عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 05 / 2015, 52 : 11 AM   #1
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي احفظ الله يحفظك وتجده تجاهك

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي رَزَقَنَا الْاِيمَانَ وَالْاِسْلَامَ وَهُوَ خَيْرُ رِزْقٍ يُرْزَقُهُ الْاِنْسَان، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، فَهُوَ الَّذِي يَهْدِينَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم، وَهُوَ الَّذِي يَغْفِرُ لَنَا الذَّنْبَ؟ اِذَا تُبْنَا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه، وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه، لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى، وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه، وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر، بِدُعَاءِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير( وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه، فَتَحَ بَابَ الْاَمَلِ اَمَامَ عِبَادِهِ حَتَّى لَايَقْنَطُوا وَلَايَيْاَسُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ مَهْمَا عَظُمَتْ ذُنُوبُهُمْ؟ اِذَا تَابُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَا، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، اَلْقَائِل[ اِنِّي اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ اَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة(اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيم، وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ثَمَرَاتِ الْعُقُولِ وَالْاَفْئِدَة، وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينَ الَّذِينَ كَانُوا خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ، وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله، اَيُّهَا الشَّبَابُ الْمُؤْمِن، اَيُّهَا الْمُتَفَتِّحُ لِلْحَيَاة، اَيَّتُهَا الزَّهَرَاتُ الْفَوَّاحَةُ، اَيَّتُهَا الْوَرْدَاتُ النَّاضِرَة، يَامَنْ اَنْتُمُ الْبَلْسَمُ الشَّافِي، يَامَنْ عَلَى اَكْتَافِكُمْ يَقُومُ بُنْيَانُ الْمُجْتَمَع، لَقَدْ اَحَبَّكُمْ رَسُولُ اللهِ كَثِيراً، وَمَدَحَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، فَحِينَمَا مَدَحَ اَصْحَابَ الْكَهْفِ، مَدَحَهُمْ بِقَوْلِهِ{اِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ، وَزِدْنَاهُمْ هُدَى(نَعَمْ فِتْيَةٌ شَبَاب، وَهَذَا الشَّبَابُ لَمْ يَقْتُلْ شَبَابَهُ بِالْمَعَاصِي، وَلَابِالشَّهَوَاتِ، وَلَابِسَهَرَاتِ اللَّيَالِي الْحَمْرَاءِ، وَاِنَّمَا اَمْضَى شَبَابَهُ فِي الْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ بِمَا يُرْضِي اللهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلِذَلِكَ كَانَ الرَّسُولُ يُحِبُّكُمْ كَثِيرَا، وَلِذَلِكَ كَانَ يُوَجِّهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ التَّوْجِيهَ الْحَسَنَ، وَكَانَ يُلَاطِفُهُمْ، وَيَوْماً اَرْدَفَ ابْنَ عَمِّهِ عَبْدَ اللهِ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ[يَاغُلَام! (وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّحَبُّبِ، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الِاحْتِقَارِ، كَمَا اَتَحَبَّبُ مَثَلاً اِلَى نَاشِىءٍ مِنَ الْفِتْيَانِ فَاَقُولُ لَهُ مِنْ بَابِ الْمَوْنَةِ كَمَا يُقَال يَاوَلَد[ اِنِّي اُعَلِّمُكَ كَلِمَات(وَانْظُرْ اَخِي كَيْفَ رَسُولُ اللهِ يُوَجِّهُ هَذَا الْفَتَى الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ بَعْدُ سِنَّ الْحُلُمِ، وَلَمْ يَبْلُغْ بَعْدُ سِنَّ الرُّشْدِ[اِنِّي اُعَلِّمُكَ كَلِمَات(مَاهِيَ يَارَسُولَ الله؟ مَاهَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُسْدِيهَا اِلَى هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟[اُعَلِّمُكَ كَلِمَات! اِحْفَظِ اللهَ! يَحْفَظْكَ[اِحْفَظِ اللهَ(وَهَلِ اللهُ تَعَالَى بِحَاجَةٍ اِلَى حُرَّاسٍ لِيَحْفَظُوه! تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً! وَاِنَّمَا[اِحْفَظِ اللهَ(اَيِ احْفَظْ اَوَامِرَهُ وَنَوَاهِيَهُ، فَاِذَا اَمَرَكَ بِشَيْءٍ، فَاَطِعْهُ، وَاِذَا نَهَاكَ عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَهِ[اِحْفَظِ اللهَ(وَجَوَابُ الطَّلَبِ[يَحْفَظْكَ(نَعَمْ يَحْفَظْكَ فِي دُنْيَاكَ، وَفِي آَخِرَتِكَ[اِحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ(اَيْ تَجِدْهُ اَمَامَك نَعَمْ تَجِدْهُ لَايَتَخَلَّى عَنْكَ اَبَداً[وَاِذَا سَاَلْتَ فَاسْاَلِ اللهَ(فَيَارَبّ نَسْاَلُكَ اَنْ تَحْفَظَ شَبَابَنَا وَشُيُوخَنَا وَاَوْطَانَنَا وَعَقِيدَتَنَا، وَكُلَّ مَايَمُتُّ اِلَى دِينِنَا بِصِلَةٍ يَامَنْ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم، نَعَمْ اَخِي: يَالَهَا مِنْ عَقَائِدَ ثَابِتَة وَمِنْ عَقِيدَةٍ اَكْثَرَ مِنْ رَائِعَةٍ، تَجْعَلُ الْمُسْلِمَ لَايَشْعُرُ بِالْيَاْسِ وَلَابِالْقُنُوطِ اَبَداً[وَاعْلَمْ اَنَّ الْاُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى اَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَايَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ اِلَّا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْك، وَلَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى اَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَايَنْفَعُونَكَ بِشَيْءٍ اِلَّا كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، رُفِعَتْ الْاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف( نَعَمْ اَخِي: وَالنَّاسُ فِي اَيَّامِنَا فِي هَذَا الِاضْطِّرَابِ وَفِي هَذَا الْقَلَقِ الَّذِي تُعَانِي مِنْهُ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ خَاصَّةً؟ لِيَكُونَ تَرْبِيَةً لَهُمْ؟ لِيَعُودُوا اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَاِنَّ اللهَ يَبْتَلِيهِمْ لَاكُرْهاً بِهِمْ؟ وَاِنَّمَا حُبّاً لَهُمْ، وَكَاَنِّي مَعَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ فِي مَشَاعِرِهِمْ وَفِي اَحَاسِيسِهِمْ لِمَا فِيهِ خَيْرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ اِنْ شَاءَ الله، نَعَمْ اَخِي: وَلَكِنَّ الْمُسْتَقْبَلَ اَمَامَهُمْ يَكْسُوهُ الضَّبَابُ، وَهُمْ يُفَكِّرُونَ دَائِماً مَاذَا سَيَحْصَلُ لَهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل! فَاِذَا فَكَّرَ اَحَدُهُمْ فِي الزَّوَاجِ(وَهَذَا حَقُّ طَبِيعِيٌّ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ مُؤَمَّناً لِلْجَمِيعِ(فَاِنَّهُ يُفَكِّرُ كَيْفَ اَفْتَحُ بَيْتاً! كَيْفَ اُؤَسِّسُ بَيْتاً! فَاِذَا رَزَقَنِي اللهُ تَعَالَى ذُرِّيَّةً! هَلْ سَتَكُونُ صَالِحَةً؟ اَمْ تَكُونُ طَالِحَةً ضَائِعَة؟ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِي وَلَهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ نَعَمْ اَخِي: اَزِلْ كُلَّ هَذِهِ التَّصَوُّرَاتِ، وَكُلَّ هَذِهِ الْاَفْكَارِ، وَالْجَاْ اِلَى رَبِّكَ، وَاتْلُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا اِلَّا مَاكَتَبَ اللهُ لَنَا، هُوَ مَوْلَانَا، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون( نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ مَوْلَانَا لَيْسَتْ بِالْاَمْرِ الْهَيِّن{اَلَا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(فَمَنْ هُمْ اَوْلِيَاءُ الله؟ لَنْ اُعَرِّفَهُمْ لَكَ اَخِي الْآَنَ تَعْرِيفاً صُوفِيّاً، وَاِنَّمَا اَقْتَصِرُ عَلَى مَافِي الْقُرْآَن{اَلَا(وَكَلِمَةُ اَلَا فِي لُغَةِ الْعَرَبِ لِلتَّنْبِيهِ، وَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ لُغَتَكَ الْعَرَبِيَّةَ جَيِّداً، وَكَاَنَّ الْقُرْآَنَ يَقُولُ لَكَ: انْتَبِهْ! نَعَمِ اِنْتَبِهْ اِلَى مَايُقَالُ لَكَ بَعْدَهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ مَتَى تَحْزَن؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِذَا فَاتَكَ خَيْرٌ وَكُنْتَ تَخَافُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ، فَلَاتَخَفْ وَلَاتَحْزَنْ{اَلَا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ( مِمَّا هُمْ قَادِمُونَ عَلَيْهِ، وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَافَاتَهُمْ؟ لِاَنَّ مَافَاتَهُمْ مِنْ نَعِيمٍ دُنْيَوِيٍّ، لَايُسَاوِي قَطْرَةً مِنْ بَحْرٍ لُجِّيٍّ مِمَّا اَعَدَّهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ الْاَخْيَارِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي يَقُولُ اللهُ عَنْهَا فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ[اَعْدَدْتُّ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالَاعَيْنٌ رَاَتْ، وَلَااُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر(نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ الْآَنَ تَشَوَّقْتَ اِلَى هَذَا النَّعِيمِ، ثٌمَّ هَذَا الْفَضْلِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، فَمَنْ هُمْ اَوْلِيَاءُ اللهِ الْمُسْتَحِقُّونَ لِهَذَا النَّعِيم(اَلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون(نَعَمْ اَخِي: اِيمَان زَائِدْ تَقْوَى الله، فَاَنْتَ وَلِيُّ الله، نَعَمْ اَخِي: طِرْتَ فِي السَّمَاءِ اَوْ لَمْ تَطِرْ، مَشَيْتَ عَلَى الْمَاءِ اَوْ لَمْ تَمْشِ، اَيَّدَكَ اللهُ بِكَرَامَاتٍ خَارِقَةٍ لِلْعَادَةِ اَوْ لَمْ يُؤَيِّدْكَ، فَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ يَقُولُ لَكَ: اَنْتَ وَلِيُّ اللهِ اِذَا اجْتَمَعَ فِيكَ شَرْطَان: اَوَّلاً اَلْاِيمَان: ثَانِياً اَلتَّقْوَى{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة(نَعَمْ اَخِي: مَنِ الَّذِي يُبَشِّرُكَ؟ وَاَقُولَ لَكَ اَلله !نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ اِذَا بَشَّرَ لَابُدَّ اَنْ يُنَفِّذَ بِشَارَتَهُ؟ لِاَنَّهُ اَصْدَقُ الْقَائِلِينَ، وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَقِفَ اَمَامَ اَمْرِهِ وَاِرَادَتِه، نَعَمْ اَخِي: مِنَ الْجَائِزِ اَنْ اَقُولَ لَكَ سَاُعْطِيكَ مُكَافَاَة! وَلَكِنْ رُبَّمَا يَحْدُثُ لِي شَيْءٌ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ تَنْفِيذِ وَعْدِي، وَاَمَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَبِيَدِهِ مَلَكُوتُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهُوَ يُجِيرُ وَلَايُجَارُ عَلَيْهِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةٌ الْمُؤْمِنُون، يَامَنْ{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة، لَاتَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايُخْلِفُ وَعْدَهُ فِيمَا وَعَدَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْبُشْرَى{ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم( نَعَمْ اَخِي: اَلْوَلَايَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ مُشْتَرَكَة! فَاَنْتَ وَلِيُّهُ! وَهُوَ وَلِيُّكَ! وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَة{اَللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا(فَاِذَا تَوَلَّى اللهُ اَمْرَكَ وَشَاْنَكَ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَيَّةُ قُوَّةٍ اَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى اِرَادَةِ الله، اِفْقَهْ ذَلِكَ يَامُؤْمِن، تَبْقَ مُسْتَرِيحاً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لَاتَحْزَنْ عَلَى مَافَاتَكَ، وَلَاتَحْرِصْ حِرْصَ اَهْلِ الدُّنْيَا عَلَى مَتَاعِهَا وَعَلَى مَلَذَّاتِهَا{اَللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّور( نَعَمْ يُخْرِجُهُمْ اِلَى النُّور، فَاِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَالِكَ وَلَايَةُ لِلهِ، فَالنَّاسُ فِي ظُلُمَات، نَعَمْ فِي ظُلُمَاتٍ، وَلَيْسَتْ ظُلْمَةً وَاحِدَة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة:اَلْحَاضِرُ مُؤْلِم، وَالْمُسْتَقْبَلُ مَجْهُول، وَالضَّبَابِيَّةُ تَمْنَعُ الرُّؤْيَةَ الْوَاضِحَة، وَلَكِنْ حِينَمَا نَخْتَرِقُ هَذِهِ الظُّلُمَاتِ بِنُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ، فَسَتَتَبَدَّدُ هَذِهِ الظُّلُمَاتُ وَتَزُولُ بِاِذْنِ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ بِاِذْنِهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا اَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت(نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن: اَنْتَ وَلِيُّكَ الله، وَاَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالَّذِينَ كَفَرُوا{اَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت(وَلَمْ يَقُلْ سَبْحَانَهُ وَلِيُّهُمُ الطَّاغُوتُ؟ لِاَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ آَلِهَةً مِنَ الظُّلُمَاتِ مُتَعَدِّدَة، وَاَمَّا الْمُؤْمِنُونَ، فَلَايَتَوَلَّوْنَ اِلَّا اِلَهاً وَاحِداً لَاشَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض، نَعَمْ اَخِي: وَالطَّاغُوتُ هُوَ كُلُّ مَايُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله{يُخْرِجُونَهُمْ(مِنْ اَيِّ شَيْء؟{مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَات؟(لِاَنَّ النُّورَ وَهُوَ نُورُ الْاِيمَانِ، هُوَ فِطْرَةٌ عِنْدَ الْاِنْسَانِ بِدَلِيل[كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ( اَيْ عَلَى الْاِيمَان، وَلَكِنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ خَارِجِيَّةً تَجْعَلُ هَذَا الْاِنْسَانَ يَنْحَرِفُ عَنْ فِطْرَةِ الَلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَلِذَلِكَ اَخِي الْمُؤْمِن: اَنْتَ وَلِيُّكَ اللهُ، يُخْرِجُكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ، فَاِذَا تَوَلَّيْتَ غَيْرَ اللهِ، اَخْرَجَكَ مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَات، وَهُنَا ذَكَرَ الْقُرْآَنُ النُّورَ بِالْمُفْرَدِ، وَاَمَّا الظُّلُمَاتِ فَذَكَرَهَا بِالْجَمْعِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ طُرُقَ الضَّلَالَةِ مُتَشَعِّبَةٌ وَمُتَفَرِّعَةٌ، وَلَهَا اَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ وَمُتَعَدِّدَة، وَاَمَّا طَرِيقُ اللهِ، فَهُوَ الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ، نَعَمْ وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ نَقُولُ{اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(وَهُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اعْوِجَاجٌ لَاذَاتَ الْيَمِينِ وَلَاذَاتَ الشِّمَال، نَعَمْ اَيُّهَا الْاَخُ الْمُؤْمِن، نَعَمْ اَيُّهَا الشَّابُّ، لَاتَخَفْ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ مَادُمْتَ تُؤْمِنُ بِاللِه، وَمَادُمْتَ تَاْخُذُ بِالْاَسْبَابِ الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ، وَاَنْتَ كَمُسْلِمٍ وَمُؤْمِنٍ عَلَيْكَ اَنْ تَعْمَلَ لِدُنْيَاكَ وَلِآَخِرَتِكَ، نَعَمْ اَخِي: قَرَاْتُ فِي بَعْضِ الصُّحُفِ: اَنَّ شَيْخاً عَالِماً جَلِيلاً، كَانَ فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ، وَكَانَ سَعِيداً بِهَذِهِ الْاَجْوَاءِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالرُّوحَانِيَّةِ، فَعَزَمَ اَنْ يَهْجُرَ وَطَنَهُ وَاَنْ يَبْقَى فِي هَذِهِ الْاَمْكِنَةِ، فَنَامَ، فَرَاَى فِي مَنَامِهِ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَطَبْعاً فَاِنَّ رُؤْيَةَ الرَّسُولِ فِي الْمَنَامِ حَقِيقِيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا وَهْمٌ وَلَاخَيَالٌ، فَقَالَ لَهُ يَاهَذَا! اِرْجِعْ اِلَى بَلَدِكَ وَابْنِهَا وَاَصْلِحْهَا، فَاِنَّكَ هُنَا تَسْعَدُ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى وَطَنِكَ؟ لِتَبْنِيَ وَطَنَكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي تِلْكَ الْاَجْوَاءِ السَّعِيدَةِ يُصَلّي وَيَطُوفُ وَيَسْعَى ثُمَّ يَزُورُ الْاَمَاكِنَ وَيَرَاهَا فَيَشْعُرُ بِالسَّعَادَة، لَكِنَّ هَذِهِ السَّعَادَةَ، سَعَادَةٌ خَاصَّةٌ لَاتَتَعَدَّاهَا اِلَى الْغَيْرِ، فَاَنْتَ هُنَا قَضَيْتَ هَذِهِ الرِّحْلَةَ الرُّوحَانِيَّةَ، وَشُحِنْتَ بِشُحُنَاتٍ مِنَ الْاِيمَانِ، فَاذْهَبْ اِلَى بَلَدِكَ، فَابْنِ الْبِنَاءَ الْخَيِّر، نَعَمْ اَخِي: وَالْبِنَاءُ نَوْعَان: بِنَاءٌ مَادِّيٌّ، وَبِنَاءٌ نَفْسِيّ، وَالْبِنَاءُ النَّفْسِيُّ اَصْعَبُ مِنَ الْبِنَاءِ الْمَادِّي، فَاِنَّ بِنَاءَ الرِّجَالِ اَشَقُّ مِنْ بِنَاءِ الْعِمَارَاتِ وَنَاطِحَاتِ السَّحَابِ، وَاَنْتَ لَسْتَ هُنَا فِي هَذِهِ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ لِتَبْقَى فِيهَا، وَاِنَّمَا ارْحَلْ اِلَى بَلَدِك، فَمَاذَا فَعَلَ هَذَا الشَّيْخُ الْجَلِيل؟

  رد مع اقتباس