في سفراتنا السابقة إلى الفلبين كنا نكرر الذهاب إلى أحد المطاعم وذلك لجودة طعامه وتنوّع أطباقه. يقع هذا المطعم بداخل أحد المراكز التجارية الكبيرة، ويُطل على الساحة التي تُقام فيها الفعاليات المختلفة في ذلك المركز.
ذهبنا إليه الأسبوع وبعد جلوسنا على الطاولة التي أخترناها لاحظنا بأن أصوات الفعاليات القريبة من المطعم مزعجة جداً، فقررنا أن ننصرف على أن نعود له في يوم آخر.
يوم السبت الماضي وهو نهاية الأسبوع هنا مررنا عليه فإذا هو مزدحم جداً، وكان علينا الانتظار لبعض الوقت حتى تشغر إحدى الطاولات. انتظرنا عدة دقائق ثم قررنا التوجه إلى مكان آخر على أن نعود إليه في يوم غير نهاية الأسبوع.
مررنا على المطعم البارحة وكنا سعداء لأنه لا توجد فعاليات بالقرب منه تُصدر أصواتاً مزعجة، أخترنا الطاولة المناسبة لنا لأنه لم يكن مزدحماً، أخترنا الطعام الذي نريده.
أثناء انتظارنا للطعام حدث ما لم يكن بالحسبان، وهو شعورنا بأن المبنى والطاولات وكل شيء يهتز بقدرة الله لعدة ثواني نتيجة للهزة الأرضية التي أصابت الفلبين، وبعد أن أفقنا من الصدمة، لم يكن أمامنا إلا الخروج من المبنى طلباً للسلامة، وقبل خروجنا من المطعم سألني العامل في المطعم: هل ألغي طلباتكم؟، قلت له : نعم وبكل تأكيد.
الذي أضحكني ونحن في حالة الفزع هو سيدة كانت تتناول الطعام في المطعم وقت حدوث الهزة الأرضية طلبت من العامل أن يضع طعامها في عبوات حتى تأخذه معها، قلت في نفسي "أنتِ وين والناس وين؟"
خرجنا إلى نقطة التجمع ونسينا الجوع.
لا أدري وقتها لماذا تذكرت مثل كان يقوله أحد أقاربي وهو " أن عدت لك يا خبت البقر سميني ثور"، وهذا ما ينطبق على ذلك المطعم.

ودمتم سالمين.