الموضوع: الاكتئاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 06 / 2001, 53 : 11 AM   #1
sasa 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 30
+ تاريخ التسجيل » 18 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,652
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

sasa غير متواجد حالياً

الاكتئاب

ماذا تعرفون عن الإكتئاب ؟


قد تمر بكثير من الناس لحظات يشعرون فيها بالاكتئاب والحزن - لكن هذا لا يعني أنهم مصابون بالاكتئاب .


فما هو مرض الاكتئاب إذن ؟

يمكن تعريف الاكتئاب بأنه مرض يصيب النفس والبدن معاً ويؤثر تأثيراً واضحاً على محاور عدة في حياة المريض - كالمزاج و الشهية والنوم و القدرة على التحمل والتكيف مع مشكلات الحياة.
ولا يمكن التخلص من الاكتئاب بمجرد الإبتعاد عن التفكير به، فالمصاب به لا يستطيع أن يترك الهم ويخرج منه بإرادته، ولكن هذا ممكن بإذن الله مع العلاج الصحيح.
ويعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعاً في عصرنا هذا، غير أنه لا يشخص بدقة في أحيان كثيرة لعدة أسباب منها :

- عدم رغبة المريض بالحديث عن أحاسيسه أمام الطبيب.
- اهتمام المريض بالأعراض الجسدية من المرض وإغفاله الجانب النفسي منها.
- القصور في التدريب على اكتشاف الأمراض النفسية لدى بعض الأطباء .


أسباب الاكتئاب و أنواعه :

من الممكن تقسيم الاكتئاب إلى نوعين :

1 - اكتئاب يحصل كرد فعل لبعض الصدمات التي قد يواجهها الإنسان كموت حبيب أو مرضه، مرض مزمن، رسوب، تقاعد، طلاق . . . إلى غير ذلك من الأسباب المحزنة.

2 - اكتئاب داخلي دون وجود أي سبب ظاهر.
وجد أن الاكتئاب قد يحدث بسبب خلل بسيط في بعض المواد الكيميائية في الخلايا العصبية بالمخ ، و بذلك يمكن تشبيهه بأي مرض آخر من الأمراض الناتجة عن خلل في بعض المواد الكيميائية في الجسم مثل مرض السكري .

كما أن الوراثة تلعب دوراً في احتمال الإصابة بالاكتئاب، ولكن هذا لا يعني أن كل من يحمل العوامل الوراثية سوف يصاب بهذا المرض، فهناك عوامل حياتية وبيئية أخرى لها دور في ابتداء المرض أو في استمراره مثل التوتر وضغوط الحياة .

3 - اكتئاب ناتج عن أمراض عضوية مثل اضطراب الغدد الصماء وبعض الأمراض العصبية .


الأعراض :

تختلف الأعراض عادة من شخص لآخر، غير أن الجميع يشترك في المعاناة من الحزن وعدم الإحساس بالسعادة بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى :

- نقص أو زيادة في الشهية و من ثم الوزن .
- اضطرابات في النوم (زيادة أو أرق) .
- التشاؤم .
- فقدان الثقة بالنفس .
- الإحساس بتأنيب الضمير (النفس اللوامة) لكل صغيرة وكبيرة .
- عدم القدرة على التكيف وتحمل المشكلات اليومية، والهم والقلق لأبسط الأمور.
- الغضب والتوتر والبكاء .
- الخوف من الأمراض .
- عدم الاهتمام بالمظهر وبالنظافة .
- فقد أو نقص في الرغبة الجنسية .
- أعراض جسدية كالصداع وآلام في المعدة .
- ضعف في الطاقة العامة، التعب، بطء الحركة .
- الخوف من الموت، أو تمني حدوثه، وأحياناً وجود أفكار انتحارية .
وهنا يكمن الخطر لدى مريض الاكتئاب، إذ أنه في لحظة يأس وقنوط قد يحاول أن يضع حداً لمعاناته، ويحاول الانتحار، وهذا ما نهى الله عنه وحذر منه.

وقد ورد النهي عن تمني الموت في الحديث الشريف ، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب " رواه البخاري.
ووجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر إلى الاستخارة، فقد روى أنس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه ، فإن كان لابد فاعلاً فليقل : " اللهم أحيني إن كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إن كانت الوفاة خيراً لي ". متفق عليه .



** العلاج :

هناك أكثر من طريقة مستخدمة لعلاج الاكتئاب، فمنها :
العلاج النفسي، كجلسات الإسترخاء والتنفيس عن النفس، والعلاج المعرفي ومنها استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب وهي عديدة يختار الطبيب منها ما يرى أنها أنسب لعلاج المريض وقد يحتاج للإثنين معاً .
وفي بعض الحالات قد يلزم إدخال المريض للعلاج داخل المستشفى، وفي الحالات الشديدة والتي تتطلب مراقبة ومتابعة دقيقة، وفي الحالات النادرة قد تُستَعمَل الصدمات الكهربائية.
ولممارسة الرياضة كالسباحة والمشي، والهوايات المختلفة دور في التخفيف من معاناة مريض الاكتئاب.
كما أننا نحث المريض على البوح بما لديه من شكوى مزاجية للطبيب مثل الحزن، وضيقة الصدر، ونطمئنه بأن الطبيب لديه الاستعداد للاستماع والإنصات له مما يساعد على دقة التشخيص وعلى اختيار الدواء المناسب. كما وأن المرض النفسي ليس عيباً أو عاراً يخشى منه، وإنما هو مرض كغيره من الأمراض الأخرى. وهناك نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها وهي أن أدوية الاكتئاب لا تسبب الإدمان كما يعتقد كثير من الناس، وأعراضها الجانبية قليلة، وتكون في بداية العلاج وتخف مع الوقت، كما وأنها تحتاج إلى أسبوعين على الأقل لتبدأ تأثيرها العلاجي .
وقبل الختام أحب أن أذكر مريض الاكتئاب بأن هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وأن أشد الناس ابتلاءً هم الأنبياء ثم الذين يلونهم صلاحاً وهكذا، ونذكره بأجر الصبر على البلاء، وبأن قوة الإيمان بالله والاتكال عليه سبحانه وتعالى يعتبر جزءاَ مهما من علاج الاكتئاب بإذن الله.




  رد مع اقتباس