوَ وَآَلُ بَيْتِهِ! نَعَمْ اَخِي: فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: اَعْطُوهُ وَزِيدُوه! نَعَمْ اَخِي: اَلْمَحَبَّةُ لَاتَكُونُ غَصْباً، وَالْاِيمَانُ لَايَكُونُ غَصْباً، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا قُلْتَ لِاِنْسَانٍ مَا آَمِنْ وَاِلَّا قَتَلْتُكَ! فَاِنَّهُ يَقُولُ لَكَ آَمَنْتُ؟ وَلَكِنَّ قَلْبَهُ لَيْسَ بِمُؤْمِن، وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ عَدَدَ الْمُنَافِقِينَ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِيِّ سَيَتَضَاعَفُ وَاحِداً بَعْدَ الْآَخَر، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الْمَحَبَّةُ لَاتَكُونُ اِلَّا بِالْمُعَامَلَةِ الْحَسَنَة، وَلذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَعْطُوهُ حَقَّهُ وَزِيدُوهُ، فَقَالُوا يَارَسُولَ اللهِ: نُعْطِيهِ حَقَّهُ، فَمَابَالُ هَذِهِ الزِّيَادَةِ؟! فَقَال: اَلزِّيَادَةُ لِقَاءَ مَارَوَّعْتُمُوهُ، اَيْ لِقَاءَ مَااَخَفْتُمُوهُ حِينَ قُمْتُمْ عَلَيْهِ وَكِدْتُّمْ اَنْ تَبْطِشُوا بِهِ، وَلِذَلِكَ نُرِيدُ اَنْ نُعْطِيَهُ تَعْوِيضاً، نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ هِيَ الْاَخْلَاقُ السَّامِيَةُ الَّتِي حَبَّبَتِ النَّاسَ فِي الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُ مُكْفَهِرَّ الْوَجْهِ عَبُوساً؟! وَلَايُخَاطِبُ النَّاسَ اِلَّا بِقَسْوَةٍ؟! فَاِذَا سَاَلْتَهُ لِمَاذَا؟ فَاِنَّهُ يَقُولُ لَكَ اَنَا مُتَدَيِّن، وَنَقُولُ لِهَذَا: اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَكُونَ مُتَدَيِّناً حَقّاً، وَاَنْ تَقْتَدِيَ بِالتَّدَيُّنِ، فَاقْتَدِ بِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَاِنَّهُ كَانَ بَشُوشَ الْوَجْهِ، كَانَ حَسَنَ الْمُعَامَلَةِ مَعَ النَّاسِ، كَانَ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ لَانُحَبِّبُ النَّاسَ بِالْاِسْلَامِ بِالْقَوْلِ فَقَطْ، وَاِنَّمَا بِالسُّلُوكِ اَيْضاً وَالْمُعَامَلَةِ الْحَسَنَة، وَلِذَلِكَ فِي شَرْقِ آَسْيَا اَوْ فِي جَنُوبِ آَسِيَا، هُنَاكَ تِسْعاً وَتِسْعِينَ بِالْمِائَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اَوْ سَبْعاً وَتِسْعِينَ وَاللهِ دَخَلُوا الْاِسْلَامَ دُونَ اَنْ يَدْخُلَ اِلَى بِلَادِهِمْ اَحَدٌ مِنَ الْفَاتِحِينَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ السُّيُوفَ! وَاِنَّمَا كَانَ التُّجَّارُ الْمُسْلِمُونَ هُمُ الْفَاتِحِينَ، وَلَمْ يَذْهَبُوا اِلَى بِلَادِهِمْ اِلَّا مِنْ اَجْلِ التِّجَارَةِ، وَلَكِنَّهُمْ عَامَلُوا النَّاسَ فِي بِلَادِهِمْ مُعَامَلَةً حَسَنَةً، فِيهَا مَافِيهَا مِنْ مُرَاعَاةِ الْاَمَانَةِ وَعَدَمِ الْغِشِّ وَالْخَدِيعَةِ وَالْخِيَانَة، نَعَمْ اَخِي: بَعْضُ النَّاسِ مَعَ الْاَسَفِ، يَقُولُ لَكَ: اِذَا خَالَفَكَ اِنْسَانٌ فِي الدِّينِ فَاحْتَقِرْهُ؟! وَاغْلُظْ لَهُ فِي الْقَوْلِ؟! وَعَامِلْهُ اَسْوَاَ مُعَامَلَة؟! وَرُبَّمَا يَسْتَدِلُّ بِبَعْضِ النُّصُوصِ مِنَ الْقُرْآَنِ اَوِ السُّنَّة! وَنَقُولُ لِهَذَا:

  رد مع اقتباس