عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 01 / 2019, 43 : 03 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي إذا لم تكن معي فأنت ضدي



في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن كرّر كثيراً مقولة "إذا لم تكن معي فأنت عدويي"، وكان من أهداف تلك المقولة هو هدف سياسي لاستقطاب الدول لتكون مع أمريكا إما برغبتها أو تخوفاً منها.
وعلى الرغم من أن المصالح بين بعض الدول تجعلهم ينحون هذا المنحى، إلا أن هذا المبدأ بالتأكيد مرفوض على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمعات، حيث ليس من المنطق أن من لا يوافقني في ميولي أو توجهاتي أن يكون عدو لي، أو أن يُفرض عليّ أن أكرهه.
ولكن الملاحظ في وقتنا هذا – وللأسف- هو أنه بمجرد حدوث إي إشكال مهما كان نوعه وحجمه بين شخصين أو كيانين فإن كل طرف من الطرفين ينظر بعدم الرضا لكل من لا زالت علاقته جيدة مع الطرف الآخر، وكأنهم يقولون للجميع بأن عليكم أن تحبوا وترتاحوا لكل من كانت علاقته جيدة معنا، وأن تكرهوا من ساءت علاقتي معهم.
ورغم أن هذا التوجه فيه تقييد لمشاعر ومصالح الآخرين على غير هوى منهم، بل هو فرض إجباري عليهم لتغيير مسارات علاقتهم مع غيرهم على الرغم مما تفرضه عليهم مصالحهم وواجباتهم تجاه الغير، إلّا أن هذا الشيء قد أصبح مُعايشاً وللأسف بين بعض أفراد المجتمع، ومثال ذلك عندما يتقدم شخص لخطبة أبنة إحدى الأسر، ثم يتم الاعتذار لأسرة المتقدم عن قبول ذلك لأي سبب، فنجد في بعض الأسر أنه بمجرد رفض خطبة ابنهم، فإنهم يغضبون من الأسرة التي رفضت ابنهم مع انه لا حق لهم في ذلك، ثم يحدث نفس الشعور تجاه كل أسرة أو فرد يُصادق تلك الأسرة، أو كانت علاقته بهم جيدة.
وكذلك الحال عند حدوث خلاف بين شخصين، فينظر البعض إلى كل أصدقاء الطرف الثاني على أنهم أعداء له على الرغم من أنهم لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث من خلاف بينهما.
بل قد تعدى الأمر إلى أن بعض مشجعي الأندية أصبحوا يقيّمون علاقتهم بغيرهم من خلال تشجيعهم للأندية، فمن كان يشجع فريقي المفضل فإني أرتاح له بينما يحدث العكس مع من يشجعون الأندية الأخرى وخاصة المنافسة لفريقي.
ما دعاني لطرح هذا الموضوع هو ما لاحظته قبل فترة من تغيّر أحد معارفي في علاقته معي على الرغم من عدم حدوث ما يعكر صفو علاقتنا، ولكني عرفت قبل يومين من خلال اتصال هاتفي أنه قد اتخذ ذلك الموقف منّي لأني لا زلت محتفظاً بعلاقة جيدة مع شخص آخر حدث معه خلاف بينهما.
إن تطبيق شعار إذا لم تكن معي فأنت ضدي سيضر بعلاقاتنا الشخصية، وسيؤثر بكل تأكيد على العلاقات الأسرية وعلى وحدة المجتمع، مما يؤدي إلى إضعاف قوة المجتمع، بل إلى التشتت والتباغض والتحاسد الغير مبرر.
وهذا يعني بأن علينا أن نمنع حدوث وانتشار هذا الشعار، والعمل على نشر المحبة بين الناس، والتركيز على عدم زيادة مساحة الكُره بين الناس عند حدوث خلاف، بل يجب العمل على إزالة ذلك الخلاف وزرع مبدأ التسامح بين أفراد المجتمع بداية من مرحلة الطفولة.



ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة: