عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 05 / 2015, 40 : 08 AM   #3
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: غزوة مؤتة بشيء من التفصيل

هَذَا فِي مَقَايِيسِ التُّجَّارِ الْمَادِّيِّينَ الَّذِينَ لَاهَمَّ لَهُمْ اِلَّا الْمَادَّة، وَاَمَّا فِي مَقَايِيسِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِالْمَادَّةِ وَالرُّوحِ مَعاً وَلَايُسَخِّرُونَهُمَا اِلَّا فِي رِضَا اللهِ، فَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا، وَيُرْبِي الصَّدَقَات(نَعَمْ اَخِي: نَحْنُ نُصَدِّقُ بِالْقُرْآَن، وَلَكِنَّ مِمَّا يَزِيدُنَا يَقِيناً وَاِيمَاناً، اَنَّ الْوَاقِعَ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ الَّذِي يَقُولُهُ الْقُرْآَن، فَكَمْ مِنْ مُرَابِينَ مُحِقُوا مَحْقاً هُمْ وَذَرَارِيهِمْ! حَتَّى صَارَ ذَرَارِيهِمْ يَطْلُبُونَ مِنَ النَّاسِ الصَّدَقَات! نَعَمْ اَخِي{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَات(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِي يُزَكِّي وَيُطِيعُ اللهَ تَعَالَى فِي مَالِهِ مِنْ حَيْثُ الْكَسْبِ وَالْاِنْفَاقِ، فَهُوَ لَايَكْسَبُ اِلَّا حَلَالاً، وَلَايُنْفِقُ اِلَّا حَلَالاً، وَاِذَا اَنْفَقَ اَنْفَقَ مِنْ غَيْرِ اِسْرَافٍ وَلَاتَبْذِيرٍ وَ لَارِيَاءٍ وَلَامَخِيلَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ، فَاِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُبَارِكُ لَه، نَعَمْ اَخِي: وَاَحْيَاناً يَاْتِينَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي رَسَائِلِهِمْ بِشُبْهَةٍ يَقُولُونَ فِيهَا: اِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ عَنْ اَهْلِ الْكِتَابِ[وَلَوْ اَنَّهُمْ اَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْاِنْجِيلَ وَمَااُنْزِلَ اِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ، لَاَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ اَرْجُلِهِمْ(وَفَاضَتْ عَلَيْهِمُ النِّعَمُ، فَهَلْ هُمْ فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ يُقِيمُونَ التَّوْرَاةَ وَالْاِنْجِيلَ؟ بَلْ لَايُقِيمُونَهُمَا وَمَعَ ذَلِكَ هُمْ اَغْنِيَاءُ فَاحِشُونَ مِنَ الثَّرَاءِ يَاْكُلُونَ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ اَرْجُلِهِمْ؟ فَهَلْ هُنَاكَ طَعَامٌ مِنْ نَوْعٍ آَخَرَ نَجْهَلُهُ وَلَانَدْرِي عَنْهُ شَيْئاً وَعَدَهُمُ اللهُ اَنْ يُطْعِمَهُمْ اِيَّاهُ لَوْ اَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْاِنْجِيل! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: نَعَمْ هُنَاكَ طَعَامٌ مِنْ نَوْعٍ آَخَرَ وَعَدَهُمُ اللهُ اِيَّاهُ! لَايَجْلِبُ لَهُمْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْقَلَقِ وَالتَّوَتُّرِ وَالرُّعْبِ! اَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ قَبْلُ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ فِي مَكَّةَ! فَكَفَرُوا بِنِعْمَةِ اللهِ! فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى؟ مُذَكِّراً لَهُمْ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ؟ حَتَّى لَايَجْحَدُوهَا؟ وَحَتَّى يَشْكُرُوهَا{لِاِيلَافِ قُرَيْشٍ، اِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي اَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ، وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْف( نَعَمْ هُمْ اَغْنِيَاءُ فَاحِشُونَ مِنَ الثَّرَاءِ؟ لِاَنَّ اللهَ يَقُولُ عَنْ اَسْيَادِهِمْ مِنَ الْيَهُودِ فِي آَيَةٍ اُخْرَى{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ اَيْنَمَا ثُقِفُوا؟ اِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَة(فَهُمْ تَمَسْكَنُوا حَتَّى تَمَكَّنُوا وَوَصَلُوا اِلَى هَذَا الْغِنَى وَالثَّرَاءِ الْفَاحِشِ بِفَضْلِ اَسْيَادِهِمْ مِنَ الْيَهُودِ الْمُرَابِينَ وَتُجَّارِ الْاَسْلِحَةِ الَّذِينَ يَلْعَنُونَ ابْنَ مَرْيَمَ وَاُمَّهُ وَ يَقُولُونَ عَلَيْهِمَا مَايَقُولُونَ مِنْ بُهْتَانٍ عَظِيمٍ، وَحِذَاؤُهُمَا الَّذِي يَنْتَعِلَانِهِ يُشَرِّفُهُمْ جَمِيعاً، نَعَمْ اَخِي: فَهؤُلاءِ الْيَهُودُ مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ يَجِدُونَ رَوَاجاً كَبِيراً لِلرِّبَا وَتِجَارَةِ الْاَسْلِحَةِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْمَمْنُوعَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ فِي اَسْوَاقِ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ؟ لِتَكُونَ مُنْطَلَقاً بَعْدَهَا مِنْ اَجْلِ تَوْسِيعِ تِجَارَتِهِمْ وَبِضَاعَتِهِمُ الْكَاسِدَةِ الْفَاسِدَةِ اِلَى جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ، اِلَّا قَلِيلاً مِنَ الْيَهُودِ الشُّرَفَاءِ، وَاِلَّا كَثِيراً مِنَ النَّصَارَى الشُّرَفَاءِ الَّذِينَ لَايَتَجَاوَبُونَ مَعَهُمْ وَلَا مَعَ سَعْيِهِمْ فَسَاداً فِي الْاَرْضِ، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ تَرَاهُمْ فِي الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ فِي الظَّاهِرِ اَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي غِنىً وَفِي ثَرَاءٍ فَاحِشٍ، وَلَكِنَّكَ تَرَى فِي اَكْثَرِ الْبِلَادِ تَقَدُّماً وَهِيَ بِلَادُ الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ الَّتِي كَانَ مِنَ الْمَفْرُوضِ اَلَّا يَكُونَ فِيهَا مِنَ الْاَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ؟ لِتَقَدُّمِ الْعِلْمِ وَالْحَضَارَةِ الْمَادِّيَّةِ عِنْدَهُمْ وَالْحَضَارَةِ الصِّنَاعِيَّةِ وَالزِّرَاعِيَّةِ وَالتِّجَارِيَّة، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى مِنْ هَذِهِ الْاَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ مَالَايُوجَدُ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْبِلَاد! وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ لَايَاْكُلُونَ اِلَّا مَايَجْلِبُ لَهُمْ مِنْ مَحْقِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِهِ وَسَخَطِهِ عَلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْاَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ الَّتِي جَعَلَهَا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ اَرْجُلِهِمْ، بَلْ جَعَلَهَا مُحِيطَةً بِهِمْ اِحَاطَةَ السُّوَارِ بِالْمِعْصَمِ وَلَايَجِدُونَ اِلَى عِلَاجِهَا سَبِيلاً، وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَصْرِفُونَ جَمِيعَ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ عَلَى صِحَّتِهِمْ، وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ مَااَعَادُوا انْتِخَابَ اُوبَامَا لِفَتْرَةٍ رِئَاسِيَّةٍ جَدِيدَةٍ اِلَّا بِسَبَبِ عِنَايَتِهِ بِالْقِطَاعِ الصِّحِّي، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ تَرَى فِي بِلَادِ الْغَرْبِ الصَّلِيبِيِّ مَاتَرَاهُ مِنْ قَلَقٍ عَلَى حَيَاةِ الْاِنْسَان، فَفِي بِلَادِ السُّوَيْدِ مَثَلاً، تَرَى دَخْلَ الْفَرْدِ فِيهَا يَصِلُ اِلَى اَعْلَى نِسْبَةٍ فِي الْعَالَمِ مِنَ الْاَمْوَال، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَيْضاً تَرَى اَعْلَى نِسْبَةٍ فِي الْعَالَمِ فِي الِانْتِحَارِ مَوْجُودَةٌ فِي بِلَادِ السُّوَيْدِ؟ بِسَبَبِ وُجُودِ قَلَقٍ نَفْسِيٍّ فَظِيعٍ عِنْدَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ لَايَقْرَؤُونَ الْقُرْآَنَ؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ هُوَ الْعِلَاجُ الْوَحِيدُ فِي هَذَا الْكَوْنِ لِهَذَا الْقَلَقِ النَّفْسِيِّ بِشَرْط؟ اَنْ يَفْهَمُوا مَعَانِيَهِ وَاَحْكَامَهُ وَيَتَعَلَّمُوهَا مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاء، وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ اَنْ يَفْهَمُوا مَايَتَعَلَّقُ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ فِي آَيَاتِهِ؟ لِاَنَّهَا هِيَ الْاَسَاسُ فِي عِلَاجِ هَذَا الْقَلَقِ النَّفْسِيِّ الَّذِي وَصَفَهُ سُبْحَانَهُ بِاَجْمَلِ الْاَوْصَافِ الْبَلِيغَةِ قَائِلاً{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ، فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ، اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق( نَعَمْ اَخِي: فَهُنَاكَ قَلَقٌ عَظِيمٌ مِنْ هَذَا الطَّيْرِ الْمُتَوَحِّشِ فِي اَغْوَارِ نُفُوسِهِمْ وَاَعْمَاقِهَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ النُّفُوسَ اسْتَوْحَشَتْ مِنَ الْاِشْرَاكِ بِاللِه، وَاشْتَاقَتْ اِلَى تَوْحِيدِهِ، فَلَمْ تَجِدْ اِلَى تَوْحِيدِهِ سَبِيلاً؟ لِاَنَّهَا بَعِيدَةٌ كُلَّ الْبُعْدِ عَنِ الْقُرْآَن، فَاَصْبَحَتْ لَاتَسْتَقِرُّ عَلَى حَال، فَخَافَتْ مِنْ وَحْشَةِ نُفُوسِهَا اَنْ تَخْطَفَهَا كَمَا يَخْطَفُ الطَّيْرُ فَرِيسَتَه، وَفِعْلاً مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالْقَلَقِ، خَطَفَتْ قَلْبَهَا، وَذَهَبَتْ بِعَقْلِهَا، فَلَمْ تَعُدْ تَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ مِنَ الْاَمْنِ وَالسَّلَامَةِ، فَظَنَّتْ اَنَّهَا سَتَاْتِيهَا رِيحُ التَّغْيِيرِ مِنْ حَالٍ سَيِّءٍ اِلَى حَالٍ حَسَنٍ اِذَا لَجَاَتْ اِلَى الِانْتِحَارِ، فَاِذَا بِهَذِهِ الرِّيحُ تَهْوِي بِهَا فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ لَايَعْلَمُ مَوْعِدَ الْوُصُولِ اِلَى قَعْرِهِ اِلَّا الله، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْغِنَى الَّذِي يَقْصُدُهُ اللهُ تَعَالَى، هُوَ غَيْرُ الْغِنَى فِي مَقَايِيسِ النَّاس، نَعَمْ اَخِي: وَالْغِنَى مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى، هُوَ اَنْ يُبَارِكَ لَكَ فِي مَالِكَ الْحَلَالِ، وَاَنْ يَمْحَقَ الْمَالَ الْحَرَام، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَاْكُلُونَ حَلَالاً، وَيُنْفِقُونَ حَلَالاً، وَيَلْبَسُونَ حَلَالاً، وَيَرْكَبُونَ حَلَالَا، نَعَمْ اَخِي وَنَعُودُ الْآَنَ عَوْدَةً حَمِيدَةً وَعَدْنَا بِهَا اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الَّذِي اَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ! لَوْ اَنْفَقْتَ مَافِي الْاَرْضِ جَمِيعاً مَااَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ! وَلَكِنَّ اللهَ اَلَّفَ بَيْنَهُمْ( نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ كَانَ هَذَا التَّاْلِيفُ لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذَا الْمَنْهَجِ الْاِسْلَامِيِّ، مَااَلَّفَ اللهُ بَيْنَنَا اَبَداً، نَعَمْ اَخِي: اَللهُ تَعَالَى يُؤَلِّفُ بَيْنَنَا حِينَمَا نَتَّبِعُ مَنْهَجَه، وَاِنَّ اَعْظَمَ جَرِيمَةٍ تُرْتَكَبُ فِي عَالَمِ الْاِنْسَانِيَّةِ، اَنْ يُهْدَرَ دَمٌ بِغَيْرِ حَقٍّ مَهْمَا كَانَ صَاحِبُهُ مِنْ اَيِّ مِلَّةٍ كَانَ وَمِنْ اَيِّ دِينٍ كَانَ وَمِنْ اَيَّةِ طَائِفَةٍ كَان، فَالدِّمَاءُ فِي الْاِسْلَامِ مَصُونَة، وَالدِّمَاءُ مَحْفُوظَة، وَالْاَعْرَاضُ مَحْمِيَّة، وَكَرَامَةُ الْاِنْسَانِ مَضْمُونَة، وَهَذَا هُوَ دِينُنَا! فَيَارَبّ! اَلْهِمْنَا اَنْ نَتَخَلَّقَ بِهَذِهِ الْاَخْلَاق، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ، وَيَااَيُّهَا الْاَبْنَاءُ الْكِرَام، بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ وَفِي حُضُورِكُمْ وَجَمْعِكُمْ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمُنْتَدَيَاتِ وَعَلَى صَفَحَاتِ الْاِنْتِرْنِتِّ شِيباً وَشُبَّاناً وَرِجَالاً وَنِسَاءً، وَلَكِنَّ التَّصْفِيقَ فِي الْجَامِعِ مِنْ اَجْلِ ذَمِّ اِنْسَانٍ اَوْ مَدْحِهِ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ لَايَجُوزُ! بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ الْمُشْرِكِينَ مُسْتَنْكِراً لِصَلَاتِهِمْ قَائِلاً{وَمَاكَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ اِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَة(نَعَمْ اَخِي: وَالْمُكَاءُ هُوَ الصَّفِير، وَالتَّصْدِيَةُ هِيَ التَّصْفِيق، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُصَفِّرُونَ وَيُصَفِّقُونَ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ! فَنَهَى اللهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ عَنْ ذَلِك، وَلَكِنْ رُبَّمَا هُنَاكَ بَعْضُ الْمَوَاقِفِ الَّتِي فِيهَا اِثَارَةٌ لِلْمَشَاعِرِ الدِّينِيَّةِ الْاِيمَانِيَّة، كَاَنْ يَقُولَ الْمُؤْمِنُ اَوِ الْمُصَلّي مَثَلاً: آَمِين، اَوْ سُبْحَانَ الله، اَوْ اَللهُ اَكْبَر، حَسْبَمَا يَسْتَدْعِي الْمَقَام، وَلِذَلِكَ اُوَجِّهُ خِطَابِي لِلْمُوَالِينَ لِلنِّظَامِ الْفَاسِدِ الْمُفْسِدِ فِي الْاَرْضِ: اَنَّ كُلَّ مَنْ يَنْزَعِجُ مِنْ كَلِمَةِ اَللهُ اَكْبَرُ، فَهُوَ مُنَافِقٌ جَاهِلٌ، اَخْشَى عَلَيْهِ اَنْ يَخْسَرَ اِسْلَامَهُ فِي نِهَايَةِ الْمَطَاف، وَيَكْفِي الْمُسْلِمِينَ فِي الْعِرَاقِ فَخْراً: اَنَّهُمْ مَازَالُوا اِلَى الْآَنَ يَحْتَفِظُونَ عَلَى عَلَمِهِمْ بِكَلِمَةِ اَللهُ اَكْبَر، فَاِذَا كَانَ الْمُتَطَرِّفُونَ الْخَوَنَةُ يَدْعَمُونَ اِجْرَامَهُمْ بِكَلِمَةِ اَللهُ اَكْبَرُ، فَنَحْنُ اَيْضاً يَجِبُ عَلَيْنَا شَرْعاً اَنْ نُقَاوِمَ اِجْرَامَهُمْ بِكَلِمَةِ اَللهُ اَكْبَرُ؟ لِاَنَّهَا الْكَلِمَةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ وَاِنْ كَانَتْ مُشْتَرَكَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَلَكِنَّهَا تُمَيِّزُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ مِنَّا وَمِنْهُمْ، وَلَقَدْ كَانَ النَّصَارَى فِي حُرُوبِهِمُ الدِّينِيَّةِ لَايَجِدُونَ غَضَاضَةً وَلَايَشْعُرُونَ بِعَارٍ حِينَمَا كَانُوا يُحَارِبُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً بِشِعَارٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَ الْكَاثُولِيكِ وَالْاُورْثُوذُكْسِ وَهُوَ الصَّلِيب، فَلِمَاذَا نَحْنُ نَشْعُرُ بِالْعَارِ مِنْ كَلِمَةِ اَللهُ اَكْبَر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ تَتَظَاهَرُوا، فَعَلَيْكُمْ بِالتَّظَاهُرِ خَارِجَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الصَّلَاةِ؟ حَتَّى لَاتَحْصَلَ فَوْضَى فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ الْمُصَلّينَ رِجَالاً وَنِسَاءً؟ لِاَنَّ الْمَسْجِدَ هُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَنْبَغِي اَنْ يَشْعُرَ فِيهِ الْمُصَلّي بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَالرَّحْمَةِ وَالْاَمَان، فَاِذَا تَظَاهَرْتُمْ خَارِجَ الْمَسْجِدِ، فَلَاذَمَّ وَلَامَدْحَ لِاِنْسَانٍ مِنَ النَّاسِ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ، اِلَّا اِذَا كُنْتُمْ مُضْطَّرِّينَ لِذَلِكَ؟ اسْتِبْيَاناً لِسَبِيلِ الْمُجْرِمِين، فَاِذَا ذَكَرْتُمْ ذَمّاً اَوْ مَدْحاً لِوَضْعٍ مِنَ الْاَوْضَاعِ الْفَاسِدَةِ، فَالْاَفْضَلُ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ دُونِ ذِكْرِ اَسْمَاءِ الْمَسْؤُولِينَ عَنْ هَذَا الْفَسَاد، فَاِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ تَذْكُرُوا اَسْمَاءَ هَؤُلَاءِ الْمَسْؤُولِينَ، فَلَايَجُوزُ التَّشْهِيرُ بِهِمْ فِي الْمُظَاهَرَاتِ الصَّفْرَاءِ وَلَا فِي الصِّحَافَةِ الصَّفْرَاءِ اِلَّا بِرُخْصَةٍ مُصَادَقٍ عَلَيْهَا مِنَ الدَّوْلَةِ وَالْاَجْهِزَةِ الْاَمْنِيَّةِ الْمَسْؤُولَة وَعَلَى مَسْؤُولِيَّةِ الدَّوْلَةِ وَفِي رَقَبَتِهَا، وَاَمَّا اَنْتُمْ فَلَاتَضَعُوا سُمْعَةَ النَّاسِ عَلَى الْمَحَكِّ فِي رِقَابِكُمْ مِنْ دُونِ دَلِيلٍ قَطْعِيٍّ تَعْلَمُهُ الدَّوْلَةُ وَالْاَجْهِزَةُ الْاَمْنِيَّةُ الْمَسْؤُولَةُ عِلْمَ الْيَقِين؟ لِاَنَّهَا قَامَتْ بِدِرَاسَةٍ كَافِيَةٍ عَنِ الْفَسَادِ وَمَنْ قَامَ بِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَسْؤُولِين، وَاَمَّا اَنْتُمْ فَمِنْ اَيْنَ جِئْتُمْ بِهَذِهِ الدِّرَاسَةِ اَوِ الْمَعْلُومَاتِ الْاَمْنِيَّةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى تَوَرُّطِهِمْ؟ هَلْ لَدَيْكُمْ شَجَرَةُ الْعَائِلَةِ الَّتِي تَمْلِكُهَا الْاَجْهِزَةُ الْاَمْنِيَّةُ عَنْ كُلِّ مَسْؤُولٍ مِنْ هَؤُلَاء؟ طَبْعاً لَيْسَ لَدَيْكُمْ، فَكَيْفَ يَحِقُّ لَكُمْ اَنْ تَتَّهِمُوا النَّاسَ وَتَتَظَاهَرُوا ضِدَّهُمْ خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ وَمِنْ دُونِ رُخْصَةٍ مِنْ هَذِهِ الْاَجْهِزَةِ الْاَمْنِيَّةِ الْمُصَادِقَةِ عَلَى اتِّهَامِكُمْ لَهُمْ! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَوَّلُ مَااَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ اَوَّلاً: بِمَعْنَى امْتِثَالِ الْاَوَامِرِ الْاِلَهِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ، وَاجْتِنَابِ النَّوَاهِي، فَعَلَيْنَا اَنْ نَنْتَهِيَ عَنِ الْكَذِبِ، وَعَلَيْنَا اَنْ نَنْتَهِيَ عَنِ الْمُعَامَلَاتِ الَّتِي حَرَّمَهَا اللهُ، وَعَلَيْنَا اَنْ نَنْتَهِيَ عَنِ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: قَالَ اللهُ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَابَقِيَ مِنَ الرِّبَا اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَاْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِه(فَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَلَاؤُنَا لِلهِ وَطَاعَتُنَا لِلهِ هِيَ الَّتِي تُؤَلِّفُ فِيمَا بَيْنَنَا، وَهَذِهِ الْحَلْقَةُ مَعَ الْاَسَفِ مَفْقُودَةٌ كَثِيراً بَيْنَ اَكْثَرِ النَّاس! وَاَمَّا وَلَاؤُنَا لِشَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ فِيمَا لَايُرْضِي اللهَ، فَهُوَ الَّذِي يُفَرِّقُ فِيمَا بَيْنَنَا، وَيَجْعَلُنَا نَتَخَبَّطُ وَنَتِيهُ وَنَضِيعُ فِي مَتَاهَاتٍ وَظُلُمَاتٍ وَسَرَادِيبَ كَثِيرَةٍ اِنْ لَمْ نَسْتَضِىءْ بِنُورِ اللهِ الْاِسْلَامِي، نَعَمْ اَخِي: لَقَدْ اَصْبَحَتْ تَقْوَى اللهِ عِنْدَ اَكْثَرِ النَّاسِ فِي الظَّاهِرِ فَقَطْ! وَاَمَّا مَاحَوَى الْبَاطِنُ مِنْ عَقْلٍ وَقَلْبٍ يَنْبَغِي لِلنَّاسِ اَنْ يَغْسِلُوهُمَا مِنَ الْاَحْقَادِ وَالضَّغَائِنِ، فَهَذَا نَادِرٌ مَعَ الْاَسَفِ اَنْ تَرَى فِيهِ مِنْ هَذِهِ التَّقْوَى وَمَخَافَةِ الله! فَيَارَبّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَيَارَبّ يَسِّرْ اُمُورَنَا، وَيَارَبّ اِشْرَحْ صُدُورَنَا، وَيَارَبّ اَدِمْ عَلَيْنَا عِزَّةَ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ، وَيَارَبّ خَلِّقْنَا بِاَخْلَاقِ نَبِيِّكَ وَاَقْوَالِهِ وَاَفْعَالِهِ، يَارَبّ مَنْ اَرَادَ بِلَادَنَا وَدِينَنَا بِخَيْرٍ فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ، وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فُخْذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر، اَللَّهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّنَا وَاَنْتَ مَوْلَانَا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَاَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيم، عِبَادَ الله! اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِثَلَاثٍ! وَيَنْهَى عَنْ ثَلَاثٍ! وَاللهِ! لَوْ طُبِّقَتْ فِي الْعَالَمِ الْاِنْسَانِيِّ كُلِّهِ، لَسَادَ الْخَيْر{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ، وَالْاِحْسَانِ، وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ، وَالْمُنْكَرِ، وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون(عِبَادَ الله{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ! اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ( صَلَاةً وَسَلَاماً عَلَيْكَ يَارَسُولَ اللهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَاَزْوَاجِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَآَلِكَ وَاَصْحَابِك، وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

  رد مع اقتباس