عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 12 / 2013, 56 : 09 AM   #1
رآنيا 
الدعم والتطوير

 


+ رقم العضوية » 55767
+ تاريخ التسجيل » 16 / 07 / 2013

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 1,928
+ معَدل التقييمْ » 9403
شكراً: 131
تم شكره 87 مرة في 81 مشاركة

رآنيا غير متواجد حالياً

افتراضي أدب الوسوسة ووسوسة الأدب !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لكل قومِ وساوس ! حتى للكتاب وللأدباء وساوسهم, يظهر ذلك بصورة جلية ومزعجة في تعقيدات أفكارهم, الناجمة عن نفسيات مضطربة متقلبة, أشبه ما تكون بالفصام الشخصي !.
بينما الحياة جداً جداً سهلة وبسيطة, لا تحتاج إلى نفسيات وصراعات داخلية مع الذات ومع الواقع في الخارج !.
فإن أكمل الناس ساروا في هذه الحياة بكل أريحية وبكل بساطة, وأكملهم النبي عليه الصلاة والسلام كان سهلاً وليناً.

فهذه الصفة - اليسر والسهولة - هي التي تُنتجُ الكمال والعظمة, على خلاف التعقيد والوسوسة فإنها تحدث ضجيجاً وضوضاء في عقل المرء, فلا ينتج عنها سوى التقصير, لكثرة التحليلات التعقيدية الموسوسة, وجلبها من أبعاد العقل المظلمة والتعنت فيها, فيحصل معها الكلال والخلل في إدارك المرء.

والأدهى والأمر من ذلك كله, حينما يكتب الكاتب أو الشاعر بعض الوساوس وتكون منه من هذا المبدأ والمنطلق, فيأتي من يأتي ويتأثر بتلك الوساوس فتلعب في حياته لعباً, ومشكلتنا تكمن في إعطائنا للكتاب والشعراء القداسة والصواب المطلق, حتى تكون كلماتهم هي الدليل للاستدلال والاستشهاد, فتؤثر من ها هنا على عقلية القاريء وأفكاره.

فنجده بعد ذلك يخرج عن المعقول ويشطح, بالإضافة إلى قابلية التلقي لديه مثل تلك الأفكار وهذا بحد ذاته خلل ينبغي علاجه وتحصينه قبل الشروع في تلقي ما يغير مجراها من خطٍ مستقيم يصب في معين واحد إلى انتشار في الأرجاء لا يعقبه بعدُ إلاّ الجفاف والموات ! وما أعظم موات غير موات العقول وعدولها عن الصواب بالوساوس !.

ولا يقف الوسواس هنا عند هذا الحد, فهو حتى هنا يصل إلى وسواس قهري لا ينفع معه وبعده علاج فتصبح الأمور جميعها مختلطة تخضع لرؤى مضطربة ومتجددة, متجددة لا لرقي وتقدم، ولكن لتعقيد وتخبط ! ويكون أقرب ما يكون للفصام الشخصي أو الذهاني حينئذ !.

فالصمت المرافق لتلقي تلك الوساوس هو عين مبادئ الفصام لدى الإنسان, فالهواجس والوساوس إذا بلغت حد القهر تحفز المخ لإفراز مادة الدوبامين الذي يساعد على زيادة تلك الوساوس إلى حد الفصام والإعاقة العقلية !.

الخلاصة :

• الحياة سهلة وجداً سهلة .. فلا تعقدوها فتتعقدوا وتُعقَّدوا عقداً لا يحلها بعدُ لا رقية راقٍ ولا نفث سواحر !!


بقلم إبراهيم الليث

فالرُّوحُ للرُّوحِ تدري من يُناغمُها
كالطّيرِ للطّيرِ في الإِنشادِ ميّالُ

~

 

  رد مع اقتباس