عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 05 / 2019, 16 : 04 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الامتنان أسلوب حياة

في لغتنا العربية الغنية بالمفردات كلمات نستخدمها دائما على أنها مرادفة لبعضها، ومن تلك الكلمات كلمتي الشكر والامتنان، بينما التعريف الدقيق لكل منهما لا يدل على أنهما متساويتان في المعنى، فالشكر هو الثناء باللسان وبقية الجوارح على نعم الله، ولمن قدم خدمة من البشر، بينما من معاني الامتنان هو الاعتراف بالجميل المُقدم لنا مع العمل على رده بكل الطرق الممكنة.
فنحن في حياتنا يجب أن نبدأ كل يوم بالامتنان للخالق الذي أحيانا بعد ما أماتنا أثناء نومنا، وعلى أن وهبنا يوماُ جديداً نعيشه لعبادته ثم لأمورنا الحياتية. فنحرص على إظهار اعترافنا بتلك النعمة من خلال عبادته سبحانه وتعالى والتركيز على الأعمال الصالحة ما أمكن.
ما أود أن أركز عليه في هذه الأسطر هو أن هناك نقصاً واضحاً للامتنان لدى شريحة ليست صغيرة من الكبار والصغار في مجتمعاتنا. حيث نلاحظ مع الأسف أن كثيراً من الجيل الحالي لا يطبقون هذه الثقافة في حياتهم، وقد يكون السبب في ذلك أن بعضنا لم يعودوا أطفالهم على الامتنان للخالق سبحانه وتعالى على نِعمه التي لا تُحصى وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، وأنعكس ذلك على أن بعض الأبناء لا يُظهرون أي نوع من الامتنان لوالديهم على ما يبذلونه من عطاء وتضحيات لتلبية احتياجاتهم، بل إن بعضاً من الأبناء ينظرون إلى الوالدين على أنهم أجهزة صراف آلي تعمل لحسابهم فقط.
إن غياب الامتنان بصدق في حياتنا أدى إلى ظهور كثير من علامات الجحود تجاه الخالق جل وعلا، وتجاه الوالدين والمجتمع. وأدى إلى أن يتعامل بعض أفراد الجيل الحالي بعنترية وامتهان مقيت لكرامة البعض ممن هم خارج نطاق الأسرة، وكذلك تجاه بعض الوافدين وخاصة العمالة البسيطة منهم. وقد يكون ذلك بسبب ما تعودوا عليه في طفولتهم وعاصروه وهم شباب من مظاهر ومواقف "الهياط" التي تُظهر شئياً من البطر تجاه ما منحنا الله من نِعم.

أعتقد بأن الخلل بدأ من الأسرة، ثم من المدرسة التي لم تغرس ثقافة الامتنان لدى أطفالنا من صغرهم للخالق جل وعلا، ثم للوالدين، للأخوات، للسائق، للعاملة المنزلية، وغيرهم.
يقول البروفسور جيفري فروه، أستاذ علم النفس بجامعة هوفسترا عن الآثار النفسية للشكر والامتنان: “نعلم أن الأطفال الممتنين هم أكثر سعادةً وأكثر رضاً عن حياتهم. وكونهم كذلك يجعلهم يكوّنون صداقات أفضل ويُنشئون علاقات أقوى مع أفراد العائلة. كما أن غالبيتهم يُحَصلون على معدلاً تراكمياً أحسن وعلامات أكبر”، بينما القلب الذي لم يتعود على الامتنان للغبر سيجد نفسه ساخطاً على كل أوضاعه.
من المهم أن نربي أنفسنا وأطفالنا على الأدب مع الله في استقبال يومنا الجديد، وأن نعمل على غرس ثقافة الامتنان لدى أطفالنا من صغرهم لله ثم لكل شخص أخر يقدم لهم أي خدمات حتى وإن كانت مدفوعة الثمن، لأن الشكر يخلق التواصل، ويعمق المحبة والسعادة للطرفين..

كم أتمنى أن تتضمن المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية تدريس مادة مستقلة باسم مادة الامتنان يتم من خلالها التعريف بالامتنان وغرسه في حياتهم منذُ الصغر لأن الشكر والامتنان ليسا رد فعل للأشياء التي تحدث لنا فنشكر الله عليها فقط، بل هو موقف وثقافة وأسلوب حياة ننميه بالممارسة ليثمر لنا خيراً وهداية من الله إلى الرشد والصواب ويحقق لنا الخير الذي تتمناه،


دمتم سالمين.

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
رآنيا  (14 / 05 / 2019)