عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 04 / 2019, 55 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي هل خططنا لرمضان؟

قابلت قبل ثلاثة أسابيع رجلاً مسلماً في دولة غير إسلامية كان قد سبق له العيش في المملكة لفترة من الزمن، ودار الحديث عن قرب حلول شهر رمضان المبارك إلى أن قال لي: قد تستغرب أنه منذُ عودتي إلى بلدي فإني أشعر بالضيق الشديد إذا حل شهر رمضان المبارك.
قلت له: فعلاً كلامك غريب، على الرغم مما علمت عنك من الصلاح.
قال: لقد عشت عدة رمضانات سابقاً في بلادكم أتذكرها الآن وكأنها حلم جميل، فالأجواء الروحانية تبدأ قبل أن يحل الشهر، ثم إذا حل الشهر تشعر بجمال رمضان بين الناس، فالمساجد تظل مضيئة عامرة بالمصلين لعدة ساعات يؤدي فيها المسلمون الصلوات المفروضة والتراويح والوتر والتهجد، وفي النهار قراءة القرآن، وغير ذلك من الأعمال التي تعود بالخير على الصائم، فيحصل من خلالها على الأجور العظيمة من الله سبحانه وتعالى.
ويضيف: كنت أرى صفاء النفوس في الوجوه وخاصة وقت الإفطار في المسجد، وكأنما رمضان هو الشاحن للإيمان في قلوبنا. أمّا هنا في بلدي فيمر شهر رمضان مثل غيره من الشهور، فساعات العمل الطويلة هي هي، المنكرات أمامي في كل مكان، الكل تقريباً مفطر، أصوم غالب الأيام، ولكنني أضطر للإفطار أحياناً بسبب ظروف عملي الصعبة، ولهذا قلت لك أنني أشعر بالضيق إذا حل شهر رمضان لأني أشعر بأن موسماً مضموناً للربح يفوتني.

تذكرت كلامه أمس وعرفت حجم النعم التي نتقلب بها هنا، وكيف أن بعضنا يحرم نفسه من أشياء كثيرة تقربه إلى الله، وحمدت الله بأن جعلنا من المسلمين، وحمدت الله بأن كتب لي بأن أعيش في هذا المكان الذي يُشعرك بوجود شهر رمضان المبارك الذي أوله رحمه، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه ليلة القدر التي بشّر بها صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبوب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين. لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم) رواه النسائي والبيهقي. إن هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث المُبشرة للمؤمنين تفوق ما نعرفه في دنيانا هذه بالشيك المفتوح.

ونحن نعيش الأيام الأخيرة من شهر شعبان، ندعو الله بأن يُبلغنا رمضان وألا يجعلنا فاقدين ولا مفقودين، كما يجب علينا أن نضع الأهداف التي ننوي تحقيقها خلال الشهر الكريم لنكون ممن ينالون رحمته جل وعلا، ومغفرته، والعتق من النار.
ولعل من أول الخطوات التي يجب أن نبدأ بها هي التوبة الصادقة من كل الذنوب لعل الله أن يغفرها، وكذلك التسامح مع من بيننا وبينهم سوء فهم، وكذلك الاستبشار بموسم الخير القادم، مع وضع برنامج زمني يومي متضمناً الأعمال الصالحة التي ننوي أن نقوم بها مثل قراءة وحفظ القرآن الكريم، صلة الرحم، الصدقة.
باختصار، يجب أن يكون شهر رمضان شهراً مختلفاً نستثمره بعبادة خالصة لوجهه الكريم، لا موسماً للأكل، التسوّق، ومشاهدة المسلسلات وخلافها.

  رد مع اقتباس