عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 01 / 2012, 41 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الرياضة والسلوك الحسن


حث الإسلام على ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة، ورغّب الرسول صلى الله عليه وسلم بها في أكثر من مناسبة، لما فيها من تقوية للأجساد والمحافظة على سلامتها كما ورد في الحديث الشريف في صحيح مسلم : [المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير]، وذلك ضمن ضوابط مناسبة.
ولعل أكثرما يشغل أوقات نسبة كبيرة من شبابنا هو متابعة مباريات كرة القدم التي تنقلها القنوات الفضائية في معظم أيام الأسبوع والتي من خلالها يتابعون الفرق التي يميلون إليها ونجومهم المفضلين، ولذا نجد بعض الشباب يقلدون هؤلاء النجوم من حيث المظاهر ومن حيث السلوك.

ولا أنكر بأن هناك بعضاً من السلوكيات الجيدة التي نشاهدها إثناء المباريات التي يُفترض أن تكون تنافسية شريفه تحكمها أخلاق الفرسان، وذلك مثل إخراج الكرة إلى خارج الملعب عندما يُصاب لاعب من الفريق الخصم، وكذلك ما نشاهده أحياناً من قيام بعض اللاعبين بالسجود شكراً لله بعد تسجيل الهدف أو بعد نهاية المباراة.

وفي المقابل هناك من السلوكيات السلبية التي أصبحت سمة من سمات المباريات عموماً وخاصة المباريات المحلية، وسأذكر ثلاثة أمثلة لتلك السلوكيات، أولها أنه عندما تخرج الكرة إلى خارج الملعب (رمية جانبية) نجد بأن أكثر من لاعب من الفريقين يرفع يده مؤكداً بأن أخر من لمس الكرة هو اللاعب المنافس حتى وإن كان ذلك غير صحيحاً، وهذا قد يشجّع من يشاهدهم على عدم الصدق.
السلوك الثاني الغير حميد هو التمثيل على الحكم بهدف تحميل الفريق المنافس خطأ غير مستحق، وهذا أيضاً قد يشجّع بعض المشاهدين على أخذ ما ليس لهم بغير حق.
أمّا المثال الثالث فيتعلق بالحالات التي يتم فيها تسجيل أهداف بطرق غير شرعية - حسب بقوانين كرة القدم- مثل أن يتم تسجيل الهدف باليد من دون أن يُشاهد ذلك الحكم، فنجد أن اللاعب وجميع زملائه يحتفلون بذلك الهدف على الرغم من أن من سجله يشعر بقرارة نفسه بأن ذلك الهدف غير صحيح، وهذا يفهم منه من يُشاهده على أنه تشجيع لأخذ ما يخص الغير ولو بالخداع.
اعتقد بأن كل من يتابعون المباريات المحلية قد شاهدوا الهدف الذي تم تسجيله باليد قبل عدة أيام وظهر ذلك واضحاً من خلال الإعادات التلفزيونية، وكم كنت أتمنى من ذلك اللاعب بأن يُخبر الحكم بأن الهدف غير صحيح ليُريح ضميره ويُصلح من الخطأ الذي ارتكبه وليكسب احترام الجميع، كما حصل قبل عدة سنوات عندما سدد المهاجم المعروف ماجد عبدالله الكرة باتجاه مرمى فريق "أحد" فدخلت الكرة إلى المرمى من خلال الشبك الجانبي، فاحتسبه حكم المباراة هدفاً أحتج عليه لاعبوا الفريق المنافس، وحاولوا اقناع الحكم بأنه ليس هدفاً صحيحاً، وعندها توجه اللاعب ماجد عبدالله إلى الحكم وأخبره بأن ما يقوله لأعبوا فريق "أحد" صحيح، فتم إلغاء الهدف، فأراح اللاعب ضميره وكسب احترام الجميع، وضرب مثلاً حسناً لأهمية الصدق والنبل في تعاملنا مع الله ومع الناس.

إننا نريد رياضة تُظهرالسلوكيات الحميدة ليتعلّم منها من يُشاهدها، نريد أن يكون التنافس بين الأندية بطرق قانونية وشرعية، نريد أن تكون الرياضة عاملاً إيجابياً لإصلاح أحوال الشباب وغيرهم.
ولذايجب أن تحرص "رعاية الشباب" والأندية على تأهيل إداريها ولاعبيها تربويًا ونفسيًا ليكون سلوكهم سلوكا حضارياً، وليكون كل منهم قدوة جيدة لغيرهم، فتسموا أخلاقنا وتسموا رياضتنا.

  رد مع اقتباس