عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2009, 04 : 07 AM   #1
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي مناهجنا.. أضاعت تعليم لغتنا العربية جملة وتفصيلاً !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مناهج اللغة العربية في التعليم


انتقد خبير في تصميم المناهج وضع مناهج اللغة العربية في التعليم العام وقال الأستاذ جمعان بن سعيد القحطاني (ماجستير في علم اللغة التطبيقي): يكاد ينعقد الإجماع على ضعف مخرجات تعليمنا في مجالين أساسين، هما: اللغة العربية، ومهارات التعلم والتفكير والتواصل والإبداع (التي هي الوظيفة الأساسية للمدرسة)، وإلى الضعف فيهما يؤول ضعف أبنائنا في أي علم من العلوم الأخرى كالرياضيات والعلوم مثلا.
وأضاف: تتحمل المناهج الدراسية المسؤولية الأولى في ذلك؛ فإنها ضربت مجالي (اللغة العربية) و(مهارات التعلم والاتصال) بعضهما ببعض، وخلطتهما في تشكيلة عجيبة أسمتها (اللغة العربية)، والخروج من هذا المأزق يقتضي أن نعيد النظر في قناعاتنا منطلقين من مفهوم اللغة وطبيعتها وبنيتها ووظائفها، ومن طبيعة مهارات التعلم والاتصال واستراتيجياتها وأدواتها وعملياتها.
وقال القحطاني: اللغة كما هو معروف: نظام شفهي من الكلمات المتواطأ على دلالاتها، وعلى أنظمة بنائها: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والنصية والتواصلية. تؤدي وظائف متنوعة في حياة الإنسان، وتتشكل في صور وأنماط نصية وخِطابية متنوعة. وتتطلب الكفاية فيها تمكن الفرد من:
الكفاية المعجمية: محصول وافر من ألفاظ اللغة، وإدراك دلالاتها الحقيقية والمجازية والسياقية والقصدية.
الكفاية النحوية: مطابقة المنتج اللغوي لأنظمة اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والنصية والدلالية.
الكفاية الاجتماعية: مراعاة الأعراف الاجتماعية والثقافية والسياقية والتواصلية للحدث اللغوي.
الكفاية الأسلوبية: تماسك الخطاب اللغوي وتنظيمه، وقدرته على أن يكون: معبِّرا، وموصِّلا، ومؤثرا.
فما العلاقة بين مفهوم اللغة وطبيعتها ووظائفها وكفاياتها.. وبين هذه المقررات أو المكونات التي تسمى مجتمعة منهج اللغة العربية؟
وأبان: صحيح أنه لا شيء خارج اللغة، وأن كل علم يقدَّم للمتعلم، وكل موقف تعليمي يتعرض له.. هو من اللغة وإليها، ولا نستطيع أن نقول إن علما معينا هو خارج اللغة، أو إنه لا يفيد في اكتساب اللغة وتعلمها. ولكن يجب أن نميز بين درس هو (تعليم لغة)، ودرس لا يخرج من فلك اللغة لكنه ليس في تعليم اللغة.
وحول ملاحظاته على منهج اللغة العربية الحالي قال انها تتلخص في النقاط الأربع التالية:
أنه يتشكل من علوم متنوعة لا يربطها بمفهوم اللغة وطبيعتها إلا حقيقة أنه لا شيء خارج اللغة. وهي:
العلوم الوصفية والمعيارية للغة: النحو والصرف والبلاغة. وهي علوم تصف اللغة أو تحدد معايير الصحة اللغوية، تفيد في مراقبة المنتج اللغوي، ولكنها لا تفيد في اكتساب اللغة وتعلمها.
الدراسات الأدبية: تاريخ الأدب، وسير الأدباء، والنقد الأدبي. وهذه علوم تثقيفية لا قيمة لها في تعليم اللغة وتعلمها.
مهارات التعلم والاتصال: القراءة والكتابة والاستماع والتحدث. وهي علوم قائمة برأسها، كل منها ضرب من العلم له مفاهيمه ومبادئه ومهاراته وأدواته وإستراتيجياته الخاصة، ومحتاجٌ إلى برنامج دراسي خاص، يتلقى فيه المتعلم أصوله ومفاهيمه ومبادئه، ويتدرب على مهاراته واستراتيجياته. وعلاقتها باللغة لا تختلف عن علاقتها بأي علم آخر. ففي درس الفيزياء مثلا : نستمع ونتحدث ونقرأ ونكتب، ثم نقول إننا نتعلم الفيزياء، ولا نقول إننا نتعلم اللغة.
الإملاء والترقيم والخط، هي علوم ومعايير تتعلق بالكتابة، لا باللغة، وتعليمها واجب حتمي، لا لأنها تفيد في تعلم اللغة واكتسابها، بل لأنها شرط لإتقان مهارة الكتابة، والكتابة شرط أساس في التعلم، ولكن مكانها في درس الكتابة لا في درس اللغة.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحد موضوعات القراءة




ان الدخل اللغوي الذي تقدمه نصوص منهج اللغة العربية لا يمثِّل دخلا كافيا ولا مناسبا لتعلم اللغة واكتسابها، وقد حدد ابن خلدون في مقدمته ما يناسب اكتساب اللغة العربية من دخل لغوي بقوله: «ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ويروم تحصيلها أن يأخذ نفسه بحفظ كلامهم القديم الجاري على أساليبهم من القرآن والحديث، وكلام السلف، ومخاطبات فحول العرب في أسجاعهم وأشعارهم، وكلمات المولدين أيضا في سائر فنونهم، حتى يتنزل لكثرة حفظه لكلامهم من المنظوم والمنثور منزلة من نشأ بينهم ولقن العبارة عن المقاصد منهم، ثم يتصرف بعد ذلك في التعبير عما في ضميره على حسب عباراتهم، وتآليف كلماتهم... وعلى قدر المحفوظ وكثرة الاستعمال تكون جودة المقول المصنوع نظماً ونثراً».
معالجة نصوص الدخل اللغوي معالجة معلوماتية صرفة. فإن كان النص تاريخيا عولج معالجة تاريخية لا تختلف في شيء عن درس في كتاب التاريخ، وإن كان النص علميا عولج وكأنه درس في العلوم لا درس في اللغة. وهكذا، تجد الدرس اللغوي نسخة مكررة من المناهج الدراسية الأخرى يكاد يغني عن أكثرها.
ندرة الفرص المتاحة لممارسة اللغة، وخاصة الممارسة الكلامية. وقد أثبتت أبحاث اكتساب اللغة أن الاكتساب اللغوي الناجح لا ينتج إلا عن تجربة واسعة في استخدام اللغة في التخاطب الكلامي. وأن الانخراط في الكلام مع الصغار في اللعب وفي المشاريع الطفولية يسرِّع تقدمهم اللغوي ؛ حيث ينهمكون في استخلاص اللغة من الكلام الموجه إليهم. ويتقدمون بشكل جيد كلما كان الدخل اللغوي واضحا ومتنوعا وغزيرا وممتعا.

منهجان منفصلان
وعن الحل الذي يراه للخروج من الوضع الراهن للغتنا العربية قال القحطاني: إن ما أدعو اليه يتلخص فيما يلي:
فك الارتباط بين الدرس اللغوي ودرس مهارات التعلم والاتصال. أي استحداث منهجين دراسيين منفصلين : أحدهما باسم (اللغة العربية)، والآخر باسم (مهارات التعلم والاتصال). وهذا يقتضي إعادة تشكيل محتويات كل منهما، وتنظيمها وعرضها وتقويمها بصورة مغايرة تماما لما هو متبع حاليا.
والوصف المختصر لكل من المنهجين المقترحين هما:

أولا: منهج اللغة العربية، مكوناته ومحتواه
يتكون منهج اللغة العربية من مقرر دراسي واحد باسم (اللغة العربية) يتعلم فيه الطالب عناصر اللغة وأنظمتها ووظائفها وأنماط تشكُّلاتها النصية، ويتدرب على كفاياتها الأساسية والفرعية.
يبنى المقرر الدراسي في مجموعة من الوحدات التعليمية، تركز كل وحدة على (وظيفة لغوية) معينة، مؤداة ب (نمط نصي) محدد. بحيث تشتمل الوحدة على عدد كبير من النصوص تمثل دخلا لغويا كافيا ومناسبا، يستطيع المتعلم أن يستخدمه في أداء الوظيفة اللغوية والنمط النصي بنجاح.
يشترط في نصوص الدخل اللغوي أربعة شروط أساسية:
أن تكون ألفاظها وصيغها وتراكيبها مختارة وفق الخطة النمائية اللغوية المرسومة.
أن تشتمل على ذخيرة لغوية وافرة من (ألفاظ المجال، والتعبيرات الجاهزة، والأمثال، والكنايات، والاستعارات الجيدة، والمقولات البليغة الموجزة...) يمكن تجميعها، وتصنيفها ومعالجاتها وخزنها.
أن تركز على الوظيفة اللغوية المستهدفة، مؤداة بالنمط النصي المستهدف. فإذا كانت الوظيفة المستهدفة مثلا (وصف الشخصيات) أو (التهنئة) كانت نصوص الوحدة منصبة على وصف الشخصيات، أو (التهنئة) مراعية المواصفات البنائية للنصوص الوصفية. أو المواصفات البنائية لرسائل التهنئة.
أن تتصف بجودة عالية في بنائها اللغوي، فإن كانت (مختارة) اختيرت من نصوص بلغاء الكتاب وكبار الشعراء، وفصحاء الخطباء.. وإن كانت (مصنوعة) صنعها من لا يقل ذوقا وبيانًا عن أولئك البلغاء.
وتركز المعالجات اللغوية على أربعة عناصر أساسية:
الأمثال، والكنايات، والحكم، والمقولات البليغة،التي تساعد المتعلم على مجاراة أساليب العرب وبيانهم.
الألفاظ ودلالاتها الوضعية والاستعمالية والقصدية. وصيغها الصرفية : مبانياها، ومعانيها.
التراكيب النحوية والأساليب اللغوية والبيانية، وعناصرها ودلالاتها اللغوية والتواصلية، وأثر طريقة نظم الجملة في أداء المعنى.
بنية النص، والعلاقات العضوية بين أجزائه، وأشكال الترابط النصي.
يعتمد هذا المقرر تصميما تعليميا يتمحور حول المتعلم، منطلقا من مبادئ التعلم النشط، ومركزا على النشاطات التالية:
انغماس المتعلم في مواقف تواصلية شفهية باللغة الفصحى: تمثيل أدوار، تحدث، إبداء رأي، خطابة، حوار، إلقاء، عرض...
الانتقال من مستوى (الكلمة) أو (الجملة) في معالجة قواعد النحو والصرف إلى فضاء النصوص والفقرات المطولة: تحليلا، وتدخُّلا، وتصويبا، وإعادة صياغة، وإنشاء...
التركيز في معالجة النصوص واستيعابها على عناصر اللغة وأنظمتها وبنيتها الداخلية، وإلى دلالات الصيغ الصرفية والتراكيب النحوية والأساليب البيانية وطرق التعبير عن المعنى، وتفهم منطوق النص ولازم معناه ومقتضاه، ومظاهر الحبك والسبك في النص.

اما الثاني فهو: منهج مهارات التعلم
حيث يتكون مقرر هذا المنهج من كتاب دراسي واحد، يتدرب فيه الطالب خلال مراحل التعليم وصفوفه المختلفة على فك الرموز الكتابية وكتابتها، ثم على سلسلة متصلة من المهارات والإستراتيجيات والتقنيات المتعلقة بالقراءة والكتابة والإملاء والترقيم والاستماع والتحدث، ومهارات التعلم، والاستذكار، والتفكير، والمنطق، والتواصل، والإقناع، والتفاوض. وكلما تقدمنا في السلم التعليمي وجدنا عناوين أكثر التصاقا بمهارات التعلم والاتصال، من مثل: إستراتيجية الخطوات الخمس للقراءة المركزة استراتيجيات تسريع القراءة مهارات النقد والتقويم، استراتيجية الأسئلة الخمسة لوصف الأحداث (من،ماذا، كيف، متى، أين؟) أنماط بناء الفقرات الكتابة التفسيرية (السردية) الوصفية مهارات التفاوض والإقناع مهارات الخطابة والإلقاء...
على أن يكون تصميم المقرر معتمدا في الأساس على تقنيات (التدريب) وأدواته وإستراتيجياته، بدلا من إستراتيجيات (التعليم)؛ لأن الهدف سيتحول من التثقيف وعرض المعلومات إلى التمهُّر وإتقان الأداء.


" الرياض "

  رد مع اقتباس